عندما زار نوبير الأموي الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، مقر حزب العدالة والتنمية، لتعزية الحزب في وفاة المرحوم عبد الله بها،  فسر الكثيرون، ذلك، بتحالف جديد بين الكونفدرالية وحزب المصباح الذي يقود الحكومة، أو أنه نوعا من الهدنة بين غريمين تقليديين.

لكن القرارات التي اتخذها المجلس الوطني الكونفدرالي في آخر اجتماع له، فندت كل تلك التأويلات والتخمينات، وأكدت  بالملموس أن حبل الود منقطع بين أتباع الأموي والحزب الحاكم

إذ، قرر المجلس الوطني للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، خوض معارك نضالية قوية ضد الحكومة التي يقول أنها لاتفهم الرسائل والإشارات الرمزية ولكنها دائما تحتاج لزعزعتها الى المواجهة المباشرة ، وفوض للمكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الصلاحية الكاملة لتدبير المرحلة، واتخاذ القرارات وتحديد طبيعة ونوعية الصيغ النضالية بالتنسيق مع كل من الاتحاد المغربي للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل، لإنجاح المعارك المقبلة.

وشدد بلاغ المجلس الوطني المنعقد يوم 27 دجنبر 2014، على أن مغرب اليوم يعيش وضعا مقلقا ومعقدا مفتوحا على كل الاحتمالات السيئة، وأن المغاربة اليوم ابتلوا بحكومة متسلطة، مهيمنة، مستبدة، تقر بالاختلاف ولا تمارسه، تغني بالديمقراطية وتحاربها، وتتحدث عن الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية ودورها في الحياة الوطنية وتصر على إقصائها وتهميشها وإبعادها من ممارسة حقها في تدبير وإدارة الشأن العام من موقع المعارضة.

وتسائل المجلس الوطني عن الإنجازات التي حققتها حكومة بنكيران للطبقة العاملة وللمغاربة، واصفا إياها بحكومة تصريف الأعمال في أحسن الأحوال، إن لم تكن مجرد مجموعة من الموظفين لا قرار لهم، ولذلك فهي حكومة تعميق الأزمات.