ترى لو توفرت الإرادة (مركزيا وجهويا ومحليا)، لتسطير خطة تروم تطويق مشاكل السير والجولان بالبيضاء في المدى المتوسط، باستحضار كل الأبعاد: تعميرية، وتوطين الأنشطة والمرافق، وضبط مساطر الترخيص للخدمات، وتحسين المدرسة العمومية لتقليل تنقلات الآباء نحو المدارس الخاصة، والتسريع بإنجاز خطوط للميترو مع تعميم إلزامية الباركينغ تحت أرضي في المجمعات السكنية والتجارية والقيساريات ومناطق الأنشطة الاقتصادية( درب عمر، درب غلف، القريعة، عكاشة، زينيت، المعاريف، إلخ....)، وتكثيف النقل الحضري في حافلات كافية تغطي معظم الأحياء وتحترم الوقت ولا تتجاوز طاقتها الاستيعابية...إلخ، فلي اليقين أن البيضاء سينزع عنها طابع التوحش وتسترجع المدينة آدميتها وستربح ثلاث أو أربع نقط في ناتجها الداخلي الخام، وسيزداد أمد الحياة لبيضاوة مقارنة مع باقي سكان المغرب.
إذ لا يعقل أن يصل متوسط أمد الحياة بباقي مدن المغرب إلى 76 سنة، بينما البيضاوي لا يعيش إلا 72 سنة أو 73 سنة في المتوسط، بسبب الاختناق والتوتر والضغط و"الستريس" والتلوث والضجيج؟!
هل يمكن تقبل أن تنتج مدينة وضاحيتها حوالي 40% من الناتج الداخلي الخام في المغرب، فيما سكانها تخصم من عمرهم نسبة 5 أو 6% من أمد الحياة؟!
هل يستساغ أن مدينة تنعت بكونها "قلب المغرب"، وبالمقابل تترك السلطة العمومية هذا "القلب" يتعرض "للسكتة"؟!