منذ بداية الاحتجاجات الشبابية ببلادنا، ألحت حركة "جيل z" على سلمية نضالها، معتبرة أن خطابها موجه للحكومة التي يحملها الشباب مسؤولية تردي الخدمات الصحية و التعليمية، و تنامي الفساد، و تراجع الوضع الاجتماعي. و قد بلغ الانتقاد حد المطالبة باستقالة فورية للحكومة، بسبب ما اعتبرته الحركة الشبابية صعوبة نجاح الحكومة، خلال الأشهر القليلة المتبقية عن موعد الانتخابات، في تصحيح الأوضاع والنجاح ما لم تتمكن من بلوغه خلال أربع سنوات مضت منذ تعيينها.
واعتبارا لإصرار حركة "جيل z" على تكرار القول أنها حركة شبابية شعبية، تعتمد مقاربة تشاركية للحوار عبر المنصات الرقمية، و أنها ليس لها قيادة و لا ممثلين ينطقون باسمها، من المعيب أن يأتي البعض للركوب على دينامية احتجاجات الشباب و استثمارها لتمرير مواقف أخرى تخص أصحابها و لا تعني المغاربة في شيء.
ولعل الرسالة المفتوحة إلى جلالة الملك، التي وقعتها نفس الأسماء التي اعتدنا رؤيتها تتكثل مع بعضها البعض في سياقات دون أخرى، تشكل تجسيدا لعملية ركوب سياسوي على نضالات الشباب. و هو ما يستفز أسئلة كثيرة تفرض نفسها على كل ذي عقل سوي، منها :
كيف قبل أصحاب الرسالة على أنفسهم، ومنهم مثقفين وحقوقيين نزهاء، السطو على دينامية احتجاجات شبابية ليس لهم فيها فضل و لا سبق و لا شرف إطلاق ... ؟؟؟
كيف قبل أصحاب الرسالة على أنفسهم، ومنهم مثقفين وحقوقيين نزهاء، السطو على دينامية احتجاجات شبابية ليس لهم فيها فضل و لا سبق و لا شرف إطلاق ... ؟؟؟
على أي أساس اعتبر "الموقعون" أن من حقهم جعل الاحتجاجات الشبابية "خلفية" لرسالة تخصهم، و لا تعني شباب الحركة الاحتجاجية في شيء، سواء من حيث المضمون أو من حيث الشكل، الذي تغيبت فيه أشكال التوقير التي دأب عليها المغاربة عند مخاطبة ملوكهم ...؟؟
ألا يحيل اختيار "الموقعين" توجيه رسالة إلى جلالة الملك، في هذا التوقيت بالضبط، إلى وجود نية مبيتة ورغبة مكشوفة لخلط الأوراق في موضوع لم يخاطب فيه الشباب جلالة الملك، بل توجهوا بالنقد للحكومة مطالبين إياها بالرحيل ...؟
قبل يومين من خطاب ملكي منتظر في افتتاح البرلمان، أليس المقصود من الرسالة هو الضغط و المزايدة و التأجيج، خاصة مع تعمد وضع "مطالب" جديدة لم يقل بها أصحاب الحركة الاحتجاجية الشبابية؟؟؟
ألا يحيل اختيار "الموقعين" توجيه رسالة إلى جلالة الملك، في هذا التوقيت بالضبط، إلى وجود نية مبيتة ورغبة مكشوفة لخلط الأوراق في موضوع لم يخاطب فيه الشباب جلالة الملك، بل توجهوا بالنقد للحكومة مطالبين إياها بالرحيل ...؟
قبل يومين من خطاب ملكي منتظر في افتتاح البرلمان، أليس المقصود من الرسالة هو الضغط و المزايدة و التأجيج، خاصة مع تعمد وضع "مطالب" جديدة لم يقل بها أصحاب الحركة الاحتجاجية الشبابية؟؟؟
وفق أية شرعية تحرك من وقعوا الرسالة، ليتحدثوا نيابة عن أبناء الشعب المغربي، و يطالبوا جلالة الملك ب "تقديم تعازي باسم الدولة لعائلات ضحايا الأيام الأخيرة"، بينما الحقيقة هي أن الضحايا الوحيدين الذين سقطوا هم أشخاص تورطوا في الهجوم على ثكنة للدرك الملكي، في ليلة ظلماء شهدت أعمال تخريب أدانها المغاربة، وطالبوا بأن تأخذ العدالة مجراها. فهل يستساغ تقديم "تعازي الدولة" في مثل هذه السياقات ؟
من قال "للموقعين" أن الشعب متفق مع "مطالبهم" وما تحمله من رغبة ظاهرة في المزايدة بنقل موضوع الاحتجاجات الشبابية، السلمية و الواضحة المطالب، إلى سياق غير السياق الذي انطلقت منه، وحددت سقفه بوضوح، و طموحه بواقعية ؟؟
هل نحن مع "مناضلين" يريدون حقا مصلحة الوطن، أم نحن إزاء أشخاص لا يتصورون النضال السياسي إلا إذا اختلط بالصدام مع الملكية و مع الدولة، لتسوية أحقاد إيديولوجية و نفسية دفينة ...؟؟
من قال "للموقعين" أن الشعب متفق مع "مطالبهم" وما تحمله من رغبة ظاهرة في المزايدة بنقل موضوع الاحتجاجات الشبابية، السلمية و الواضحة المطالب، إلى سياق غير السياق الذي انطلقت منه، وحددت سقفه بوضوح، و طموحه بواقعية ؟؟
هل نحن مع "مناضلين" يريدون حقا مصلحة الوطن، أم نحن إزاء أشخاص لا يتصورون النضال السياسي إلا إذا اختلط بالصدام مع الملكية و مع الدولة، لتسوية أحقاد إيديولوجية و نفسية دفينة ...؟؟
نحن نؤمن بالحاجة إلى العقل و الحكمة و الابتعاد عن السلوكات الاسنفزازية، فهل بيننا من يؤمنون بمنطق "خربق اللعب"، و استعراض العضلات على الدولة في لحظة دقيقة وسياق حساس ... ؟؟
مع خالص احترامي لبعض الأسماء التي وردت في لائحة الموقعين على الرسالة، كيف لا نشك في وجود نوايا مشبوهة و أجندات خاصة ليس فيها ما ينفع الوطن والمواطنين ؟
وهل يعتقد بعض من تتكرر أسماؤهم في "التوقيعات" حول قضايا بعينها، أن الشعب لن ينتبه إلى من يريدون "اللعب في ماء الوضوء"... و "ترياب الحفلة" ... ؟؟؟
مع خالص احترامي لبعض الأسماء التي وردت في لائحة الموقعين على الرسالة، كيف لا نشك في وجود نوايا مشبوهة و أجندات خاصة ليس فيها ما ينفع الوطن والمواطنين ؟
وهل يعتقد بعض من تتكرر أسماؤهم في "التوقيعات" حول قضايا بعينها، أن الشعب لن ينتبه إلى من يريدون "اللعب في ماء الوضوء"... و "ترياب الحفلة" ... ؟؟؟
مما لاشك فيه، أن غالبية المغاربة يريدون إصلاح الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، و تأهيل التدبير العمومي على أساس الاستحقاق و ربط المسؤولية بالمحاسبة، و تنقية الحياة السياسية من المفسدين، وتطبيق القانون على الجميع، من واقع مغربي دمقراطي تتجسد فيه مقتضيات الدستور، و تتحقق فيه التنمية المدمجة لكل أبناء الشعب. وهم، في ذلك، يؤمنون أن مقام جلالة الملك ك "رئيس الدولة، وممثلها الأسمى، ورمز وحدة الأمة، وضامن دوام الدولة واستمرارها، والحكم الأسمى بين مؤسساتها، يسهر على احترام الدستور، وحسن سير المؤسسات الدستورية، وعلى صيانة الاختيار الديمقراطي، وحقوق وحريات المواطنين والمواطنات والجماعات"، يجعله المدافع الصادق و السند الاستراتيجي الذي يحوز ثقة الشعب المغربي لتحقيق كل الطموحات المشروعة لشبابنا، بنفس روح ثورة الملك و الشعب المجيدة، التي دحرت الاستعمار و الخونة في الخمسينيات من القرن الماضي، و تستطيع، اليوم أيضا، أن تقضي على الفساد و تدحر المتخاذلين بمسؤولياتهم، و تفشل خطط المتآمرين على بلادنا و المتربصين بأمننا واستقرار وطننا.
وعليه، لسنا في حاجة إلى "رسالة مفتوحة" تبدو أقرب إلى السطو النضالي على تجليات التعابير الاحتجاجية الشبابية، المملوك أصلها الرمزي والمعنوي لشباب "جيل ز"، بما عبروا عنه من مسؤولية وطنية عالية، وتحرك تحت سقف ثوابت الأمة المغربية و لاشيء غيرها.