Wednesday 15 October 2025
مجتمع

هشاشة العظام.. دور العلاجات التي تقوّي العظم وتقلّل احتمال الكسور

هشاشة العظام.. دور العلاجات التي تقوّي العظم وتقلّل احتمال الكسور الدكتور أنور الشرقاوي والبروفيسور مريم الرّاوي
حوار مع البروفيسور مريم الرّاوي، رئيسة مصلحة أمراض المفاصل بالمستشفى الجامعي لأكادير 

قد تبدو السقطة عابرة… لكنّها أحياناً تكفي لتغيير مجرى الحياة.
فمجرد انزلاق خفيف في الحمّام أو أثناء الوضوء يمكن أن يسبّب كسراً في عظم الفخذ عند كبار السن، خاصة إذا كان العظم هشّاً بسبب هشاشة العظام – ذلك المرض الصامت الذي يُضعف العظام تدريجياً من دون أن يترك أثراً ظاهراً يؤكد البروفسور عبد.الله المغراوي رئيس الجمعية المغربية لأمراض المفاصل SMR. 
ولأنّ هذا الموضوع يمسّ حياة كثير من النساء، خاصة بعد سنّ اليأس، تحدّثنا مع البروفيسور مريم الرّاوي، أخصائية أمراض المفاصل، بمناسبة اليوم العالمي لهشاشة العظام الذي يُصادف 12 أكتوبر 2025.

ما هي هشاشة العظام؟ 
تشرح البروفيسور الرّاوي:
«هشاشة العظام هي مرض يجعل العظم هشّاً، لينا وضعيفاً، وبالتالي أكثر عرضة للكسور حتى من دون سقوط قوي. إنّه ما نسمّيه طبّياً "مرض العظم الهشّ".»
بكلمات أبسط: العظم يفقد كثافته وصلابته، فيصبح قابلاً للكسر بسهولة.
 
ما معنى "عظم هشّ"؟ 
«العظم الهشّ هو الذي يتكسّر لأسباب بسيطة جداً، كخطوة غير محسوبة أو اصطدام خفيف.
الخطير في هشاشة العظام هو أنّها مرض صامت لا يشعر به المريض إلا بعد حدوث الكسر الأول، ولهذا نسمّيها المرض الصامت.»

هل تصيب الهشاشة النساء فقط؟ 
تجيب البروفسور الراوي  بابتسامة:
«ليست حكراً على النساء، وإن كنّ الأكثر عرضة لها.
بعد انقطاع الطمث، ينخفض هرمون الإستروجين الذي يحمي العظام، فتبدأ الكثافة العظمية بالتراجع.
لكن هناك أنواعاً أخرى: هشاشة الرجال، هشاشة الشيخوخة، وهشاشة ناتجة عن استعمال الكورتيزون لفترات طويلة.»

كيف نكتشف المرض؟ 
تؤكد البروفيسورة الرّاوي:
«لأن المرض صامت، يجب على الطبيب المتخصّص أن يبحث عنه قبل حدوث الكسر.
نقيّم عوامل الخطر مثل العمر، الوراثة، قلّة الحركة، نقص الكالسيوم أو فيتامين "د"، ثم نجري اختباراً بسيطاً ودقيقاً اسمه قياس الكثافة العظمية أو الأوستيو-دينسيتومترية.» ostodensitometrie
 
ما هو فحص الكثافة العظمية؟ 
«هو فحص إشعاعي غير مؤلم يُجرى على الفخذ أو العمود الفقري لقياس قوة العظم.
تعتبر منظمة الصحة العالمية أنّ النتيجة التي تقلّ عن (-2.5) في ما يُعرف بـ “T-score” تعني وجود هشاشة عظام تستوجب العلاج.
هذا الفحص ضروري خاصة للنساء بعد سنّ اليأس ولمن تجاوزوا الخمسين.»
 
هل هناك علاج فعّال؟ 
«نعم، بفضل التقدّم الطبي أصبح لدينا عدة أدوية فعّالة.
الأكثر استعمالاً هي أدوية البيسفوسفونات التي تقوّي العظم وتقلّل احتمال الكسور.
وهناك علاجات حديثة تستهدف الخلايا المسبّبة لتآكل العظم.
لكن العلاج يجب أن يكون بوصفة من طبيب مختصّ في أمراض المفاصل، لأنه وحده من يحدّد نوع الهشاشة والعلاج المناسب ويتابع المريض بانتظام.»
 
نصائح جد مهمة 
يثير الانتباه البروفيسور عبد المغراوي رئيس الجمعية المغربية لأمراض المفاصل بنبرة واثقة : 
«الوقاية دائماً خير من العلاج.
احذروا الانزلاق في الحمّامات وأماكن الوضوء، حافظوا على تغذية  متوازنة غنيّة بالكالسيوم، تعرّضوا يومياً للشمس للحصول على فيتامين "د"، وامشوا بانتظام.
هشاشة العظام يمكن تفاديها إذا انتبهنا مبكراً. فالعظم القوي يعني حياة مستقلة ومليئة بالحركة.»
 
خلاصة القول: 
هشاشة العظام لا تُرى بالعين، لكنّها قد تغيّر حياتنا بصمت.
زيارة بسيطة لطبيب الروماتولوجي قد تقي من كسرٍ يُغيّر كلّ شيء.