
تواصلت يوم الأربعاء 23 يوليوز 2025 فعاليات الدورة التكوينية المخصصة لطالبات وطلبة ينتمون إلى جامعات ومعاهد من روسيا الاتحادية، من خلال تنظيم ورشة موازية حول الدارجة المغربية، أطرها كل من الباحث إلياس التاغي، الحاصل على الماستر في علم الاجتماع، ومنسق نادي اللغات والتواصل التابع لشعبة اللغات والثقافة والتواصل بكلية أصول الدين بتطوان، والباحث ميخائيل تشيرنيخ، الطالب بشعبة الاستعراب، وأحد المستفيدين من الدورة التكوينية الصيفية.

إلياس التاغي
وقد نظمت هذه الورشة بدعوة من السيدة أليونا ريفينا، مديرة المشاريع بمركز الثقافة العربية "الحضارة"، وذلك بمقر إقامة الوفد بمدينة مارتيل.
وشكلت هذه الورشة فرصة للوقوف على الجذور التاريخية للدارجة المغربية، حيث تم تسليط الضوء على تأثير العوامل التاريخية والثقافية المتعددة، وعلاقات الجوار مع أوروبا، إلى جانب ما خلّفه الاستعمار الأوروبي، خاصة الفرنسي والإسباني، من أثر لغوي واضح. كما تم التوقف عند المكوّنين الأمازيغي والعربي، باعتبارهما من الركائز الأساسية في تشكيل الهوية اللغوية المغربية. مما أسفر عن نشوء نسيج لغوي متنوع تتمازج فيه الأمازيغية والعربية والفرنسية والإسبانية، الأمر الذي منح الدارجة المغربية خصوصيتها وثراءها. كما تم التوقف عند الخصائص والمميزات اللغوية لكل من الدارجة المغربية واللغة العربية الفصحى، مع إبراز أوجه التداخل والاختلاف بينهما. كما تم تصوير شريط يبرز هذا الجانب.
وفي ختام الورشة، عبّرت مديرة المشاريع بمركز الثقافة العربية "الحضارة"، السيدة أليونا ريفينا، عن امتنانها للباحث التاغي، بكلمات جاء فيها:
"نشكركم جزيل الشكر على تقديم هذه الورشة القيّمة حول الدارجة المغربية. لقد كانت مفيدة للغاية، كما أن المواد الدراسية التي تفضلتم بتقديمها كانت ذات قيمة عالية بالنسبة لنا.

الصورة من أمسية ثقافية التي أقيمت يوم 17 يوليوز 2025 بالمركز الثقافي لرشوندي بمرتيل
نحن سعداء جدا بهذا التعارف، ويشرفنا التعاون معكم مستقبلا. شكرا جزيلا لكم."
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج الدورة التكوينية الصيفية يتوزع بين دروس في اللغة العربية والثقافة المغربية بكلية أصول الدين، وأنشطة موازية تثري تجربة المشاركين وتفتح لهم آفاقا واسعة لفهم الثقافة المغربية الأصيلة، والتعريف بالتنوع الثقافي الروسي.
ومن بين هذه الأنشطة، نذكر الأمسية الثقافية التي أقيمت يوم 17 يوليوز 2025 بالمركز الثقافي لرشوندي بمرتيل، التي قدم المشاركون خلالها تقاليد بلدانهم من خلال عروض في الموسيقى، والشعر، والرقص، والمأكولات التقليدية.
كما تضمن البرنامج رحلة ميدانية إلى مدينة شفشاون، للوقوف على ما تزخر به من سحر طبيعي ومآثر تاريخية، بالإضافة إلى تنظيم جولات استكشافية في تطوان ونواحيها.
وفي إطار هذه الأنشطة الموازية، هناك برمجة زيارة يوم الجمعة 25 يوليوز 2025 للمتحف الإثنوغرافي، ودار الصنائع بتطوان.
ومن جميل المصادفات أن تتزامن هذه الزيارة الروسية، ومدينة تطوان تمثل العاصمة الصيفية للمملكة المغربية، حيث سيتسنى لهؤلاء الطلبة والطالبات أن يتشربوا أجواء الاحتفال بعيد العرش والبيعة، في مشهد أصيل يؤشر على العمق الحضاري والديني للمغرب، وهو يمثل في محيطه الدولة/الأمة، تماما كما هو الحال بالنسبة لروسيا الاتحادية.
وللتذكير، تندرج هذه الدورة التكوينية في سياق تفعيل اتفاقية الشراكة الموقعة بين مؤسسة الثقافة العربية "الحضارة" وكلية أصول الدين، وذلك في إطار مواصلة الجهود الرامية إلى تعزيز وترسيخ التعاون الأكاديمي والثقافي بين المملكة المغربية وروسيا الاتحادية، والإسهام في إبراز المغرب كوجهة علمية ثقافية متميزة، تمتزج فيها الأصالة بالتنوع الثقافي والحضاري.