كما يعلم الجميع أن عقول المسلمين أغلبها تتشكل من خلال خطب الجمعة، ولهذا تجديدها في دولنا العربية والإسلامية يعد من أوجب الواجبات الشرعية؛ بحيث الحياة تتغير باستمرار، وتتجدد معها التحديات الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية، والسياسة والدينية، وتجديد خطب الجمعة يتيح من خلالها طرح قضايا عصرية تسهم في معالجة الكثير من مشكلات المجتمع وتوجيه الأفراد نحو الحلول وفق منظور إسلامي معاصر يمنع الشباب من الوقوع في التطرف والعنف والتكفير والإرهاب، ولهذا ينبغي تنوع المواضيع وتجديد الأساليب يجعل من خطبة الجمعة أكثر جذباً وتأثيراً، كما يمنع الشعور بالملل لدى المصلين، وخصوصا عندما يعالج الخطيب في خطبه هموم الناس ومشاكلهم وتوجيههم نحو الإسلام الصحيح المعتدل المتسامح البعيد كل البعد عن الغلو والتشدد، وبالتالي تكون خطب الجمعة قد ساهمت في الأمن الروحي للشباب المسلم الصاعد، فخطيب الجمعة عندما يتناول في خطبه المنبرية قضايا اسلامية معاصرة مثل الأخلاق الحميدة، حقوق الإنسان، الأمن الغذائي والروحي، النظافة، البيئة، أو الذكاء الاصطناعي والتنمية والتكنولوجيا وغير ذلك من مواضيع الساعة، فإن هذا الخطيب يكون قد ساهم في نشر الوعي الديني بطريقة تتماشى واحتياجات العصر؛ لكن - للأسف - أغلب خطب الجمعة اليوم وفي جميع مساجد المسلمين لا تلبي حاجيات وتطلعات الشباب المسلم فيما يتعلق بشؤون دينه ودنياه؛ لأن خطب الجمعة في عالمنا العربي والإسلامي وحتى عند الجاليات المسلمة بالغرب هي بمثابة عرض للتراث الديني الإسلامي وفتاوى دينية تجاوزها الزمان والمكان ولا تفي بالغرض المطلوب أبدا؛ لهذا تجديد الخطب المنبرية في عالمنا الإسلامي يوفر لنا فرص مهمة لمعالجة الكثير من القضايا، كما يمكن أن يحل الكثير من المشاكل التربوية والتعليمة والثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية أيضا؛ بحيث الفهم الخاطئ للنصوص الدينية أو عدم فهم مقاصد الشريعة الإسلامية، ينعكس سلبا على دولنا الإسلامية، وما ظاهرة الإلحاد والتيارات الدينية المتطرفة والانحلال الخلقي وتفشي الفساد في هياكل دولنا الإسلامية لخير دليل؛ فإذا لم تعالج خطب الجمعة هذه القضايا فإن دار لقمان ستظل على حالها كما يقال .
ختاما، تجديد خطب الجمعة ليس ترفاً؛ بل هو ضرورة لبناء مجتمع واعٍ ومتماسك، يعكس روح الإسلام في التعامل مع متغيرات العصر، فإذا لم تقم وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية في الوطن العربي والإسلامي بوضع استراتيجية جديدة في تحسين وتجويد خطب الجمعة، مع تكوين دعاة يحملون هذا الفكر التجديدي الحضاري المتنور، فسيصعب على الدول والحكومات محاربة هذه الظواهر السلبية التي تعرقل نمو وتطور مجتمعاتنا الإسلامية؛ لهذا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة المغربية مشكورة تنبهت لخطورة هذا الأمر بوضع خطة سمتها ب " تسديد التبليغ "وهو مشروع تسعى من خلاله مؤسسة العلماء بالمغرب، برعاية مؤسسة إمارة المؤمنين، إلى النهوض بأمانات العلماء في واجب تبليغ الدين من أجل تحقيق مقومات الحياة الطيبة في المعيش اليومي للناس؛ بحيث يكون إيمانهم وعباداتهم ثمرات تنعكس على نفوسهم بالتزكية وصلاح الباطن، وعلى سلوكهم بالاستقامة وصلاح الظاهر، وذلك تحققا بوعد الله تعالى لعباده بهذه الحياة، المشروطة بالإيمان وبثمرته في العمل الصالح، في قوله تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" .
ختاما، تجديد خطب الجمعة ليس ترفاً؛ بل هو ضرورة لبناء مجتمع واعٍ ومتماسك، يعكس روح الإسلام في التعامل مع متغيرات العصر، فإذا لم تقم وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية في الوطن العربي والإسلامي بوضع استراتيجية جديدة في تحسين وتجويد خطب الجمعة، مع تكوين دعاة يحملون هذا الفكر التجديدي الحضاري المتنور، فسيصعب على الدول والحكومات محاربة هذه الظواهر السلبية التي تعرقل نمو وتطور مجتمعاتنا الإسلامية؛ لهذا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة المغربية مشكورة تنبهت لخطورة هذا الأمر بوضع خطة سمتها ب " تسديد التبليغ "وهو مشروع تسعى من خلاله مؤسسة العلماء بالمغرب، برعاية مؤسسة إمارة المؤمنين، إلى النهوض بأمانات العلماء في واجب تبليغ الدين من أجل تحقيق مقومات الحياة الطيبة في المعيش اليومي للناس؛ بحيث يكون إيمانهم وعباداتهم ثمرات تنعكس على نفوسهم بالتزكية وصلاح الباطن، وعلى سلوكهم بالاستقامة وصلاح الظاهر، وذلك تحققا بوعد الله تعالى لعباده بهذه الحياة، المشروطة بالإيمان وبثمرته في العمل الصالح، في قوله تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" .
الصادق العثماني - أمين عام رابطة علماء المسلمين بأمريكا اللاتينية