الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
اقتصاد

المغرب يثبت زعامته الدولية في عالم "القوالب"

المغرب يثبت زعامته الدولية في عالم "القوالب"

كما لكل دولة الحق في التباهي بما لديها من خصائص تميزها عن باقي البلدان، يحرص المغرب، جهد المستطاع، استغلال الاستفادة من هذا الحق، ومن ثمة عدم ترك أي بصمة مغربية دون الترويج لها عالميا. لذلك، وعلى غرار السيارة الألمانية والتكنولوجية اليابانية والساعة السويسرية والموضة الإيطالية والعطر الفرنسي، أشهر بلدنا قبل أيام إنجاز أكبر "قالب مغربي" للسكر كـ "ماركة مسجلة" باسمه، من خلال أحد أروقة  المعرض الدولي للفلاحة المنظم مؤخرا بمدينة مكناس، بل ذهب إلى أبعد من ذلك ليقدم هذا المنتوج  بوزن عصي عن التحطيم، والذي بلغ 25 كيلوغراما، أي ما يعادل أزيد من 12 مرة القالب المتعارف عليه بين المواطنين. ولعل في ذلك رسالة قوية على أن القالب المغربي سريع التكيف مع مختلف الأحجام والدواعي تبعا للمثل الدارجي "فين ما ضربتي القرع يسيل دمو".. وبالتالي، فإنه "على قدر المقالب تأتي القوالب". إذ الأساس في الموضوع، حسب ما يقرأ من بين السطور، هو أن يتسيد هذا الإبداع جميع المواقف، ولا يترك لغيره مجال تقمص دور البديل مهما تباينت الظروف والأمكنة.

والأكيد أن اختيار موعد، بحجم المعرض الدولي للفلاحة، لم يأت اعتباطا، اعتمادا على أن عالم "القوالب" لا يفترض فيه ترك أي شيء للصدف. وعليه، كان لابد من استثمار حضور مختلف كاميرات العالم لتشهد على هذا السبق كدليل على براءة اختراع محلية اجتنابا لأي محاولة للتقليد، وتنبيه استباقي على أن كل ما يمكن أن يظهر في السوق العالمية من هذا القبيل مستقبلا لا يعدو أكثر من "ميطاسيون".

kkalb

ولأن تفتق أي فكرة يظل أصعب من تنفيذها، فإن المغرب كان له حظ كبير في  اقتناص الكثير من الإيحاءات الملهمة لتفرده السالف الذكر، وعلى رأسها الاكتساح منقطع النظير الذي يمارسه "القالب" لجميع المناسبات المجتمعية، إن كانت مفرحة أو محزنة. إذ لا يمكن تصور غيابه في موعد خطبة أو زواج أو وفاة أو حج أو صلح أو ختان أو عقيقة، فكل من يريد توديع عالم العزوبية تأبط "قالب" وقصد باب من اختارها لدخول مغامرة الزواج، وكل من أراد التعبير عن مشاركة قريب حزنا ما استعان بـ "القالب" لتقديم المواساة، وكل من أخطأ في التعامل الواجب مع غيره تستر وراء "القالب" ليدخل الأخير بـ "خيط ابيض" للنيابة عن حامله في الاعتذار وإبداء رغبة إصلاح ذات البين.

وعلى هذا الأساس، لم يكن غريبا أن يستهلك المغاربة بسلاسة في السنة الواحدة أزيد من 15 مليار و25 مليون "قالب"، ولو كلفهم الأمر صرف ما يفوق 4 ملايير درهم على خير ما يصفونه بـ "فكاك الوحايل" كترجمة حقيقية لمبدأ الاستثناء المغربي، وإن أتى هذه المرة بشعار "لهم صناعاتهم وتكنولوجياتهم، ولنا قوالبنا..".