Saturday 6 December 2025
فن وثقافة

تفاعل طلاب مؤسسة مهن الفندقة والسياحة مع ثقافة تراث فن التبوريدة بمدينة المحمدية

تفاعل طلاب مؤسسة مهن الفندقة والسياحة مع ثقافة تراث فن التبوريدة بمدينة المحمدية شارك في هذه الندوة التراثية المقدم البطل رشيد سيكاس ممثل الطريقة الخياطية
أبدع طلاب وطالبات الفوج الثاني "ATP" للسنة الثانية لفنون الطبخ، في الإعداد لاحتضان الثانوية التأهيلية لمهن الفندقة والسياحة بمدينة المحمدية يوم الجمعة 5 دجنبر 2025، فقرات برنامج الندوة الثقافية التراثية التي اختاروا لها شعار: "المغرب. ثقافته وتقاليده...التبوريدة"، من أجل الحديث عن عمق الذاكرة المغربية واحتفاء بتراث فن ورياضة التبوريدة وأبطالها الذين سجلوا بمداد الفخر وبصموا على مسار مشرق في هذا الحقل الغني والمتعدد بروافده وخصوصياته. وقد ساهمت شركة Sheroza في دعم وتمويل هذا الحفل الفني والتراثي بحكم أنها تؤمن بالفعل الثقافي كرافعة للتنمية بشراكة مع مؤسسة مهن الفندقة والسياحة بالمحمدية.
 
ومن المعلوم أن هذا اللقاء المتميز مع طالبات وطلبة ذات المؤسسة التعليمية المهنية رفقة الأطر الإدارية والتربوية مع نخبة من الأبطال الممارسين لتراث فن ورياضة التبوريدة، إلى جانب حضور عينة من المهتمين بالبحث والتنقيب والإعلام والكتابة عن الفروسية التقليدية، فضلا عن المساهمة القيمة لممثل أنامل المهن والحرف التقليدية ذات الصلة بصناعة السروج المغربية الأصيلة الصانع التقليدي سفيان البقالي، بالإضافة إلى الحضور القيم للفنان الفوتوغرافي أيوب بلحداد الذي اعتبر بأن العدسة أضحت ركيزة أساسية لتوثيق كل مظاهر الجمال والبهاء والألق على صهوة الخيول المغربية الأصيلة ذات النسل العربي البربري في ميدان التبوريدة، ـ من المعلوم أن هذا اللقاء ـ كان فرصة سانحة لبناء جسر التواصل مع الشباب على مستوى الترافع عن حقل التراث المغربي الأصيل.
 
في سياق متصل فقد شارك في هذه الندوة التراثية المقدم البطل رشيد سيكاس ممثل الطريقة الخياطية، والمقدم البطل عزيز الفاتحي الملقب بـ "جَغُّو" ممثل الطريقة الشرقاوية، إلى جانب البطل المقدم محمد صوليح ممثل الطريقة الناصرية بصفته فارسا وطبيبا بيطريا مهتما بكل تفاصيل تربية ورعاية ومصاحبة الخيول، حيث ركزت أجوبتهم عن أسئلة طالبات وطلبة ذات المؤسسة، عن بداياتهم ومسارهم المتميز على مستوى تراث فنون ورياضة التبوريدة، ومشاركاتهم الوازنة في مختلف المحطات الوطنية والعربية، التي كشفوا فيها عن علو كعبهم، دون الحديث عن إسهاماتهم في تنشيط عروض التبوريدة بالعديد من المواسم والمهرجانات الوطنية من خلال محافظتهم على كل ما هو أصيل وتراثي نابع من تاريخ وحضارة المغرب.
 
 
ولم يفت المشاركين في الندوة، أن يتحدثوا عن أنواع الخيل وأصنافها ومواصفاتها وألوانها، وتفسير معاني كل ما يتصل بالميدان من مفردات وكلمات تصاغ بلغتنا الدارجة المغربية، سواء على مستوى اللباس التقليدي أو مكونات السرج ولوازمه، فضلا عن القيمة المادية لكل ما يتصل بلغة سنابك الخيل والبارود.
 
من جهة أخرى فقد ركز الباحث الأستاذ المصطفى حمزة في جوابه على أسئلة الطالبات والطلبة، على توظيف الأبحاث الأركيولوجية الحديثة في كتابة تاريخنا الوطني مشيرا إلى أن صفحات هذا التاريخ تمتد لعدة قرون، ودليله في ذلك الإكتشاف الأخير بجبل إيغود سنة 2017، والمتصل بـ "إنسان إيغود" الذي حدد عمره في 315 ألف سنة. وهو ما يجعل من وطننا منطلق أصل البشرية/الإنسان وتعمير المعمور، كما أصبحت تؤكد ذلك مجموعة من البحوث الأركيولوجية في كل من مصر والعراق. في نفس السياق أضاف المصطفى حمزة بأن الهوية المغربية متجذرة في التاريخ وهو ينبغي منا أن نعتز بالإنتماء لهذا الوطن المتعدد الروافد والخصوصيات والثقافات.
 
وفي معرض جوابه على أسئلة الحضور أورد الإعلامي المهتم بالتراث أحمد فردوس بقوله، أن التبوريدة هي توأم لفن العيطة، مستحضرا مجموعة من المتون التي تمجد الفرس والفروسية، وتشير إلى ملاحم وبطولات الفرسان، ودفاعهم عن حوزة الوطن وخصوصا ما يتعلق بمواجهة الغزو الإيبيري.
 
وكشف نفس المتحدث أن أغلب "الْحَرْكاتْ السلطانية" كانت تعتمد على القبائل التي تعرف بتعاطيها مع تربية الخيول العربية البربرية، وفن ركوب الخيل والرماية، للمشاركة في المحلات السلطانية التي من أهم قادتها السلطان مولاي الحسن الأول الذي وصفه المتحدث بـ "السلطان الذي كان عرشه على صهوة جواده".
واختتم هذا الحفل بتراث فن ورياضة التبوريدة المنظم من طرف الفوج الثاني من طلاب الثانوية التأهيلية لمهن الفندقة والسياحة بتكريم أبطال التبوريدة والمشاركين في الندوة الذين تركوا انطباعا حسنا لدى المتلقي بمدينة الورود.