في تصعيد غير مسبوق دخل التوتر بين إيران وإسرائيل مرحلة جديدة من المواجهة العلنية والمباشرة، إذ نشر الجيش الإسرائيلي زوال يوم الإثنين 16 يونيو 2025، بيانًا على منصات التواصل الاجتماعي مخاطبًا سكان شمال شرق طهران بلغة فارسية، طالبًا منهم إخلاء مربع سكني محدد "تمهيدًا لاستهدافه". وقد اعتبر محللون هذا التهديد المباشر استثنائياً، لا من حيث مضمونه فقط، بل أيضاً في رمزيته، إذ يشير إلى تحول في العقيدة العسكرية الإسرائيلية نحو إعلان نوايا الهجوم بدل الاكتفاء بالمباغتة.
ووفق مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي، أطلقت إيران مؤخرًا أكثر من 370 صاروخًا باليستيًا باتجاه إسرائيل، اخترق منها 30 صاروخًا فقط المجال الجوي الإسرائيلي، في ظل فعالية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والاعتراض الأمريكي والدولي. في المقابل، أعلنت مصادر أمنية إيرانية عن استعداد البلاد "لضربة كبيرة جداً" قد تكون الأولى من نوعها منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي المتواصل.
ورغم محاولات ضبط النفس السابقة، فإن التوترات دخلت منعطفًا جديدًا مع خروج النزاع من الطابع الاستخباراتي أو السيبراني، إلى استهداف مباشر لمواقع تعتبر حساسة أو استراتيجية في قلب الأراضي الإيرانية، وربما أيضًا الإسرائيلية في المقابل.
انعكاسات هذا الصراع تتجاوز حدود الدولتين المعنيتين مباشرة، فقد أعلنت باكستان إغلاق جميع معابرها الحدودية مع إيران "حتى إشعار آخر"، وهو قرار يعكس المخاوف من اتساع رقعة المواجهة في المنطقة. جاء هذا القرار متزامنًا مع إجلاء مئات الزوار الباكستانيين من إيران والعراق، حيث العتبات الشيعية، ما يكشف عن درجة القلق من انزلاق الأوضاع إلى مواجهات أوسع قد تشمل أراضي ثالثة.
ومع أن المسؤولين الباكستانيين أكدوا أن الدعم المقدم لإيران "معنوي ودبلوماسي"، إلا أن وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف أطلق تصريحات نارية حذّر فيها من تهور إسرائيل "كقوة نووية غير خاضعة لأي انضباط دولي"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "توخي الحذر"
منذ اغتيال قاسم سليماني (2020) والهجوم على منشأة نطنز النووية، واغتيال هنية داخل الأراضي الإيرانية وصولًا إلى الضربات الإسرائيلية في العمق السوري واستهداف مستشارين إيرانيين، ظل الصراع بين طهران وتل أبيب يتحرك في إطار "ردع متبادل" غير معلن. لكن ما تغير اليوم هو انكشاف الجبهات بشكل غير مسبوق، واستعداد الطرفين لتجاوز الخطوط الحمراء التي حكمت اللعبة سابقًا.
وتخشى أطراف دولية عديدة من أن يتحول هذا الصراع إلى "حرب إقليمية"، خصوصًا مع تأهب حزب الله اللبناني، واستنفار الحرس الثوري الإيراني، ونقل إيران لقواعد جوية وصاروخية إلى مناطق غير تقليدية.
وما يزيد المشهد تعقيدًا هو تزايد حدة الاستقطاب داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، وتصاعد الانتقادات لسياسات حكومة بنيامين نتنياهو، بالتوازي مع ضغوط أمريكية وأوروبية لاحتواء التصعيد، خصوصًا في ظل حرب غزة المستمرة، والمخاوف من انكشاف جبهات عدة في آن واحد.
في ظل غياب أي مسار تفاوضي مباشر، ومع انسداد الأفق أمام الوساطات، يرى العديد من المتتبعين أن الصراع بين البلدين دخل مرحلة تتجاوز "رسائل القوة" إلى ما يشبه "معركة الإرادات". وهو ما جعلهم " أي المحللين" يطرحون سؤالا محوريا فهل سيكتفي الطرفان بالجولات المتقطعة للحفاظ على توازن الردع؟ أم أننا أمام تحول استراتيجي قد يقلب قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط لعقود قادمة؟ حتى اللحظة، لا مؤشرات على التهدئة، بل العكس تمامًا. والخيارات المطروحة على الطاولة لم تعد تشمل فقط الردع أو التصعيد، بل أيضًا خيار "الضربة الوقائية"، وهو ما قد يشعل الشرق الأوسط كله.
ووفق مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي، أطلقت إيران مؤخرًا أكثر من 370 صاروخًا باليستيًا باتجاه إسرائيل، اخترق منها 30 صاروخًا فقط المجال الجوي الإسرائيلي، في ظل فعالية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والاعتراض الأمريكي والدولي. في المقابل، أعلنت مصادر أمنية إيرانية عن استعداد البلاد "لضربة كبيرة جداً" قد تكون الأولى من نوعها منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي المتواصل.
ورغم محاولات ضبط النفس السابقة، فإن التوترات دخلت منعطفًا جديدًا مع خروج النزاع من الطابع الاستخباراتي أو السيبراني، إلى استهداف مباشر لمواقع تعتبر حساسة أو استراتيجية في قلب الأراضي الإيرانية، وربما أيضًا الإسرائيلية في المقابل.
انعكاسات هذا الصراع تتجاوز حدود الدولتين المعنيتين مباشرة، فقد أعلنت باكستان إغلاق جميع معابرها الحدودية مع إيران "حتى إشعار آخر"، وهو قرار يعكس المخاوف من اتساع رقعة المواجهة في المنطقة. جاء هذا القرار متزامنًا مع إجلاء مئات الزوار الباكستانيين من إيران والعراق، حيث العتبات الشيعية، ما يكشف عن درجة القلق من انزلاق الأوضاع إلى مواجهات أوسع قد تشمل أراضي ثالثة.
ومع أن المسؤولين الباكستانيين أكدوا أن الدعم المقدم لإيران "معنوي ودبلوماسي"، إلا أن وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف أطلق تصريحات نارية حذّر فيها من تهور إسرائيل "كقوة نووية غير خاضعة لأي انضباط دولي"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "توخي الحذر"
منذ اغتيال قاسم سليماني (2020) والهجوم على منشأة نطنز النووية، واغتيال هنية داخل الأراضي الإيرانية وصولًا إلى الضربات الإسرائيلية في العمق السوري واستهداف مستشارين إيرانيين، ظل الصراع بين طهران وتل أبيب يتحرك في إطار "ردع متبادل" غير معلن. لكن ما تغير اليوم هو انكشاف الجبهات بشكل غير مسبوق، واستعداد الطرفين لتجاوز الخطوط الحمراء التي حكمت اللعبة سابقًا.
وتخشى أطراف دولية عديدة من أن يتحول هذا الصراع إلى "حرب إقليمية"، خصوصًا مع تأهب حزب الله اللبناني، واستنفار الحرس الثوري الإيراني، ونقل إيران لقواعد جوية وصاروخية إلى مناطق غير تقليدية.
وما يزيد المشهد تعقيدًا هو تزايد حدة الاستقطاب داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، وتصاعد الانتقادات لسياسات حكومة بنيامين نتنياهو، بالتوازي مع ضغوط أمريكية وأوروبية لاحتواء التصعيد، خصوصًا في ظل حرب غزة المستمرة، والمخاوف من انكشاف جبهات عدة في آن واحد.
في ظل غياب أي مسار تفاوضي مباشر، ومع انسداد الأفق أمام الوساطات، يرى العديد من المتتبعين أن الصراع بين البلدين دخل مرحلة تتجاوز "رسائل القوة" إلى ما يشبه "معركة الإرادات". وهو ما جعلهم " أي المحللين" يطرحون سؤالا محوريا فهل سيكتفي الطرفان بالجولات المتقطعة للحفاظ على توازن الردع؟ أم أننا أمام تحول استراتيجي قد يقلب قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط لعقود قادمة؟ حتى اللحظة، لا مؤشرات على التهدئة، بل العكس تمامًا. والخيارات المطروحة على الطاولة لم تعد تشمل فقط الردع أو التصعيد، بل أيضًا خيار "الضربة الوقائية"، وهو ما قد يشعل الشرق الأوسط كله.