على هامش تقديم تقرير الدكتورة آنا بريان نوغريس، المقررة الأممية الخاصة المعنية بالحق في الخصوصية الذي احتضنه قصر الأمم بمجلس حقوق الإنسان بجنيف يوم 12 مارس2025، كشف عبد القادر الفيلالي، رئيس المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال (مقره بالداخلة)، الفظاعات المرتكبة بجنوب الجزائر المتمثلة في اختطاف وتجنيد الأطفال.
"أنفاس بريس"، تنشر تدخل عبد القادر الفيلالي:
"أنفاس بريس"، تنشر تدخل عبد القادر الفيلالي:
"اليوم، نواجه جريمة فظيعة عميقة لدرجة أن التاريخ سيحكم علينا ليس بكلماتنا، بل بأفعالنا. في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، تم محو أبسط حقوق الإنسان تحت قبضة حديدية من المراقبة والقمع. الخصوصية لا تنتهك فقط بل تم مسحها. يعيش الأفراد تحت مراقبة دائمة، ويجردون من الاستقلالية، ويتم إسكاتهم بالخوف.
ولا يوجد مكان تتجلى فيه هذه الفظاعة أكثر من اختطاف وتجنيد الأطفال منذ عام 1982. هؤلاء القاصرين، الذين تم اختطافهم من عائلاتهم، يتم حرمانهم ليس فقط من خصوصيتهم ولكن من هويتهم نفسها. فهم يتعرضون لغسل دماغ مستمر ودعاية، ويتم تدريبهم على الحرب، ويتم اعتبارهم ليس أطفالًا بل أدوات للصراع وعناصر إرهابية في المستقبل.
هذا ليست مجرد خرق للقانون، إنها جريمة ضد الإنسانية. انتهاك صارخ للحق في الخصوصية، والحق في الحياة الأسرية، والقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية حقوق الطفل واتفاقيات جنيف. الأولاد والبنات العزل، بعضهم أصغر من أن يفهموا الرعب الذي لحق بهم، يتم تجريدهم بشكل منهجي من براءتهم.
العالم لا يمكنه أن يغض النظر. يجب على الجزائر، بصفتها الدولة المضيفة، أن تتحمل مسؤولياتها القانونية. نطالب بتحقيق مستقل، ومحاسبة كاملة، والعودة الفورية والآمنة لهؤلاء الأطفال الذين تحتجزهم ميليشيا البوليساريو إلى وطنهم، إلى عائلاتهم، إلى مستقبلهم.
فليكن معروفًا، لأولئك الذين، بشكل مباشر أو غير مباشر، يغضون أبصارهم عن هذا الانتهاك، الذين يختارون تجاهل معاناة هؤلاء الأطفال الأبرياء لأي سبب كان، أنهم سيواجهون عار تواطؤهم طوال حياتهم. سيحكم عليهم التاريخ بشدة، ولن تُنسى أفعالهم أو تقاعسهم أبدًا.
التنديد الرمزي لن ينقذهم. العمل هو ما سينقذهم. ليدون التاريخ أنه اليوم، وقفنا من أجل العدالة. أننا لم نتخل عن هؤلاء الأطفال. أننا حطمنا قيودهم، وأعدنا لهم كرامتهم، وأعدناهم إلى ديارهم.
يجب أن نتحرك الآن.