الاثنين 25 نوفمبر 2024
فن وثقافة

مهندسون مغاربة وإسبان يطلقون، من فاس، نداء لإنقاذ المسرح الكبير ثيرفانتيس بطنجة

مهندسون مغاربة وإسبان يطلقون، من فاس، نداء لإنقاذ المسرح الكبير ثيرفانتيس بطنجة

أطلق مهندسون معماريون من المغرب وإسبانيا، أمس الثلاثاء بفاس، نداء من أجل إنقاذ المسرح الكبير ثيرفانتيس بطنجة الذي يعد معلمة تراثية وتاريخية مهمة بمدينة البوغاز.

ودعا المشاركون في مائدة مستديرة نظمت حول موضوع "إعادة تأهيل وتعزيز التراث.. وضعية المسرح الكبير ثيرفانتيس بطنجة"، الجهات المعنية والمهتمة، خاصة المسرحيين ومكونات المجتمع المدني إلى التعبئة من أجل الإسراع في إنقاذ هذه المعلمة التاريخية وتأهيلها حتى تستعيد مكانتها وإشعاعها كفضاء للثقافة والإبداع. مؤكدين، خلال هذا اللقاء الذي نظمه المعهد الثقافي ثيرفانتيس بفاس، بمناسبة مرور مائة سنة على افتتاح المسرح الكبير بطنجة، أن هذا الفضاء الذي يعتبر أول مسرح كبير بالمغرب واكب العديد من المسرحيات والعروض الفنية لمبدعين عالميين أمثال إنريكو كاروسو وإمبيريو أرخينتينا، كما قدمت فيه العديد من المسرحيات المغربية التي كانت تروم زرع روح الوطنية فضلا عن احتضانه لحفلات تكريم شخصيات وطنية وأجنبية.

وقال كزافيي كالفان كويخو، منسق معاهد ثيرفانتيس بالمغرب، إن المسرح الكبير بطنجة الذي تتجاوز طاقته الاستيعابية ألف متفرج تم تشييده من طرف الثنائي مانويل بينيا وإسبرنانثا أوريانا، وافتتح للعموم سنة 1913 ثم أصبح سنة 1928 تابعا للحكومة الإسبانية من أجل نشر الثقافة واللغة الإسبانية. مضيفا أن هذا المسرح كان ينتمي إلى جميع سكان مدينة طنجة، وتم فيه عرض العديد من الأعمال التي تمثل جميع الفئات التي تعيش في هذه المدينة، إلى أن تم إغلاقه عند بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي. 

ومن جهته تحدث مصطفى الورداني، مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بفاس، عن القيمة الفنية والمعمارية لهذه المعلمة التاريخية التي كانت موجهة للساكنة الطنجاوية، مؤكدا على ضرورة تعبئة جميع المعنيين والمتدخلين من أجل إعادة تأهيل كل المآثر والفضاءات التاريخية وحمايتها باعتبارها تشكل مكونا أساسيا ضمن مكونات التاريخ والهوية المغربية.

يشار إلى أن هذا اللقاء الذي حضره العديد من المهندسين المعماريين والفنانين إلى جانب ممثلي هيئات ومكونات المجتمع المدني، نظم في إطار معرض حول تاريخ هذا المسرح الكبير والأدوار التي لعبها في التاريخ الثقافي والفني لمدينة طنجة، والذي سيستمر إلى غاية 16 يناير المقبل.

وتضمن هذا المعرض، الذي نظم بالتعاون مع سفارة إسبانيا بالرباط والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي بمناسبة الذكرى المئوية لهاته المعلمة التاريخية، لوحات وأعمال إبداعية تؤرخ لهذا المسرح إلى جانب عينات من الأثاث الذي كان يؤثث هذا الفضاء فضلا عن مجموعة من الوثائق المعاصرة.