جرى بالدار البيضاء يوم 17 يونيو 2025، التوقيع الرسمي على اتفاق "الأفق 2030"، الذي يجمع بين ثلاثة فاعلين رئيسيين في مجال التنمية والابتكار الاجتماعي بالمغرب: تعاونية "سكسيس فالي"، الرائدة في مجال التحول الرقمي وتطوير الحلول التكنولوجية لفائدة الاقتصاد الاجتماعي، الهيئة الوطنية للصناع والحرفيين والصناعة التقليدية بالمغرب، وجمعية منتدى فوتوريس، الفاعل المدني المتخصص في الابتكار الاجتماعي والتنمية الترابية ذات الأثر.
يُجسد هذا الاتفاق الثلاثي، إرادة مشتركة لإرساء دعائم تحالف استراتيجي وطني ودولي، يهدف إلى إحياء القطاع الحرفي والتعاوني المغربي، من خلال تبني مقاربات جديدة قائمة على الرقمنة، الابتكار، الشمول، العدالة الاجتماعية، وبناء القدرات.
وأوضح محمد ايت يشو، رئيس الهيئة الوطنية لصناع وحرفيي الصناعة التقليدية، ان اتفاق "الأفق 2030" يهدف إلى تقوية القدرات الذاتية والتنظيمية والاقتصادية للحرفيين والتعاونيات، باعتبارهم ركيزة أساسية في النسيج الاقتصادي والاجتماعي المحلي. ويشمل هذا التمكين أيضًا تسريع وتيرة التحول الرقمي، عبر اعتماد حلول تقنية ملائمة للخصوصيات المحلية، من بينها المنصات السحابية (SaaS) وأدوات العمل دون اتصال، لتمكين المناطق النائية من الاستفادة من التطورات التكنولوجية.
وفي السياق نفسه، يولي الاتفاق أهمية خاصة لدعم تسويق المنتجات الحرفية والتقليدية، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، من خلال تبني استراتيجيات واضحة للتميز، وتعزيز العلامات الجماعية التي تبرز هوية وجودة هذه المنتجات. كما يسعى الاتفاق إلى إدماج الشباب والنساء في ديناميات التنمية المستدامة، من خلال برامج ومبادرات تفتح أمامهم آفاقًا جديدة للمشاركة الاقتصادية والاجتماعية.
ولضمان فعالية هذه المبادرات واستمراريتها، ينص الاتفاق على تعزيز الحوكمة والترافع المؤسساتي، بما يضمن تمثيلية قوية للقطاع داخل السياسات العمومية. وفي هذا الإطار، تقرر إنشاء خلية تنسيق ثلاثية تمثل الأطراف الموقعة، تتولى مهام إعداد وتنفيذ مخططات عمل سنوية، وتتبع إنجاز المشاريع الميدانية، واقتراح مجالات جديدة للتعاون أو الشراكة، فضلاً عن إعداد تقارير دورية لتقييم الأثر وقياس التقدم المحرز.
تم توقيع الاتفاق لمدة أولية تبلغ خمس سنوات قابلة للتجديد التلقائي، مع إمكانية التحاق شركاء آخرين من القطاعين العام والخاص أو من المجتمع المدني، شريطة موافقة جميع الأطراف.
وأكد الموقّعون على عزمهم جعل هذا التحالف نموذجًا وطنيًا وإقليميًا في التنمية المندمجة، الرقمنة، والابتكار الاجتماعي لفائدة الحرفيين والتعاونيات المغربية.