تعاني الكثير من تعاونيات الاقتصاد التضامني بالمغرب من مشكل التسويق بسبب حدة منافسة منتجات الشركات الكبرى إلى جانب ضعف حضورها بالأسواق الكبرى بسبب افتقادها للشواهد الصحية اللازمة أو ضعف إنتاجها الناتج عن ضعف رقم معاملتها، ويعد "مغرب تسويق " كمؤسسة عمومية تضم 1500 تعاونية في الاقتصاد التضامني فضاء مهم بالنسبة للكثير من التعاونيات للتغلب على مشكل التسويق وتمكينها من الولوج إلى الأسواق الكبرى وكذا تسويق منتجاتها بالأسواق العالمية، حيث تشهد منتجات الاقتصاد التضامني إقبالا مهما على المستوى الدولي، وخصوصا منها زيت الأركان وزيت الزيتون وزيت الصبار والزعفران."أنفاس بريس" التقت يوسف بيدين إطار في التجارة الرقمية بمجموعة " مغرب تسويق " بالمعرض الدولي للفلاحة بمكناس وأجرت معه الحوار التالي :
تعاني الكثير من تعاونيات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من مشكل التسويق، فكيف يمكن في نظرك التغلب على هذا المشكل ؟
اسمحوا لي بداية بإعطاء لمحة عن مجموعة مغرب تسويق والتي كانت تسمى فيما بمكتب التسويق والتصدير، هي مجموعة هدفها تسويق منتجات الفلاحين الصغار والتعاونيات والجمعيات والمجموعات ذات النفع الاقتصادي، كما أشرتكم سابقا فمشكل التسويق هو مشكل عام مطروح لدى جميع التعاونيات، فالكثير من التعاونيات تتصل بنا من أجل إطلاعنا على المشاكل التي تعاني منها فيما يخص التصدير والتسويق، وهدفنا داخل المجموعة هو تسويق منتجات الفلاحين عبر سلسلة من المتاجر تابعة لمجموعتنا بكل من الدار البيضاء والمحمدية وبني ملال ومراكش وأكادير، بالإضافة إلى دورنا في مساعدة الفلاحين على ضرورة احترام معايير الجودة والتعبئة والشكل، ونحن نعمل إلى جانب التعاونيات عبر برمجة ورشات تكوينية في هذا الاتجاه، أي تحسين جودة المنتوج وتحسين شكل المنتوج من اجل الحصول على منتوج مقدم بشكل جيد ويمكن تصديره.
وما هي المعايير التي تعتمدونها داخل المجموعة من أجل تسويق منتجات التعاونيات بسلسلة المتاجر التابعة لمغرب تسويق ؟
لدينا شراكات مع مجموعة من التعاونيات بمقتضاها تلتزم التعاونيات بتزويد مغرب تسويق بمنتجاتها بالمقابل يلتزم مغرب تسويق بتسويق المنتوج مقابل 0 درهم، فالثمن الذي تباع به المنتوجات هو نفس الثمن الذي تحصل عليه التعاونيات في نهاية المطاف.
وفيما يخص المعايير، ففي البداية نقوم بالتأكد من جودة المنتوج، ولهذا لابد من توفر التعاونيات على شهادة المكتب الوطني للسلامة الغذائية كحد أدنى إلى جانب إجراء التحاليل التي تثبت جودة المنتوج ، نركز جيدا على جودة المنتوجات أما ما يتعلق بشكل المنتوج فيبقى قابل للتطوير بتوجيه من مغرب تسويق، إذ نعمل إلى جانب التعاونيات فيما يخص تعبئة المنتجات وشكلها الخارجي، على أساس أن تجري التعاونيات التحسينات المطلوبة فيما بعد ، وكما قلت فمغرب تسويق ينظم ورشات وأيام تكوينية لفائدة التعاونيات فيما يخص هذه الجوانب.
وكم عدد التعاونيات التي انضمت إلى مغرب تسويق لحد الآن، وما هي أبرز المنتجات التي تمكنتم من تسويقها سواء في السوق الداخلي أو الخارجي ؟
أبرز المنتجات هي زيت الأركان، الزعفران، المنتجات التجميلية..وليس لدينا أدنى مشكل في السوق الوطني، أما على المستوى الدولي فهناك شروط ملحة ينبغي الخضوع عليها وعمل مغرب تسويق منصب في هذا الاتجاه، حيث نعمل إلى جانب التعاونيات فيما يخص شواهد مطابقة المنتجات للمعايير، لأنه لا يمكن تصدير منتوج لا يتوفر على شواهد المطابقة لمعايير الجودة .
بعض التعاونيات، وخصوصا منها الصغيرة التي تمتلك رأسمالا محدودا تشتكي من ضعف قدرتها على المنافسة في السوق الداخلي بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج مقارنة مع الشركات الكبرى، فهل وضعتم خطة معينة في " مغرب تسويق " لحماية هذه التعاونيات ؟
مغرب تسويق يضم 1500 تعاونية تقريبا، وهذا العدد الهام من التعاونيات يسيمح لنا بتلبية طلبيات ليس في السوق الداخلي فقط بل أيضا في الأسواق الدولية التي تتطلب تصدير كميات كبيرة، ونحن نسهر داخل " مغرب تسويق " على تجميع منتوجات كافة التعاونيات عبر إقامة ورشات بهذا الخصوص تمكن من الاتفاق حول ثمن محدد لكل منتوج معين، مثلا بالنسبة لزيت أركان نقيم ورشات مع التعاونيات من أجل تحديد ثمن موحد لهذا المنتوج الطبيعي، فمثلا قد نتلقى طلبية من مهني أو من مختبر من أجل اقتناء طن أو طنين شهريا من منتوج معين، حيث نبدأ معه التفوض ونحن ندرك أننا قادرون على الاستجابة لهذه الطلبية من حيث الكمية وكذا من ناحية الجودة لأننا عملنا مسبقا مع التعاونيات فيما يخص جوانب الجودة وكذا الجوانب المتعلقة بشكل المنتوج، إذن هذه هي ميزة " مغرب تسويق " نتوفر على القوة اللازمة من أجل جذب حتى التعاونيات التي تتموقع في ذيل المجموعة، إذ تتمكن من إدخال منتجاتها وتسويقها عبر " مغرب تسويق ".
وهل تركزون في برنامجكم على تثمين منتجات معينة من قبيل زيت الأركان مثلا ؟
نركز على إنتاج زيت الأركان والزعفران وزيت الزيتون البيولوجي وزيت الصبار، هذه هي المنتجات التي نركز عليها في "مغرب تسويق " لأن هناك طلب قوي عليها على المستوى الدولي.
بعض التعاونيات تشتكي من ضعف تسويق منتجاتها على مستوى الأسواق الكبرى بالمغرب والتي تفرض – حسب التعاونيات – شروط مجحفة ، فهل تدخلتم لإيجاد الحلول المناسبة ؟
صحيح..هذا مشكل تشتكي منه العديد من التعاونيات بسبب افتقادها للشواهد الصحية، بل إن هناك تعاونيات أدخلت منتوجاتها إلى الأسواق الكبرى لتفاجئ بقرار سحب منتجاتها نظرا لعدم توفرها على الشواهد الصحية، وبالنسبة لنا فالتسويق يتم عبر سلسلة متاجرنا، ولدينا اتفاقيات مع " أسواق السلام " حيث نسوق منتجات " مغرب تسويق " حاليا بكل من المحمدية وأكادير.
ماهي أبرز الأسواق العالمية التي تمنتكم من اكتساحها لحد الآن ؟
تمكنا من اكتساح السوق الفرنسية والسوق الإيطالية وأسواق أمريكا اللاتينية والصين وهونغ كونغ، ومنتجات " مغرب تسويق " حاضرا في مختلف بلدان العالم تقريبا .