الأحد 19 مايو 2024
سياسة

بنكيران يعتبر دم مرسي أطهر من دم رهينتي الرجاء في الجزائر

 
 
بنكيران يعتبر دم مرسي أطهر من دم رهينتي الرجاء في الجزائر

أن يصدر حزب العدالة والتنمية  في المغرب من أقصى غرب إفريقيا، بلاغا تضامنيا مع إخوان مصر في أقصى الشرق الإفريقي، ويطالب بوقف تنفيذ عقوبة الإعدام ضد محمد مرسي، الرئيس المصري السابق، وينظم عددا من الوقفات التضامنية معه في طنجة والدار البيضاء وفاس، ويحرك قطاعاته الدعوية والشبيبية، من أجل خوض هذه الحرب الإخوانية المقدسة، فهذا من حقه كحزب، شرط مراعاة أنه حزب يترأس الحكومة، وإلا كيف يمكن تفسير ثناء عبد الإله بنكيران على الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، وهو نفس الثناء من أعضاء في الحكومة (لحسن الداودي)، وفي الوقت ذاته يطالب بلاغ النصرة، من القضاء المصري التراجع عن عقوبة الإعدام؟

بالمقابل هل يعتبر بنكيران وإخوانه أن دم مرسي أطهر وأنقى من دم الشابين المغربيين الرجاويين محمد ياسر المالكي وسلمان العسري، حيث أدينا معا أمس الإثنين 25 ماي بستة أشهر حبسا نافذا؟ ألا يستحق هذين الشابين سطرا أو سطرين تضامنا معهما في محنتهما بالجزائر؟ ألم يكونا يستحقان تدخلا حكوميا مسبقا من أجل تطويق المشكل؟ أي دور قامت به المصالح القنصلية بالجزائر؟ أي دور قامت به وزارة الشبيبة والرياضة؟ أي دور قامت به إدارة فريق الرجاء البيضاوي من أجل دعم أحد أفراد مشجعيها؟؟

للتذكير فإن محمد ياسر وسلمان، لم يتوجها للجزائر من أجل القيام بعملية إجرامية، بل كانا ضمن الجمهور الرياضي الذي حج إلى الجزائر لمناصرة فريق الرجاء البيضاوي في مقابلته ضد وفاق اسطيف يوم فاتح ماي الجاري، وحدث شنآن بين بعض أفرد الجمهور وركاب جزائريين تطورت الأمور لمشاداة، تم نقل الشابين مباشرة من الطائرة التابعة للخطوط الجزائرية لإحدى الكوميساريات بالجزائر العاصمة، ليتم توجيه تهم تتعلق بالسكر العلني وإحداث ضوضاء بالطائرة، أدينا على إثرها بستة أشهر حبسا نافذا..

بغض النظر عن سياق هذه الحادثة، فمهما كان "الفعل الجرمي"، فإنه من التوقعات المسبقة لأي لقاء رياضي يجمع المغرب بالجزائر ولو كان مسابقة في السباحة على الظهر، فما بالك برياضة شعبية يتداخل فيها الرياضي بالسياسي بالاستخباراتي..؟

لم تتدخل الحكومة وقطاعاتها في الوقت المناسب، وتبرأ نادي الرجاء من الشابين، بدعوى أن الحادثة وقعت في الأجواء داخل طائرة، وتحججت المصالح القنصلية بأن إجراءات التقاضي كانت سريعة، لم يتسن لها تعيين محامي باسم القنصلية، وبين احتقار وتخاذل ونكران، ذهب الشابان ضحية عشقهما للفريق العالمي، ولحبهما إعلاء الراية المغربية، وبين هؤلاء وهؤلاء، تعيش أسرة المعتقلين، فصلا آخر من المعاناة، معاناة سجن فلذتي كبدهما، ومعاناة بعدهما وتعذر زيارتهما في السجن الجزائري، والوقوف إلى جانبهما،  ومعاناة تنكر حزب العدالة والتنمية، الذي كان إلى عهد قريب اعتبر قضيتي جامع المعتصم وماء العينين العبادلة، ضمن أولى الأولويات في تحركه منذ سنوات، واستطاع بتحركاته التأثير على القضاء، فكانت النتيجة، عفو ملكي على العبادلة الذي أدين بعشرين سنة في قضية تتعلق بالإرهاب، ومتابعة في حالة سراح، لجامع المعتصم،  مدير ديوان رئيس الحكومة، الذي توبع  على خلفية "تبديد أموال عمومية، تزوير محررات رسمية، الرشوة، إتلاف وثائق إدارية، والشطط في استعمال السلطة"،  وهو الملف الذي سيعرض من جديد على القضاء نهاية شهر يوليوز المقبل.

لكما الله، محمد ياسر وسلمان وأسرتيكما، لأنكما أولاد الشعب، ولاتحملان في دمكما جينات إخوانية مغربية أو مشرقية، وإلا خاض حزب بكيران حربا مقدسة ولو تم اعتقالكما في جزيرة بورما..

تفاصيل أخرى ضمن العدد المقبل من "الوطن الأن"