Monday 16 June 2025
كتاب الرأي

عادل الزبيري : في الفنيدق.. رياح الشرقي عاتيااات

عادل الزبيري : في الفنيدق.. رياح الشرقي عاتيااات
في وسط يوميات من العمل الصحافي المهني الميداني الاحترافي، باستخدام معدات ذاتية لبث مباشر مسترسل لنشرات الأخبار، كان تحديان اثنان كبيران وصعبان جداااا؛ أولا الحصول على المعطيات الإخبارية الصحيحة والدقيقة والجديدة، وسط ملف يجمع بين الإنساني وبين احترام خصوصيات المغرب في تدبير ملف حساس جدا.
 
بقي ملف الهجرة غير الشرعية أي الحراكة في صلب اهتمام وسائل الإعلام الإخبارية الدولية، يرسم الإعلام الأوروبي صورا سوداء قاتمة عن المغرب الذي يصدر المهاجرين إلى الفردوس الأوروبي، فيما يجري استهلاك هذه الصور الإخبارية النفطية من غرف أخبار عالمية، ليجدها المراسلين الميداني في مواجهته على أرض الواقع، لتبدأ رحلة المليون خطوة لإرسال قصة إخبارية واقعية وحقيقية ودقيقة.
 
بالعودة إلى التحديات، كان التحدي الثاني، يتمثل في رياح الشرقي القوية/ شركي، التي كانت تهب باستمرار في منطقة تحمل اسم باب سبتة، في أقصى شمال المغرب، بقرب مدينة سبتة السليبة، آخر المستعمرات الإسبانية في شمال المغرب.
بالتأكيد أن الفريق الصحافي المرافق، كان له دور كبير في الإسناد المهني، وهو مشكور جدااا على المساعدة في تنفيذ سلسلة لا تتوقف من البث المباشر، في نشرات إخبارية.
 
ففي لحظات طويلة جدا، حرب أعصاب حقيقية، في انغماس فردي في تركيب المعدات، والحصول على موقع تصوير بعيدا عن الرياح العاتية، وتجربة الصوت، والتأكد من بث النت، ومناسبة الخلفية للأخبار، وسلسلة من التدابير الفنية والتقنية.
 
تأتي دائما طلبات الفريق التقني بضرورة تعديل بعض الأمور، فيما البال منقسم على الاستجابة السريعة وعلى تركيب المعلومات وتحويلها إلى جمل مركبة قابلة للفهم من الجمهور العربي من المحيط إلى الخليج.
 
صنعت مني شخصيا، ملفات إخبارية كبيرة، غطيتها على امتداد قرابة عشرين عاما، رجلا قادرا على تحمل كل الصعاب، في مواجهة أمراض مزمنة في المفاصل، وطلبات لا تتوقف من غرفة الأخبار، وسقف توقعات عالي جدا.
أعتقد أنني تعلمت حرفة الصحافة من الميدان، أما من يضع مساحيق التجميل ويرتدي أفضل الملابس مع تسريحة شعر مثبتة بالمرطبات، فالصحافة عنوان خاطئ جدا للممارسة المهنية، وتبقى الأزمات مصانع للرجال، والمحن موجبات منح ربانية موصولات بإذن الله تعالى.
 
من العمل الصحافي المهني الميداني الاحترافي باستعمال الهاتف المحمول في العاصمة المغربية الرباط 
في العام 2017، بدأت الاشتغال على ما تحمل اسم صحافة الهواتف 📱 المحمولة أي صحافة الموبايل في المغرب 🇲🇦