السبت 21 سبتمبر 2024
سياسة

الميلودي المخارق: بوسعنا الدخول في أشكال غير مسبوقة قد تكون لها تداعيات موجعة للحكومة

الميلودي المخارق: بوسعنا الدخول في أشكال غير مسبوقة قد تكون لها تداعيات موجعة للحكومة

نفى الميلودي المخارق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، أن يكون قرار مقاطعة احتفالات فاتح ماي 2015، قرارا متسرعا.. مشددا على أن مقاطعة فاتح ماي قرار سيادي اتخذته المركزيات النقابية بعد تسجيلها انتفاء دواعي الاحتفال بهذا اليوم الأممي. وأوضح الأمين العام في حواره مع موقع "أنفاس بريس"، أن القرار جاء أيضا ضد المسخ والرداءة التي تشهدها الساحة النقابية نتيجة تفريخ العديد من الدكاكين النقابية وتكريس التعددية المزيفة التي لا معنى لها في العمل النقابي السليم...

+ ما تبريرك لقرار مقاطعة احتفالات فاتح ماي الذي اتخذه الاتحاد المغربي للشغل رفقة حلفائه النقابيين؟

- مقاطعة احتفالات فاتح ماي قرار سيادي اتخذته المركزيات النقابية الثلاث ("أ.م.ش" و"ك.د.ش" و"ف.د.ش") بعد تسجيلها، بكل أسف، لانتفاء دواعي الاحتفال بهذا اليوم الأممي، خصوصا أن الطبقة العاملة اليوم تتعرض لأسوء أشكال الإهانة بسبب الهجوم المعادي لحقوقها ومكتسباتها وللحريات النقابية، وضرب القدرة الشرائية نتيجة إلغاء الدعم ورفع الأسعار، ومباشرة ما تسميه إصلاحات على حساب الفئات الشعبية.. ونموذج مشروع إصلاح نظام "الصندوق المغربي للتقاعد" مثال صارخ بهذا الصدد. لذلك فقرار المقاطعة هو قرار تاريخي استثنائي جاء احتجاجا على إصرار الحكومة في نهج سلوك غير مبرر وغير مسؤول تجاه مطالب الطبقة العاملة، علما أن كل المؤشرات الاقتصادية، كما تؤكد الحكومة، تدل على تحسن مالية الدولة وتعد وتبشر بنسبة نمو مهمة. كما أن قرار مقاطعة تخليد فاتح ماي ليس قرارا معزولا، بل هو إيذان بالدخول في أشكال نضالية احتجاجية أكثر قوة ونجاعة طيلة شهر ماي.

+ ألا ترى أن القرار متسرع ويدخل في إطار المزايدات السياسية ضد الحكومة؟

- الاتحاد المغربي للشغل أكبر من أن ينتهج هكذا سلوك، وأمانته الوطنية تتمتع بما يكفي من التجربة والنضج والحكمة والتبصر ما يحصنها ويقيها من اتخاذ قرارات متسرعة أو أن تدخل في حسابات سياسوية مقيتة بعيدة عن هموم الشغيلة المثابرة التي تنتظر منا اليوم أشياء أخرى. فالجميع يعلم قوتنا التنظيمية والتعبوية، وأنه بمقدورنا فعل الشيء الكثير.. ولكن الوازع الوطني لدينا، والذي ليس ترفا ولا ادعاء، وإنما هو مبدأ أصيل متأصل في ممارستنا النقابية والنضالية، يجعلنا دائما نرجح لغة الحوار وأسلوب التفاوض، حتى وإن كان الطرف الحكومي في الكثير من الأحيان يخل بأبسط شروط وأدبيات التفاوض.

+ يقول بعض المتتبعين أنكم بقرار المقاطعة قدمتم للحكومة فرصة ذهبية لضرب المكتسبات الاجتماعية، لاسيما أن فاتح ماي هو عيد للعمال، من خلاله يتم التعبير عن المطالب والاحتجاج على السياسة الحكومية؟

 -قرارنا جاء رفضا للسياسة الحكومية اللاشعبية، ولإصرار هذه الحكومة على تجاهل مطالب الشغيلة. القرار جاء أيضا ضد المسخ والرداءة التي تشهدها الساحة النقابية نتيجة تفريخ العديد من الدكاكين النقابية وتكريس التعددية المزيفة التي لا معنى لها في العمل النقابي السليم، والتي تضرب في الصميم الحركة النقابية ومعها وحدة وتماسك الطبقة العاملة، حتى إن فاتح ماي أصبح يتخذ طابعا احتفاليا فلكلوريا لدى العديد من النقابات بل تحولت مظاهراته إلى نوع من الفرجة تؤثث صفحات الجرائد وبرامج وفقرات التلفزة الوطنية.

+ ما ردّك على من يقول إن مقاطعتكم لاحتفالات فاتح ماي هو تغطية على عجز المركزيات النقابية وفشلها في حشد الطبقة العاملة ضد الحكومة؟

- لن أدخل في هذا البوليميك الفارغ وهذه الدعاوى الباطلة التي يفندها الواقع. الطبقة العاملة كانت ولا تزال في طليعة النضال من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية. وبفضل قوتها التنظيمية والتعبوية حققت، إلى جانب الجماهير الشعبية والقوات الحية، استقلال البلاد، وحققت كذلك منجزات ومكاسب كبيرة.نحن لسنا ضد الحكومة كحكومة، نحن ضد السياسيات اللاشعبية المتبعة من طرفها. نحن ضد الحوار الاجتماعي المغشوش الذي يفتقر لأدنى مستويات الجدية. أما عن قدرتنا التعبوية فأحيلكم على المسيرة الوطنية ليوم 06 أبريل 2014، والإضراب العام البطولي ليوم 29 أكتوبر 2014، وكذلك تظاهرات فاتح ماي الحاشدة في كل سنة عبر كل المدن المغربية.

هل تعلم أن وحده الاتحاد المغربي للشغل يؤطر في 58 مدينة ما بين اتحادات محلية وجهوية، و345 قطاع مهني، وعلى رأسها القطاعات الإستراتيجية الكبرى: التكوين المهني، والوكالات المستقلة وشركات توزيع الكهرباء والماء و التطهير السائل، والمكتب الوطني للكهرباء والماء، والأبناك، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والموانئ، والقطاع الفلاحي وكبريات الشركات المتعددة الجنسيات، وغيرها من القطاعات...

وأختم جوابي بما ذكرت آنفا، أنه بمقدورنا، وبوسعنا الدخول في أشكال نضالية مشروعة غير مسبوقة قد تكون لها تداعيات موجعة للحكومة. ولكن الهم والوازع الوطني يحتم علينا ترجيح لغة الحوار وفسح المجال لفسحة أخرى للتفاوض وتقريب وجهات النظر. لذلك فنحن نستعد لشهر ماي ساخن احتجاجا على الموقف الحكومي المستفز.. ولن يوقف هذا المسلسل النضالي إلا الاستجابة الفورية للمطالب العادلة والمشروعة للطبقة العاملة.