في عمق الأفق الممتد بين رائحة المحيط وأنفاس الكثبان، هناك صحراء لا تشبه الصحارى. إنها الصحراء المغربية، الأرض التي تتنفس التاريخ، والتي قال عنها أحد الرحالة القدامى إنها الرمل الذي يلد الملوك. ليست مجرد جغرافيا، بل روح تسكن وجدان المملكة منذ أن كان المغرب إمبراطورية تمتد من طنجة إلى نهر السنغال، تكسوها هيبة العرش الشريف ويباركها ظل ملوك من نسل النبوة.
في عهد الملك محمد السادس، لم تبق الصحراء مجرد قضية دفاع، بل أصبحت مشروع حياة. منذ توليه العرش، تحوّل الملف من ساحة نزاع إلى ورشة بناء، من شعارات إلى أفعال. مدن الجنوب اليوم ليست أطلالا تنتظر الحلول، بل مراكز إشعاع اقتصادي وثقافي وروحي. الملك جعل من الصحراء منصة للمستقبل، لا عبئا من الماضي، فربطها بالبحر عبر الموانئ وبالقارة عبر الطرق السريعة وبالإنسان عبر الكرامة. لم يتركها حديقة صبر بل حولها إلى حقل أمل. وكما يقول المثل المغربي القديم: اللي ما يخدم بلادو ما تسقاه غيوم السما.
حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، كان صدى ذلك القرار أشبه بصوت الحقيقة التي وجدت أخيرا من ينطق بها. لم يكن الأمر صفقة عابرة، بل تصحيحا لمسار أخلاقي وسياسي، فالعالم لا يمكن أن يظل حبيس الوهم إلى الأبد. ترامب، بجرأته المعهودة، قرأ خريطة المنطقة بعين غير مأجورة، فرأى في المغرب دولة الشرعية والاستقرار، وفي الجزائر نظاما متآكلا يقتات من النزاعات. أدرك أن المغرب لم يصنع الصحراء بالسلاح، بل بالبيعة والتاريخ، وأن السيادة ليست ورقة تفاوض، بل دم يسري في عروق الأمة. ومنذ ذلك اليوم، أصبح الموقف الأمريكي حجر الزاوية الذي أعاد التوازن لمنطقة أنهكتها الأكاذيب.
الجزائر الرسمية، في المقابل، تاهت في رمال الأوهام. تحاول أن تزرع الشوك في طريق المغرب، لكنها لا تحصد إلا وخزاته. نظام يعيش على الأزمات، يتنازعه العسكر كما تتنازع الذئاب فريستها. مازال يبحث عن شرعية مفقودة في ملفات خارجية لا تخصه. وكما يقول المثل المغربي: اللي قلبه عامر بالغيرة يشوف الظل جبل. فكلما أشرقت شمس المغرب، اشتد عتم الجزائر. تريد أن تصنع من الوهم قضية ومن السراب وطن، لكنها تنسى أن الصحراء تعرف أبناءها ولا تفتح قلبها للغريب. إن حديث النظام الجزائري عن "الشعب الصحراوي" محاولة بائسة لخلق كيان من الرمل، كمن يحاول بناء قصر في العاصفة.
أما المغرب فاختار طريق الملوك. لم يدخل سباق الشتائم، ولم يرفع عقيرته بالصراخ، لأن من يملك الحقيقة لا يحتاج إلى الضجيج. يواصل مسيرته الهادئة بثقة من يعرف أن التاريخ في صفه.
الملك محمد السادس، بحكمته وعمق رؤيته، جعل من الصحراء مرآة لوحدة الأمة ومختبرا لمفهوم التنمية المتجددة. تحت قيادته تحولت الكثبان إلى مدن حديثة، والرمال إلى مشاريع، والحدود إلى جسور. لم يعد الجنوب هامشا، بل صار قلب المغرب النابض. فالصحراء اليوم ليست قضية جغرافية، بل قضية كرامة، تختصر معنى الوطن كما يختصر البحر معنى الأفق.
في المقابل يزداد النظام الجزائري انعزالا، يغرق في خطاب الحرب الباردة، يتحدث بلغة ماضٍ لا يعود. العالم تغيّر، والمغرب تغيّر معه. إن المشروع الملكي الذي أطلقه محمد السادس في الصحراء ليس مشروع تراب بل مشروع هوية، مشروع حضاري يربط الماضي بالمستقبل. لقد تجاوز المغرب منطق الدفاع إلى منطق البناء، ومنطق الشك إلى منطق الثقة. وكما قال الأديب عبد الكريم غلاب: المغرب لا يدافع عن الصحراء، بل يدافع بالصحراء عن نفسه.
الصحراء المغربية إذن ليست قضية ترفٍ سياسي، بل عنوان وجود. هي مرآة وطنٍ صاغ هويته بالرمل والدم، وكتب على حدوده سطور السيادة بالحكمة والعرق. إنها قصيدة كتبها التاريخ ووقّعها ملك يعرف أن المجد لا يشترى، بل يصنع بالإرادة. فالمغرب في صحرائه، وفي رمال الصحراء آيات للذين يعقلون. وسلام هي حتى مطلع المغرب. فقد سخر للمغاربة رملها حيث شاءوا، وكل ما عدا ذلك حديث عابر في صحراء من الوهم.
في عهد الملك محمد السادس، لم تبق الصحراء مجرد قضية دفاع، بل أصبحت مشروع حياة. منذ توليه العرش، تحوّل الملف من ساحة نزاع إلى ورشة بناء، من شعارات إلى أفعال. مدن الجنوب اليوم ليست أطلالا تنتظر الحلول، بل مراكز إشعاع اقتصادي وثقافي وروحي. الملك جعل من الصحراء منصة للمستقبل، لا عبئا من الماضي، فربطها بالبحر عبر الموانئ وبالقارة عبر الطرق السريعة وبالإنسان عبر الكرامة. لم يتركها حديقة صبر بل حولها إلى حقل أمل. وكما يقول المثل المغربي القديم: اللي ما يخدم بلادو ما تسقاه غيوم السما.
حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، كان صدى ذلك القرار أشبه بصوت الحقيقة التي وجدت أخيرا من ينطق بها. لم يكن الأمر صفقة عابرة، بل تصحيحا لمسار أخلاقي وسياسي، فالعالم لا يمكن أن يظل حبيس الوهم إلى الأبد. ترامب، بجرأته المعهودة، قرأ خريطة المنطقة بعين غير مأجورة، فرأى في المغرب دولة الشرعية والاستقرار، وفي الجزائر نظاما متآكلا يقتات من النزاعات. أدرك أن المغرب لم يصنع الصحراء بالسلاح، بل بالبيعة والتاريخ، وأن السيادة ليست ورقة تفاوض، بل دم يسري في عروق الأمة. ومنذ ذلك اليوم، أصبح الموقف الأمريكي حجر الزاوية الذي أعاد التوازن لمنطقة أنهكتها الأكاذيب.
الجزائر الرسمية، في المقابل، تاهت في رمال الأوهام. تحاول أن تزرع الشوك في طريق المغرب، لكنها لا تحصد إلا وخزاته. نظام يعيش على الأزمات، يتنازعه العسكر كما تتنازع الذئاب فريستها. مازال يبحث عن شرعية مفقودة في ملفات خارجية لا تخصه. وكما يقول المثل المغربي: اللي قلبه عامر بالغيرة يشوف الظل جبل. فكلما أشرقت شمس المغرب، اشتد عتم الجزائر. تريد أن تصنع من الوهم قضية ومن السراب وطن، لكنها تنسى أن الصحراء تعرف أبناءها ولا تفتح قلبها للغريب. إن حديث النظام الجزائري عن "الشعب الصحراوي" محاولة بائسة لخلق كيان من الرمل، كمن يحاول بناء قصر في العاصفة.
أما المغرب فاختار طريق الملوك. لم يدخل سباق الشتائم، ولم يرفع عقيرته بالصراخ، لأن من يملك الحقيقة لا يحتاج إلى الضجيج. يواصل مسيرته الهادئة بثقة من يعرف أن التاريخ في صفه.
الملك محمد السادس، بحكمته وعمق رؤيته، جعل من الصحراء مرآة لوحدة الأمة ومختبرا لمفهوم التنمية المتجددة. تحت قيادته تحولت الكثبان إلى مدن حديثة، والرمال إلى مشاريع، والحدود إلى جسور. لم يعد الجنوب هامشا، بل صار قلب المغرب النابض. فالصحراء اليوم ليست قضية جغرافية، بل قضية كرامة، تختصر معنى الوطن كما يختصر البحر معنى الأفق.
في المقابل يزداد النظام الجزائري انعزالا، يغرق في خطاب الحرب الباردة، يتحدث بلغة ماضٍ لا يعود. العالم تغيّر، والمغرب تغيّر معه. إن المشروع الملكي الذي أطلقه محمد السادس في الصحراء ليس مشروع تراب بل مشروع هوية، مشروع حضاري يربط الماضي بالمستقبل. لقد تجاوز المغرب منطق الدفاع إلى منطق البناء، ومنطق الشك إلى منطق الثقة. وكما قال الأديب عبد الكريم غلاب: المغرب لا يدافع عن الصحراء، بل يدافع بالصحراء عن نفسه.
الصحراء المغربية إذن ليست قضية ترفٍ سياسي، بل عنوان وجود. هي مرآة وطنٍ صاغ هويته بالرمل والدم، وكتب على حدوده سطور السيادة بالحكمة والعرق. إنها قصيدة كتبها التاريخ ووقّعها ملك يعرف أن المجد لا يشترى، بل يصنع بالإرادة. فالمغرب في صحرائه، وفي رمال الصحراء آيات للذين يعقلون. وسلام هي حتى مطلع المغرب. فقد سخر للمغاربة رملها حيث شاءوا، وكل ما عدا ذلك حديث عابر في صحراء من الوهم.