Friday 6 June 2025
خارج الحدود

قبلة ميلوني لماكرون تفتح فصلاً جديدًا في علاقة مضطربة بين روما وباريس

قبلة ميلوني لماكرون تفتح فصلاً جديدًا في علاقة مضطربة بين روما وباريس ميلوني وماكرون: مصافحة دافئة بعد توتر بارد
في مشهد أثار اهتمام المتابعين وعدسات الإعلام، خصّت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بترحيب لافت خلال زيارته الرسمية إلى روما، الثلاثاء 3 يونيو 2025، حيث استقبلته بقبلة ودية وابتسامة عريضة عند مدخل قصر "كيغي"، مقر رئاسة الحكومة الإيطالية. هذه اللحظة الرمزية بدت كمؤشر على محاولة كسر الجليد بين زعيمين لطالما اتسمت علاقتهما السياسية بالتوتر، منذ تولي ميلوني السلطة في إيطاليا على رأس ائتلاف يميني قومي.

لم يكن هذا اللقاء بين ميلوني وماكرون بروتوكوليًا فحسب، بل امتد لثلاث ساعات من المحادثات المغلقة، تلاها عشاء رسمي، في خطوة بدت وكأنها إعادة ترميم للجسور الدبلوماسية بين باريس وروما. ورغم الخلفيات السياسية المتباينة، خرج الطرفان ببيان مشترك أعلن عن مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين في إطار المشروع الأوروبي.
وأكد البيان الختامي للاجتماع أن "إيطاليا وفرنسا، بوصفهما دولتين مؤسستين للاتحاد الأوروبي، تعتزمان تعزيز التزامهما المشترك من أجل أوروبا أكثر سيادة وقوة وازدهارًا، وقبل كل شيء، من أجل السلام". 

كما أشار إلى "توافق قوي بين البلدين بشأن أجندة التنافسية الأوروبية"، في وقت تتصاعد فيه التحديات الاقتصادية والاستراتيجية التي تواجه الاتحاد.

واتفق الطرفان على عقد قمة ثنائية رفيعة المستوى في فرنسا مطلع عام 2026، في ما يمكن اعتباره خطوة سياسية مدروسة نحو تعزيز العمل الثنائي، بعد شهور من المواقف المتضاربة والانتقادات المتبادلة بشأن قضايا مثل الهجرة والاقتصاد والدور الأوروبي. 

وقبل الزيارة، حاول قصر الإليزيه ضبط التوقعات بالإشارة إلى أن الهدف من الزيارة يتمثل في "التأكد من قدرتنا على المضي قدمًا معًا في القضايا الأساسية". من جانبها، أقرت ميلوني في تصريحات سابقة بوجود "اختلافات" في الرؤى مع باريس، لكنها شددت على أن هذه التباينات لا ترقى إلى "مشكلات شخصية" مع ماكرون، وهو ما بدا جليًا في دفء الاستقبال وصيغة البيان المشترك.

العلاقة بين ميلوني وماكرون لم تكن يومًا سهلة، خصوصًا مع تموضع ميلوني اليميني المحافظ والمعارض لعدد من السياسات الأوروبية الليبرالية التي لطالما دعمها ماكرون. منذ إعادة انتخاب ماكرون في 2022، وظهور ميلوني كأول امرأة ترأس الحكومة الإيطالية، بدت العلاقة بين الجارين مثقلة بالخلافات، لا سيما في الملفات المتعلقة بالهجرة والسياسات الاقتصادية الأوروبية.