Wednesday 18 June 2025
مجتمع

سطات: طرق الموت تربك التنقل وتحاصر قبائل امزاب: متى تنتهي المعاناة؟

سطات: طرق الموت تربك التنقل وتحاصر قبائل امزاب: متى تنتهي المعاناة؟ طرق الموت بسطات صرخة من الهامش لفك العزلة وإنقاذ الأرواح
أعادت حادثة السير المؤلمة التي وقعت، اليوم الاربعاء 18 يونيو 2025، بمنطقة عين الفرت بجماعة أولاد شبانة، إلى واجهة النقاش والقلق، واقع الطرق المهترئة والمتهالكة التي تخترق عددا من الجماعات الترابية بإقليم سطات، خاصة تلك الرابطة بين ابن أحمد ومدينة سطات، عبر رأس العين الشاوية أو عبر مسار أولاد شبانة وسيدي محمد البهلول، حيث تحولت هذه الطرق إلى طرق قاتلة، تخلف خسائر مادية وبشرية مستمرة.
 
حادثة اليوم، التي كادت أن تودي بحياة راكبي سيارة أجرة بعد أن زاغت عن الطريق بفعل ضيقها الحاد ونتوءاتها الخطيرة، أعادت إلى أذهان الساكنة سلسلة من الحوادث المأساوية التي حصدت الأرواح وأثقلت كاهل الأسر بالآلام والمعاناة، نتيجة بنيتها المتدهورة، وغياب أي إصلاح شامل يراعي السلامة الطرقية وحق المواطن في التنقل الآمن.
فالطريق الحالية لا تسمح بمرور سيارتين في اتجاهين معاكسين أو حتى في نفس الاتجاه، ما يضطر السائقين إلى الانحراف نحو الحافة، معرضين أنفسهم لخطر الانقلاب في الحفر العميقة والمنعرجات الحادة، ورغم ما راكمته منطقة سيدي محمد البهلول من زخم ثقافي وتراثي كبير، وما تزخر به من رموز الزجل والفن الشعبي، وكذا احتضانها لمواسم تراثية ذات إشعاع محلي وجهوي، إلا أن واقع البنية الطرقية لم يساير هذا الوهج الثقافي، بل ظل متخلفا عن حاجيات الساكنة وأبسط حقوقهم في التنقل.
 
الساكنة التي استبشرت خيرا قبل سنوات ببدء إصلاح طريق يعود تاريخها إلى فترة الحماية الفرنسية، سرعان ما خاب أملها، بعدما توقفت الأشغال عند كيلومترات قليلة، لم تبلغ حتى النقط التي تعرف تمركزا سكنياً كبيرا، كمركز سيدي محمد البهلول.
 
وتتفاقم معاناة السكان في ظل شبه غياب لوسائل النقل، حيث يتفادى السائقون المرور من هذه الطرق لما تسببه لهم من خسائر مادية، ولما تحمله من مخاطر قد تفضي إلى ما لا يحمد عقباه.
 
ولم تسلم قبائل امزاب في دائرتي ابن أحمد الشمالية والجنوبية من الوضع ذاته، إذ يشكل التنقل نحو عاصمة الإقليم "مغامرة خطيرة" خاصة حين يتعلق الأمر بضرورة قضاء أغراض إدارية أو صحية، في ظل غياب بدائل آمنة، ناهيك عن معاناة المواطنين مع بعض المرافق الإدارية والخدمات الصحية بالمستشفى الإقليمي التي توصف بأنها تفتقر إلى النجاعة وتغلب عليها الانتظارية في ظروف معينة أحيانا.
 
ويبقى السؤال الحارق الذي يتداوله أبناء المنطقة بإلحاح: متى سيتم فك العزلة عن قبائل امزاب؟
متى ستخرج الطرق الرابطة بين جماعاتها وسكانها من وضعيتها الكارثية، خصوصا الطريق المارة عبر جماعة أولاد شبانة وسيدي محمد البهلول، وكذلك الطريق الرابطة بين رأس العين وابن أحمد، ومن ابن أحمد نحو سيدي حجاج وأولاد امراح، ناهيك عن الوضع المتردي لمسالك حيوية تربط بين المراكز الحضرية والقرى الهامشية؟
إنه نداء عاجل موجه للجهات المعنية، لعلها تنصت لصوت الهامش وتترجم خطابات العدالة المجالية إلى مشاريع ملموسة تقي المواطن شر السفر في طرق الموت.