ختاما، تجديد خطب الجمعة ليس ترفاً؛ بل هو ضرورة لبناء مجتمع واعٍ ومتماسك، يعكس روح الإسلام في التعامل مع متغيرات العصر، فإذا لم تقم وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية في الوطن العربي والإسلامي بوضع استراتيجية جديدة في تحسين وتجويد خطب الجمعة، مع تكوين دعاة يحملون هذا الفكر التجديدي الحضاري المتنور، فسيصعب على الدول والحكومات محاربة هذه الظواهر السلبية التي تعرقل نمو وتطور مجتمعاتنا الإسلامية؛ لهذا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة المغربية مشكورة تنبهت لخطورة هذا الأمر بوضع خطة سمتها ب " تسديد التبليغ "وهو مشروع تسعى من خلاله مؤسسة العلماء بالمغرب، برعاية مؤسسة إمارة المؤمنين، إلى النهوض بأمانات العلماء في واجب تبليغ الدين من أجل تحقيق مقومات الحياة الطيبة في المعيش اليومي للناس؛ بحيث يكون إيمانهم وعباداتهم ثمرات تنعكس على نفوسهم بالتزكية وصلاح الباطن، وعلى سلوكهم بالاستقامة وصلاح الظاهر، وذلك تحققا بوعد الله تعالى لعباده بهذه الحياة، المشروطة بالإيمان وبثمرته في العمل الصالح، في قوله تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" .