Friday 6 June 2025
كتاب الرأي

عبد اللطيف مستكفي: نحو منعطف حزبي جديد..

عبد اللطيف مستكفي: نحو منعطف حزبي جديد.. عبد اللطيف مستكفي
تكاد تجمع أدبيات علم السياسة التي تتناول النظام السياسي المغربي بالدرس و التحليل، على تراجع بريق الأحزاب السياسية المغربية، بطبيعة الحال المعني بمنطوق هذا الحكم هم أحزاب الحركة الوطنية التي بصمت الحياة السياسية بمواقف جريئة في ارتباط بالوضع السياسي السائد آنداك الذي تميز بحدة الصراع السياسي، إلى الحد الذي جعل الباحث كلود بلازولي يصف الوضع الحزبي ب: " الموت البطيء للحركة الوطنية ".
 
تناسلت الأحداث و تغيرت استراتيجة اشتغال الأحزاب السياسية تبعا لتغير التوازنات و الرهانات. وظل هدف ممارسة السلطة هدف جميع الأحزاب السياسية بما فيها التي تنعت بأنها إدارية.
 
أسئلة عديدة و راهنة تفرض علينا جميعا إيجاد إجابة شافية عنها، من طرف الفاعل السياسي و عالم السياسة و و كذلك المواطن.
 
بين فاعل سياسي ينحرف بالعملية السياسية عن مسارها الصحيح و عالم السياسة الذي يجيد النقد و مواطن سئم الفعل السياسي و فضل   عزوفا سياسيا واقعيا و استمر مشاركا سياسيا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. أمام هذا الوضع المعقد تبدو الدولة في أمس الحاجة إلى إعادة التوازن السياسي لكي تنخرط في عملية التعبئة السياسية من أجل إشراك الجميع في إختيار من يدبر الشأن العام.
 
المهمة ليست باليسيرة، و لكن في نفس الوقت هي ملحة وتقتضي التعجيل بها لإنجاح المشروع المجتمعي الديمقراطي.
إحدى الحلول التي نعتقد أنها قادرة على أن تؤتي أكلها، اشتغال كل واحد من موقعه، لأنه من السهل أن نوجه السهام للأحزاب السياسية و لبعض الممارسات المشينة بها، و لكن  نعتقد أن الإصلاح يبدأ من الداخل.
عبد اللطيف مستكفي، أستاذ القانون الدستوري و العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية عين الشق الدارالبيضاء.