Saturday 26 April 2025
في الصميم

أريري: لماذا يموت بيضاوة في سن مبكرة مقارنة مع باقي المغاربة؟

أريري: لماذا يموت بيضاوة في سن مبكرة مقارنة مع باقي المغاربة؟ عبد الرحيم أريري
حسب إحصاء المندوبية السامية للتخطيط، فمدينة الدار البيضاء (أقصد البلدية وليس الجهة)، تضم تقريبا 909.000 أسرة. وإذا افترضنا أن هناك الثلث فقط من أرباب الأسر (رجالا أو نساء)، ممن يتنقلون بسيارتهم بين مقر سكناهم ومقر عملهم (شركة، بنك، محكمة، مؤسسة تعليمية، صيدلية، مستودع، مستشفى...إلخ)، فمعنى ذلك أن ثلث الأسر البيضاوية تفقد 564.636 ساعة هباء في اليوم بسبب مشكل السير والاختناق، أي ما يمثل 14.680.536 ساعة في الشهر. أما في السنة فيصل الضياع إلى 161.485.896 ساعة تهدر هباء لـ 273.318 رب (ة) أسرة بسبب الاختناق المروري الرهيب بمدينة كازا. وهذا ما يخنق الناتج الداخلي الخام للعاصمة الاقتصادية ويكبل نموها، من جهة، ويسبب ضياعا سنويا يقدر بحوالي 5 ملايير درهم، من جهة أخرى.

ترى لو توفرت الإرادة (مركزيا وجهويا ومحليا)، لتسطير خطة تروم تطويق مشاكل السير والجولان بالبيضاء في المدى المتوسط، باستحضار كل الأبعاد: تعميرية، وتوطين الأنشطة والمرافق، وضبط مساطر الترخيص للخدمات، وتحسين المدرسة العمومية لتقليل تنقلات الآباء نحو المدارس الخاصة، والتسريع بإنجاز خطوط للميترو مع تعميم إلزامية الباركينغ تحت أرضي في المجمعات السكنية والتجارية والقيساريات ومناطق الأنشطة الاقتصادية( درب عمر، درب غلف، القريعة، عكاشة، زينيت، المعاريف، إلخ....)، وتكثيف النقل الحضري في حافلات كافية تغطي معظم الأحياء وتحترم الوقت ولا تتجاوز طاقتها الاستيعابية...إلخ، فلي اليقين أن البيضاء سينزع عنها طابع التوحش وتسترجع المدينة آدميتها وستربح ثلاث أو أربع نقط في ناتجها الداخلي الخام، وسيزداد أمد الحياة لبيضاوة مقارنة مع باقي سكان المغرب.

إذ لا يعقل أن يصل متوسط أمد الحياة بباقي مدن المغرب إلى 76 سنة، بينما البيضاوي لا يعيش إلا 72 سنة أو 73 سنة في المتوسط، بسبب الاختناق والتوتر والضغط و"الستريس" والتلوث والضجيج؟!

هل يمكن تقبل أن تنتج مدينة وضاحيتها حوالي 40% من الناتج الداخلي الخام في المغرب، فيما سكانها تخصم من عمرهم نسبة 5 أو 6% من أمد الحياة؟!
هل يستساغ أن مدينة تنعت بكونها "قلب المغرب"، وبالمقابل تترك السلطة العمومية هذا "القلب" يتعرض "للسكتة"؟!