Tuesday 17 June 2025
اقتصاد

سعيد لقبي يترافع عن مؤهلات المسار السياحي بإقليم اليوسفية في عاصمة السينغال

سعيد لقبي يترافع عن مؤهلات المسار السياحي بإقليم اليوسفية في عاصمة السينغال المعلمة التاريخية مدرسة الأمراء العلويين وفي الإطار الأستاذ الجامعي سعيد لقبي

خلال مشاركته ومساهمته في الأيام العلمية ـ 15 ـ للسياحة المستدامة بعاصمة السينغال "دكار" أيام 28 و29 و30 ماي 2025، قدم الأستاذ الجامعي سعيد لقبي ورقة حول المؤهلات السياحية التي يزخر بها إقليم اليوسفية، والتي تنتظر التحصين والتثمين والمبادرة الفعلية، من أجل أن تستعيد بريقها عبر مسار سياحي يجلب ويستقطب المستثمرين والاستثمارات ذات الصلة. وفي هذا السياق أجرت جريدة "أنفاس بريس" حوارا مع الدكتور سعيد لقبي المهتم بالتنمية المستدامة كباحث في هذا المجال بجامعة القاضي عياض.

خلال فعاليات أيام العلمية 15 المنعقدة مؤخرا بالسنيغال قدمتم ورقة حول المؤهلات السياحية لإقليم اليوسفية - هل من الممكن تقديم اضاءات أكثر حول هدا الموضوع.

بالفعل انعقدت خلال الفترة الممتدة من 28 إلى 30 ماي 2025 فعاليات الأيام العلمية 15 للسياحة المستدامة، وذلك تحت إشراف الجمعية الدولية لتدبير السياحة المستدامة (AI.MTD) بتعاون مع عدد من المؤسسات والجامعات كالسوربون وجامعات البلد المستضيف بالإضافة إلى مشاركة فعلية لعدد من المتدخلين الرسمين والمهنيين في القطاع.

وككل سنة نحاول خلال هذه الأيام خلق فضاء للتفكير والتبادل فيما يخص قطاع السياحة وخصوصا على مستوى بُعْدِ الاستدامة Durabilité ، وهذا الورش الكبير أخذ زخما إضافيا، خصوصا بعد "جائحة كورونا" وقد لمست شخصيا خلال مشاركاتي في أيام TAHITI ، سنة 2022، وسنة 2023 بـ  GUYANE، ثم في وجوهرة الجنوب المغربي مدينة الداخلة سنة 2024. أما بخصوص فعاليات هذه السنة، فقد كان لي شرف تقديم الخلاصات الأولى لبحث ميداني حول مسار سياحي بمنطقة احمر بإقليم اليوسفية، من الفكرة إلى التنفيذ.

 لماذا اهتمامك بمنطقة أحمر بإقليم اليوسفية علما أن هذا الإقليم لا يتمتع بجاذبية سياحية كبيرة؟

شكرا على هذا السؤال المهم جدا، والذي يشكل بالفعل أسس البحث ومنطلقه وفي هذا الصدد أقدم بعض الحجج لعلها تشفع.

من المعلوم أن منطقة أحمر تعرف (كعدد من جهات المملكة) تغيرات مناخية واضطرابات من حيث حجم التساقطات المطرية، وذلك مند زمن ليس بالقريب فـ "الصَّيْفْ" بمعنى الغلة أو منتوج الحصاد يكون دائما متفاوتا من سنة مطيرة وافرة، "إِلَا صَيْفَتْ أحْمَرْ"، لكن  سنوات  من تواتر العجز المائي، جعل من المنطقة البطن الرخو للمغرب من حيث  مؤشرات التنمية البشرية، وخلق بالتالي موجات هجرة قروية دائمة (عكس السابق)، ويعرف الجميع  حجم المشاكل  الناجمة  عن هجرة  غير متكفل بها، مما ينتج عنه مشاكل مدن الصفيح، والبؤس والفقر المادي، وممكن "إفراز نوع من التطرف والعنف".

على العموم وكما قال PAUL PASCON: "في المغرب أن المطر من يحكم"Au Maroc  c est la pluie  qui iovnvenne

كيف يمكن تقديم بديل لساكنة احمر بإقليم اليوسفية؟

تعتبر اليوسفية أو louise Gentil، حسب الإسم القديم من أهم مناجم الفوسفاط في العالم، و ـ اكتشاف المهندس الفرنسي خلال عشرينيات القرن الماضي ـ يجب أن يدفع الجميع إلى التفكير في إنتاجية المنجم وإمكانيات التشغيل التي تتقلص بفعل المكننة وإلى تساؤلات أخرى تفرض نفسها حول مستقبل النشاط المعدني.

يشكل الإهتمام بالسياحة جانبا مهما من التوجهات الاقتصادية للمغرب وذلك منذ زمن طويل حتى قبل الاستقلال حيث تم الاهتمام بإحداث بعض الفنادق والمنتجعات السياحية ببعض المدن المغربية، ودون الرجوع إلى التاريخ، فالحاضر يخبرنا بأن القطاع السياحي يعوّل عليه كثير في التنمية والتشغيل والدليل انخراط الدولة ببرامج مهيكلة كخارطة الطريق  GOSIYAHA على أمل الاستفادة من الأحداث الرياضية الكبرى المزمع إقامتها بالمغرب وعلى رأسها كأس العالم 2030، والتي ستحتضنها عدة مدن مغربية مثل مدينة مراكش عاصمة الجهة التي ينتمي اليها إقليم اليوسفية ـ جهة مراكش أسفي ـ وبانتماء إقليم اليوسفية إلى هذه الجهة، فهو ترابيا مجال اهتمام جامعة القاضي عياض التي تولي اهتماما كبيرا لقضايا الاستدامة والتنمية المحلية.

إذن لهذا البحث الميداني وجاهته. حدثنا عن الخطوات العلمية التي قمتم بها؟

كبحث يمزج بين العمل الميداني feildwork  والتفكير، كان ولا بد من ضبط منهجية ملائمة تنطلق من التشخيص المجالي (شبكة CERISERVAIT ) والتي أكدت أمرين، ظاهرهما متناقض:

أولهما: أن الإقليم لا يتمتع بجاذبية سياحة مما ينعكس عن البنية التحية للقطاع "غياب فنادق"

ثانيا: بالمقابل تتوفر المنطقة على غنى تراثي مادي ولا مادي كبير جدا لكنه في مجمله لا يحظى بأي تثمين وتحصين يمكنه من لعب دور في تحريك العجلة الاقتصادية للمنطقة.

لهذا قمت بعدة زيارات للمنطقة، والتقيت بعدد من المهتمين بالشأن المحلي، وعلى رأسهم الأستاذ الباحث مصطفى حمزة الذي أحيي فيه روحه الوطنية وتفانيه في خدمة منطقته، بالإضافة إلى ثراء وغنى ما تعرفت عليه من خلال هذه الزيارات التي مكنتني من تحديد مزار محطات متنوعة يمكن تثمينها بالتعاون مع المجالس الترابية المحلية وبعض الجمعيات من أجل خلق دورة سياحية تستقطب أولا الزوار من مدينة مراكش ومدينة الصويرة.

ماهي هذه المحطات/المزارات التي تحتاج لإبراز مؤهلاتها السياحية؟

في بداية البحث الميداني حددنا حوالي 12 محطة/مزار، لكن بعد تمحيص وتفكير وتشخيص خصوصا على مستوى الجانب اللوجستيكي، فقد اكتفينا بتحديد مسار سياحي يتضمن تسع محطات فقط، كل واحدة يمكن تثمينها عبر رواية تحكىnarratif  أو تجربة تعاش expérience  .

أ ـ الفضاء الأول : يضم خمس مزارات سياحية

ـ جبل إيغود

ـ محمية الطالعة التي تستوطنها "غزال آدم"

ـ الاهتمام بتربية كلاب الصيد من سلالة "السلوقي"

ـ محطة مزار "سبخة زيمة"

ـ محطة "مغارة شخرخر"

بـ : الفضاء الثاني ويضم بدوره أربع مزارات سياحية:

1 ـ مسجد رباط شاكر (سيدي شكر)

2 ـ مدرسة زاوية الطريقة الناصرية في ركوب الخيل

3 ـ المعلمة التاريخية مدرسة الأمراء العلوين

4 ـ قرية الحدادة التقليدية

فخلال البحث الميداني، وأثناء التقديم وضحنا طبيعة العلاقات بين الفضاءين وكذلك الإجراءات والبرتوكول الواجب اتباعه من حيث الإهتمام الأولي بالمواقع المذكورة، وتكوين الشباب كمرشدين، ودعم بعض الاستثمارات البسيطة من أجل راحة الزوار، علاوة عن توفير كرونولوجيا محددة، مع احترام دائم لمفهوم الاستدامة.

هل بدأ تنفيذ هذا التصور؟

بالفعل، وهنا أوجه جزيل الشكر لعامل إقليم اليوسفية محمد سالم الصبتي "السابق" الذي تبنى معنا هذا التصور، وكذلك كل طاقم العمالة، حيث قمنا بأولى الخطوات وهي الإشهار والتعريف بمؤهلات مزار أحمر visit Youssoufia وذلك ابتداء من 06 يونيو 2024، وهو بالمناسبة اليوم العالمي للمغارات السياحية، حيث ثم تنظيم يوم دراسي ناجح حول "مغارة الشخرخر" بجماعة السبيعات، وهناك سعي حاليا لتنظيم مهرجان حول إيغود "مهد البشرية"

هل من كلمة أخيرة؟

في الحقيقة فإنه من الواجب على ساكنة ومنتخبي وسلطات إقليم اليوسفية، أن يثقوا في مؤهلات منطقة أحمر سواء منها المعالم والمآثر التاريخية والمواقع الأركيولوجية والحضارية المتعددة والمتنوعة، وأن يسارعوا إلى الاستفادة من هذه الإمكانية... فطريق 1000 ميل تبتدأ بخطوة.