الاثنين 25 نوفمبر 2024
مجتمع

الأمطار تُسيل دماء قبيلتي يكوت وأيتوسى في طانطان (مع فيديو)

الأمطار تُسيل دماء قبيلتي يكوت وأيتوسى في طانطان (مع فيديو)

أكثر من 10 إصابات متفاوتة الخطورة بينها كسور، واعتقال 4 شبان.. هي حصيلة المواجهات الدامية التي عرفتها مدينة طانطان مساء أمس الخميس 11 دجنبر 2014، أما السبب فهي أمطار الخير التي عرفتها المنطقة، والتي ساهمت في إحياء عدد من الأراضي الفلاحية التي أصابها الجفاف، وهجرها أصحابها منذ سنوات..

مع صفاء سماء طانطان، وانبعاث حرارة الشمس بعد أسابيع من الأمطار أو ما يعرف محليا بـ "السْحاب"، بدأت الغيوم تتلبد في سماء قبيلتي يكوت وأيتوسى، حيث تسابق الطرفان نحو الأراضي الفلاحية التي هجرت لسنوات جراء موجات الجفاف قصد حرثها والاستفادة من موسم فلاحي ماطر، غير أن هذا التسابق أدى لاشتباكات بين بعض شبان الطرفين، في الوقت الذي ظلت فيه السلطة في موقف المتفرج بإحدى المناطق التابعة لجماعة تلمزون وبالضبط في منطقة "ارتيمي"، والتي تبعد عن طنطان بحوالي 45 كلم، إذ تشبت كل طرف بأحقيته في ملكية الأرض أو "التْراب"، مما نتج عنه حشد الطرفين (أكثر من 100 شخص عن كل قبيلة) لكل وسائل "الإقناع"، من حجارة وعصي وسيارات "لاندروفير"، إلى جانب الحشد البشري، حيث علمت "أنفاس بريس"، عن استقدام الدعم من العيون وآسا، وهو ما جعل هذه "المعركة القبلية"، تنتقل من ساحة المواجهة إلى شارعي محمد الخامس والمقاومة وغيرها من الأحياء بالمدينة مساء يوم الخميس 11 دجنبر.. إذ تجمع العشرات من النسوة المنتميات للقبيلتين، من أجل الاطمئنان على جرحى المواجهة الميدانية في "ارتيمي"، أمام المستشفى المحلي، ودخلن هن الأخريات في صراع نسوي، قبل أن يلتحق بهن أبناؤهن وأخواتهن في مواجهة ثانية لم تسلم منها سيارات المواطنين من التكسير، أعلنت على إثرها حالة استنفار في المدينة، وأغلقت المحلات لتجارية أبوابها، وأطفأت الإنارة العمومية، في حين تم اعتقال 5 شبان، احتفظ بواحد وتقديمه للمحاكمة بتهمة الإخلال بالنظام العام..

وأدان الحقوقي محمد جرو، هذه الأحداث واصفا إياها، في اتصال هاتفي مع "أنفاس بريس"، بأنها "مؤسفة، وما كان لها أن تصل لهذه الدرجة لو تدخل عقلاء القبيلتين معا ومعهما السلطة المحلية، من أجل الانتصار لصوت العقل والحجة، ما دام أن هناك إدارات قائمة تنظر في مثل هذه النزاعات الترابية، بتقديم كل طرف لحججه الإثباتية.. لقد حضر الشبان الملثمون والنساء في هذا النزاع وتوارى للخلف صوت الرجال، وهو ما يجعل الوضع مرشحا للتصعيد، إذا لم تؤخذ الأمور بالجدية".

هي إذن عودة للقضية الأولى في الأقاليم الصحراوية، وهي قضية "التراب"، حيث لا يكاد نزاع ترابي بين هذه القبيلة أو ذاك يتم تسويته حتى يبرز نزاع أكثر فداحة، مما يحتم على المصالح المعنية التدخل لوضع حد لإراقة المزيد من الدماء، وطمر الهوة بين القبائل.

رابط الفيديو هنا