Saturday 28 June 2025
فن وثقافة

وزان: المركزي الثقافي معلمة ثقافية نعم ….ولكن ؟

وزان: المركزي الثقافي معلمة ثقافية نعم ….ولكن ؟ المركز الثقافي بوزان بين التوقعات والواقع

لم يكن من الممكن الاقتراب إعلامياً من المركز الثقافي بوزان الذي فتح أبوابه قبل سنتين، رغم حزمة الملاحظات التي تم تسجيلها في حينه. ويرجع ذلك إلى حفنة من الأسباب، لعل أبرزها المسافة الزمنية القياسية التي فصلت بين يوم وضع حجر أساس ما أصبح يُنعت بالمعلمة الثقافية ويوم التدشين، وكذلك تزامن شروعه في تقديم خدماته الثقافية للعموم مع إغلاق دار الشباب المسيرة أبوابها في وجه روادها، بعد أن أصبحت سقيفتها مهددة بالسقوط في أي لحظة، وفق ما جاء في تقرير حول الموضوع. أُضيف إلى ما سبق الارتياح الكبير الذي خلفه تدشين المرفق العمومي في صفوف جمعيات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية والنقابية، والقطاعات الحكومية المرشحة لاستغلاله في أنشطتها، لأن دار الضمانة لا تتوفر على مرفق عمومي واحد ولو بأدنى المواصفات المطلوبة، فما بالك بمركز ثقافي تتقاطع هندسته مع الكثير من المعايير المتوفرة في الجيل الجديد من المركبات الثقافية.

لكن مع مرور الوقت، سيكتشف الجمهور الذي يتقاطر على المركز الثقافي لمتابعة زخم الأنشطة التي يستقبلها هذا المرفق العمومي، أن الإخراج الهندسي للقاعة الكبرى شكل نشازاً بالمقارنة بالقاعات الكبرى المعدة لهذه الغاية! كيف ذلك؟

الصورة المرفقة تبين كيف أن فضاء الندوات الذي يسع لحوالي 300 شخص لا يتوفر على ممر يخترق وسط القاعة! إن القفز هندسياً عن مد الممر المذكور، رغم ما يوفره من انسيابية رخوة للجمهور وتحرك بدون معاناة وسط القاعة، يصعب العثور على له تفسير تقني، خصوصاً وأن مساحة القاعة تسمح بذلك. أما الممرات بين صفوف الكراسي فهي جد ضيقة إلى الحد الذي يخلق الكثير من التشنج بين الحضور.

أما المعضلة التي يعاني منها فضاء الندوات (الصورة)، فهي ما تعلق بالمكيف الذي ازداد تعطلاً تقنياً! فإذا كانت بعض المتابعات الإعلامية قد صنفت التعطيل الذي عرفه مكيف مسرح محمد الخامس بالرباط ليلة استقبال الفنان كاظم الساهر بالفضيحة الدولية، فكيف سيكون الوصف الذي يجب إلحاقه بقاعة الندوات بالمركز الثقافي بوزان التي تعطّل مكيفها منذ شهور أو أكثر؟

لقد خلف الاستغلال الضاغط لقاعة المركز الثقافي هذه الأيام، الذي تزامن مع موجة الحرارة المفرطة التي تجتاح المنطقة، استياءً عميقاً في صفوف أمهات وآباء التلاميذ وجمعيات المجتمع المدني وباقي الرواد. تعطيل المكيف الذي يحول القاعة إلى قطعة من جهنم له كبير الأثر في خلق الفوضى بالقاعة، وبالتالي عدم الاستفادة من العروض المتنوعة المقدمة.

نعم، وحدهم/ن أعداء النجاح من يبخسون المكتسبات التي تحققت في هذا المجال أو ذاك بوزان، ومنها مكسب تعزيز بنيات الاستقبال الثقافية بدار الضمانة، التي يشكل المركز الثقافي وساحة الأنشطة المجاورة له عنواناً من عناوين معالمها، لكن لأهل وزان ذوق وتاريخ تليد يشهد به عمارة دار الضمانة المتميزة، وبالتالي وجب استحضار ذلك، والانتصار للحكامة الرشيدة عند تنزيل أي مشروع فوق ترابها، ومن هذه المشاريع المركز الثقافي الذي يجب استغلال عطلة الصيف لتصحيح الأعطاب التي لحقت به، والعمل على تجهيزه بالآليات والتجهيزات الضرورية (الكراسي، الطاولات...) التي يفتقر إليها.