لا يجادل اثنان بان المغرب خطى خطوات كبيرة في طريق الديمقراطية من خلال تنظيم العديد من المحطات الانتخابية و التي راكم من خلالها تجارب عديدة في التدبير و التسيير وفرز النخب وعموما لم يصل هدا المسار الديمقراطي إلى الغايات المرجوة من خلال تدبير متعثر و نخب هجينة و يبدو ان السبب ليس في الآليات التنظيمية للدولة و لكن في محدودية الاستقطاب و التكوين و الانفتاح لدى مختلف الأحزاب السياسية التي تغلق دكاكينها فور انتهاء كل استحقاق انتخابي و كان دورها لا يعدو أن يكون أحزاب انتخابية و الكلام هنا لا يقصد به حزب دون اخر أو تيار دون غيره و لكن الأمر اصبح شاملا جامعا فالاحزاب في مجملها غيبت الغايات الفضلى لوجودها في التكوين و الاستقطاب و تهييء النخب وهو ما انعكس سلبا على الحياة السياسية و خصوصا المشاركة في الممارسة السياسية.
للأسف الأحزاب تخلت عن ادورها في التأطير و التكوين و التحفيز هده الوضعية الشاردة يبدو أنها ستلقي بظلالها و نحن على مشارف الاستحقاقات المقبلة ادا لو يتعبا الجميع لبث الروح في السياسة عموما و المشاركة على وجه الخصوص على الجميع أن يتحمل مسؤوليته التاريخية لانجاح الاستحقاقات المقبلة وان تفتح الأحزاب خصوصا أبوابها لاستقطاب الشباب و العمال و الفاعلين فالحاجة ماسة اليوم الى نخب جديدة لا إلى أحزاب جديدة.
المرحلة تقتضي البحث و التنقيب عن النخب و توسيع المشاركة ووضع آليات لذلك و القطع مع ممارسات الماضي لضمان مشاركة سياسية محفزة و إيجابية حتى نقطع مع شعارات التبخييس و التيءيس و لفرز نخب جديدة تدبر مرحلة مغرب جديد بسرعة متوازنة و ليس بسرعتين في تناغم تام مع انتظارات الشعب المغربي التي يضمنها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
ادم بوهلال، فاعل سياسي، باحث في العلوم السياسية والتواصل السياسي
