بلغ مخزون سد الحسن الداخل، الذي يضطلع بمهمة مزدوجة تتضمن حماية واحات ووادي زيز من الفيضانات والحفاظ على مستوى الصبيب، 136 مليون متر مكعب، أي بمعدل 42 في المائة من نسبة الملء، وذلك إلى غاية 24 نونبر الجاري. وأوضح رئيس قسم تقييم وتخطيط الموارد المائية بوكالة الحوض المائي لكير زيز-غريس مولاي أحمد سليماني، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن نسبة ملء سد الحسن الداخل إلى غاية اليوم الاثنين بلغت 42 في المائة من الطاقة الاستيعابية الإجمالية مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية ( 15 في المائة بحجم يقدر ب 47 مليون متر مكعب)، مضيفا أن نسبة الملء هذه ستمكن من توفير الحاجيات من مياه السقي بالمنطقة لمدة لا تقل عن سنة ونصف. وبعد أن أشار إلى أن هذه التساقطات المطرية والحمولات المسجلة على مستوى الأحواض المائية بمنطقة نفوذ الوكالة لم يتم تسجيلها منذ أزيد من ثلاث سنوات ، بسبب ندرة الأمطار وفترات الجفاف المتتالية التي كانت المنطقة تعاني منها، أبرز المسؤول أن التساقطات المسجلة ستؤدي إلى إنعاش وتطعيم الفرشات المائية بالمنطقة وخاصة الفرشات السطحية التي لها علاقة مباشرة بجريان الأودية وبالتالي تحقيق موسم فلاحي في المستوى المطلوب. وأبرز السيد سليماني أن الحمولات المائية المسجلة كانت جد مهمة وقد وصل صبيبها إلى 250 ملمتر في الثانية بوادي تودغى ، و 450 ملمتر بوادي غريس بمنطقة تاديغوست، و 1800 ملمتر بحوض معيدر على وادي تزارين، و700 ملمتر بعالية حوض زيز، فيما لم تتجاوز 116 ملمتر بحوض كير، مضيفا أن الحمولات بعالية حوض زيز أدت إلى تسجيل واردات مائية مهمة على مستوى حقينة سد الحسن الداخل بلغت 74 مليون متر مكعب، تمثل ما نسبته 62 في المائة من المعدل المتوسط للواردات المائية على مستوى هذا السد. وحسب المعطيات المسجلة، يلاحظ سليماني، فإن معدل الواردات المائية المسجلة على مستوى حوض غريس يفوق ثلاث مرات الواردات المسجلة بحوض زيز، مؤكدا أن هذا الحوض ما زال يعاني من خصاص كبير في تعبئة الموارد المائية السطحية نظرا لغياب سدود تقوم بتخزين المياه . من جهة أخرى، أكد المسؤول بوكالة الحوض المائي أن إنجاز سدود أخرى بالمنطقة سيمكن من تعبئة موارد مائية سطحية إضافية جد مهمة ، مشيرا إلى أن من بين السدود التي تم الاتفاق على إنجازها في إطار المخطط المديري للتهيئة المندمجة للموارد المائية الذي أنجزته الوكالة بتعاون مع الجهات المختصة "سد تامتاتوشت" على وادي تودغى ، الذي سيمكن من المحافظة وحماية الواحات من مشكل الفيضانات، و"سد تاديغوست" على وادي غريس الذي سيرفع من مستوى كمية الموارد المائية على مستوى هذا الحوض والتي كانت لا تستغل بسبب ضياعها في الصحراء، إلى جانب سدود صغرى ك"سد افني" بتنجداد و "سد تاغوشت ". وأبرز أنه بسبب غياب هذه السدود، فإن كميات كبيرة من الموارد المائية غير المستغلة كان من شأنها سد الحاجيات لمدة لا تقل عن السنتين على مستوى حوض غريس. ويبلغ عدد السكان القاطنين بمنطقة نفوذ الوكالة التي تشمل ثلاث جهات (مكناس-تافيلالت، والجهة الشرقية، وسوس ماسة درعة) وأربعة أقاليم (الرشيدية وفكيك وورزازات وزاكورة)، أزيد من 800 ألف شخص، 70 بالمائة منهم ينحدرون من العالم القروي.
اقتصاد