Tuesday 9 December 2025
اقتصاد

طارق شهبون: معاناة الفلاحين... أزمة صامتة في ظل غياب الدعم والتواصل بجماعة أيت الطالب قيادة بوشان

طارق شهبون: معاناة الفلاحين... أزمة صامتة في ظل غياب الدعم والتواصل بجماعة أيت الطالب قيادة بوشان طارق شهبون

تحفظ الذاكرة البدوية قولا مأثورا مفاده أنه "إذا كان المحصول الزراعي جيدا في منطقة الرحامنة ومنطقة أحمر فإن الموسم الفلاحي يكون جيدا على المستوى الوطني". ولأهمية هذا المعطى الإنتاجي استضافت جريدة "أنفاس بريس" الفاعل الجمعوي طارق شهبون القاطن بدوار تادلة الگطا جماعة أيت الطالب قيادة بوشان، للحديث عن الموسم الفلاحي الراهن، وكيف يستعد الفلاح البسيط بمنطقة الرحامنة لموسم الحرث، وما هي الإكراهات التي يعيش الإنسان الرحماني في ظل توالي سنوات الجفاف.

 

إليكم جواب ضيف جريدة "أنفاس بريس":

 

في قلب المغرب العميق، وبالضبط بجماعة أيت الطالب التابعة لقيادة بوشان بعمالة إقليم الرحامنة، يعيش الفلاح الصغير معاناة يومية تكاد لا تُحتمل. معاناة تتفاقم في ظل غياب الدعم الحقيقي، وغياب دور المؤسسات المفروض فيها أن تكون حاضنة لهموم الفلاحين الصغار والبسطاء، وعلى رأسها مركز الاستشارة الفلاحية الذي لا يؤدي، دوره كما ينبغي.

 

أعطاب على مستوى التواصل والدعم الغذائي

 

ومن بين أبرز المشاكل التي يعاني منها الفلاحين بجماعة أيت الطالب وعموم الساكنة، غياب أي قنوات تواصل حقيقية مع المسؤولين في القطاع الفلاحي، وانعدام أي مبادرات فعلية لتقريب الإدارة من الفلاح الصغير والبسيط، ما يجعل الفلاح في عزلة شبه تامة، في ظل توالي سنوات الجفاف وندرة الماء دون الحديث عن غلاء المعيشة ذات الصلة بحياة ساكنة البادية فضلا عن قساوة الطبيعة على وضعية قطيع الماشية كمورد للرزق والاستقرار.

 

من جهة أخرى، وعلى مستوى الدقيق المدعم الذي يضمن رغيف العيش للأغلبية، فالوضع أكثر سوءاً، حيث لا تستفيد ساكنة جماعة أيت الطالب من هذه المادة الأساسية إلا مرة كل ستة أشهر، عكس جماعات مجاورة تحصل عليه شهرياً. والأدهى من ذلك أن عددًا من المواطنين أصبحوا لا يعلمون أصلاً بمواعيد توزيع كيس الدقيق المدعم من فئة 50 كلغ، في ظل تغييب تام لآليات التواصل والإخبار والشفافية.

 

الأسعار تلتهب.. والفلاح يدفع الثمن

 

في ظل هذه الأوضاع المزرية، يعيش مربو الماشية بالمنطقة تحت ضغط كبير بسبب الإرتفاع الصاروخي لأسعار الأعلاف، ما يهدد الثروة الحيوانية ويُجبر البعض على بيع قطيعهم بأبخس الأثمان. وهذه أمثلة لأسعار بعض مواد العلف:

 

ـ النخالة ارتفع ثمنها من 70 درهماً إلى 140 درهماً للكيس

ـ التبن قفز من 40 درهماً إلى 60 درهم

ـ الفصَّة ارتفعت من 75 درهماً إلى 100 درهم

 

إن هذه الزيادات المهولة وغير المبررة، والتي تفتح المجال أمام المضاربة والاحتكار والسمسرة، زادت من الهشاشة الاقتصادية للفلاحين الصغار والبسطاء، خصوصاً في ظل انعدام أي دعم مباشر أو مقنن من الدولة لمواجهة تقلبات السوق.

 

عيد الأضحى… موسم بطعم الخسارة

من المعلوم أن الموسم الفلاحي الفارط وخصوصا خلال مناسبة عيد الأضحى لم يكن استثناءً. فقد شهد السوق انهيارا مهولاً في أسعار الماشية، مما شكل ضربة قاصمة للفلاحين الصغار الذين كانوا يراهنون على الموسم لتعويض خسائرهم. لكن للأسف الشديد "الكسَّابة" تكبدوا خسائر كبيرة، جعلت العديد منهم يغادرون القطاع في صمت.

 

الماء… الندرة تهدد الزراعة والحياة

 

من بين الإكراهات التي تعاني منها المنطقة بالجماعة الترابية القروية أيت الطالب نجد ندرة المياه، والتي لا تزال تمثل معضلة حقيقية أمام تطوير أي نشاط زراعي. في غياب رؤية استراتيجية ترتبط بتعميم تشييد السدود التلية، فضلا عن غياب المشاريع البديلة ذات الصلة بحفر الآبار ونقط الماء، ما يجعل الفلاح الصغير عرضة للعطش وفقدان الأمل.

 

غياب التسويق…والمنتوجات المحلية تواجه التهميش

 

رغم بعض المحاولات البسيطة، فإن منتوجات الفلاحين الصغار بالمنطقة لا تجد طريقها إلى التسويق، مما يجعلها معرضة للتلف أو تباع بثمن زهيد. في غياب تعاونيات فلاحية فعالة، دون الحديث عن غياب مسالك للتسويق المنظم والمهيكل، مما يضرب جهود الفلاحين الصغار والبسطاء في مقتل.

 

خمس مفاتيح أساسية لرد الاعتبار للفلاح بجماعة أيت الطالب

 

باسم ساكنة دوار تادلة الگطا وكافة الفلاحين البسطاء المتضررين، نوجه نداءً مفتوحاً إلى وزارة الفلاحة، وعمالة إقليم الرحامنة، والمديرية الإقليمية للفلاحة، من أجل :

 

1 ـ إعادة تفعيل مركز الاستشارة الفلاحية وتقريبه من الساكنة

2 ـ ضمان توزيع عادل ومنتظم للدقيق المدعم

3 ـ مراقبة أسعار الأعلاف والضرب بيد من حديد على يد المضاربين

4 ـ إنشاء مشاريع بديلة لمواجهة الجفاف، كالسدود التلية

5 ـ دعم التعاونيات وتشجيع التسويق المحلي والوطني للمنتوجات

 

ـ الفاعل الجمعوي طارق شهبون ـ دوار تادلة الگطا جماعة أيت الطالب قيادة بوشان