Monday 17 November 2025
Advertisement
فن وثقافة

وادي زم: ملتقى السينما والتاريخ 7 يكرم ادريس المريني والحبيب ناصري

وادي زم: ملتقى السينما والتاريخ 7 يكرم ادريس المريني والحبيب ناصري يُعدّ المخرج المغربي إدريس المريني من أبرز الأسماء التي بصمت بقوة على مسار السينما المغربية الحديثة
تكرّم فعاليات الدورة السابعة لملتقى السينما والتاريخ بمدينة وادي زم، الذي تنظمه جمعية بلادي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال، خلال حفل الافتتاح مساء الثلاثاء 18 نونبر 2025، اسمين بارزين في المشهد السينمائي المغربي والعربي.
ويتعلق الأمر بكل من الناقد والكاتب ومدير المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، الدكتور الحبيب ناصري، والمخرج السينمائي المغربي إدريس المريني، اللذين بصما تجربتهما الابداعية والسينمائية بالتميز في الكثير من المناسبات والمحطات.
وسيتم بالمناسبة، التي ستقام بدار الشباب "20 غشت"، متمضنة مجموعة من الفقرات المتنوعة، من ورشات تكوينية وندوة فكرية وتوقيعات وغيرها، عرض فيلم “بامو” للمريني، وإقامة حفل توقيع لرواية “حلم أمكنة” للدكتور ناصري.
ويهدف الملتقى، المنظم بدعم من المركز السينمائي المغربي وجماعة وادي زم، وبالتعاون مع المديرية الإقليمية للثقافة بخريبكة وعدد من الشركاء، إلى إحياء الذاكرة التاريخية والنضالية للمدينة، وإبراز خصوصياتها لدى الشباب والأجيال الصاعدة، مع تعزيز البعد السينمائي كرافعة للتنمية الثقافية والفنية.
يُعدّ الدكتور الحبيب ناصري من أبرز الوجوه الأكاديمية والسينمائية في المغرب، حيث يجمع بين النقد والبحث والتأطير والتدبير الثقافي. ويشغل منصب مدير المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، الذي ساهم في ترسيخ مكانة الصورة الوثائقية داخل المشهد السينمائي المغربي والعربي. كما يمتلك مسارًا علميًا يجمع بين التدريس الجامعي والبحث في علوم الصورة وتحليل الخطاب البصري، إضافة إلى مشاركاته في لجان تحكيم عربية ودولية.
ومنذ بداياته، آمن ناصري بأهمية تطوير الوعي البصري لدى الجمهور، معتبرًا أن الفيلم الوثائقي ليس مجرد تسجيل للواقع، بل لغة جمالية ومعرفية قادرة على مساءلة التحولات الاجتماعية والإنسانية. وقد أضاف إلى الساحة الثقافية عددًا من المؤلفات المرجعية في النقد والصورة، من بينها: "الهجرة في السينما المغربية: تجليات ودلالات"، و "السينما المغربية وأسئلة الهوية"، و "تحليل الخطاب البصري"، إلى جانب دراسات ومقالات في مجلات عربية متخصصة.
وفي موازاة مساره النقدي، يواصل ناصري حضوره الإبداعي من خلال روايته الجديدة “حلم أمكنة”، التي تعالج المكان باعتباره ذاكرة حيّة وفضاءً يختزن التحول والهوية، وتعكس قدرته على ربط التفاصيل الصغيرة بأسئلة الحلم والحنين والبحث عن المعنى، مقدّمة بعدًا وجدانيًا وجماليًا إلى انشغالاته النظرية حول “أمكنة السرد”.
من جهته، يُعدّ المخرج المغربي إدريس المريني من أبرز الأسماء التي بصمت بقوة على مسار السينما المغربية الحديثة، بأسلوب إخراجي هادئ ولغة بصرية تعتمد البناء الدرامي الرصين واستحضار الذاكرة المغربية في أبعادها الاجتماعية والثقافية والإنسانية.
تكوّن المريني في مجالات التوثيق والإخراج، ما منحه قدرة على الاشتغال بدقة على التفاصيل وبناء شخصيات واقعية تعكس تحولات المجتمع. ومن أبرز أعماله، مسلسل فرحة مؤقتة وافلام العد العكسي ولبنى وعمي لحضر، ولحنش وليلة غاير عادية، وجبل موسى، والعربي أو مصير اسطورة كرة القدم، وبامو سنة 1983.
بهذه المسيرة المتنوعة، يواصل إدريس المريني ترسيخ مكانته كأحد صناع السينما الذين يساهمون بجدية في تطوير لغة الفيلم المغربي والارتقاء بسردياته المعاصرة، بينما يمثل المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، بقيادة ناصري، منصة حيوية للحوار السينمائي والتكوين، مع فتح المجال أمام تجارب وثائقية من مختلف أنحاء العالم.