شدد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء، على ضرورة اتخاذ الحكومة لإجراءات حازمة لحماية القدرة الشرائية للمواطنين ومواجهة الممارسات غير الأخلاقية في السوق الوطنية.
جاء ذلك عبر برنامج “نقطة إلى السطر" على القناة الأولى، مؤكدا أن الجشع ومنطق الهمزة يضرب القدرة الشرائية للمغاربة.
الجشع وتجارة الأزمات يلهبان الأسعار
وأكد نزار بركة أن الارتفاع المضطرد لأسعار بعض المواد الاستهلاكية ليس مسألة قانونية بقدر ما هو مشكل أخلاقي ناتج عن تفشي تجارة الأزمات ومنطق الهمزة، حيث أصبحت بعض اللوبيات تستغل الأوضاع لتحقيق أرباح غير مبررة، خصوصاً في قطاع اللحوم والخضروات والفواكه.
ورداً على بعض المقترحات التي نادت بتسقيف الأسعار، أوضح أن هذا الإجراء لم يكن ليشكل حلاً، بل كان سيضر بفئة واسعة من الفلاحين الذين استثمروا في قطيعهم، في حين أن المستوردين هم من كانوا سيستفيدون من الدعم ومن التسقيف، لذا، دعا حزب الاستقلال إلى ضرورة وضع ميثاق اقتصادي أخلاقي للحد من هذه الممارسات وضمان شفافية السوق الوطنية.
إلغاء عيد الأضحى قرار ملكي حكيم واستجابة لتحديات العرض
ثمن الأمين العام لحزب الاستقلال القرار الملكي القاضي بإلغاء شعيرة ذبح الأضحية فعيد الأضحى لهذه السنة، مشيراً إلى أن هذا القرار خلف ارتياحاً كبيراً وسط المواطنين، خصوصاً أن العجز في عدد رؤوس الأغنام كان يقدر بحوالي 3 ملايين رأس، مما كان سيؤثر بشكل كبير على أسعار الأضاحي.
الجشع على حساب القدرة الشرائية أمر مرفوض
في تقييمه للوضعية الاقتصادية الراهنة، شدد نزار بركة على أن حزب الاستقلال لا يمكنه القبول باستمرار الجشع على حساب القدرة الشرائية للمواطنين، مؤكداً أن الحزب كان أول من دعا إلى اجتماع عاجل للأغلبية الحكومية لمناقشة هذا الموضوع وإيجاد حلول عملية لحماية جيوب المغاربة من المضاربات غير المشروعة.
كما كشف أن الوسطاء يجنون 50% من الثمن النهائي للمنتجات الفلاحية، بينما يحصل الفلاح فقط على 30%، وهو ما يستدعي تدخلاً حازماً لتنظيم الأسواق وضمان عدالة الأسعار.
التحدي الانتخابي: الوفاء بالعهود والمشاركة المكثفة أساس النجاح
وفي معرض حديثه عن الانتخابات المقبلة، أكد نزار بركة أن حزب الاستقلال يضع نصب عينيه الطموح لتصدر المشهد السياسي الوطني، من خلال الوفاء بالالتزامات والتجاوب مع تطلعات المواطنين، معتبراً أن من يريد تصدر الانتخابات عليه أولاً أن يكون وفياً للعهود التي قطعها على نفسه.
كما شدد على أن المشاركة المكثفة للمواطنات والمواطنين في الانتخابات تظل التحدي الأكبر لجدوائية الفعل السياسي، داعياً الجميع إلى الوعي بأهمية التصويت كأداة للتغيير وتحقيق تطلعات الشعب المغربي.
مؤكدا أن حزب الاستقلال رغم الرهان الانتخابي فهو ملتزم بالحفاظ على التماسك الحكومي والعمل بروح المسؤولية المشتركة لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة.
خلق فرص الشغل وتحقيق الدينامية الاقتصادية
في سياق متصل، أقر نزار بركة بأن تحقيق مليون منصب شغل صافي يظل تحدياً من صعب تحقيقه خلال هذه الولاية، لكنه أكد أن الإصلاحات القادمة في ميثاق الاستثمار وتخفيض سعر الفائدة من طرف بنك المغرب ستخلق دينامية اقتصادية مهمة، مشيراً إلى أن وزارة التجهيز والماء رفعت نسبة استفادة المقاولات الصغيرة والمتوسطة إلى 50% من المشاريع المرتبطة بالتحضير لمونديال 2030، مما سيساهم بشكل مباشر في خلق المزيد من فرص العمل.
حزب الاستقلال وتخليق الحياة السياسية
أكد نزار بركة أن حزب الاستقلال كان أول من دعا إلى ميثاق أخلاقي سياسي يمنع ترشح الفاسدين، مشدداً على أهمية انخراط جميع الأحزاب في هذه المبادرة لضمان انتخابات نزيهة تفرز نخباً مسؤولة وقادرة على قيادة المرحلة المقبلة.