الوضع الخطير في مدينة بريشيا بإيطاليا، وتنامي العنصرية إلى درجة أنه أصبح للنازيين الجدد حاضنة شعبية بالمدينة، حيث عجزت السلطات المحلية عن منع عروضهم شبه العسكرية وسط المدينة، جعل البرلماني من أصل إيفواري أبا بكر سوماهورو عضو مجلس النواب الإيطالي يتجه على وجه السرعة إلى المدينة، ويلتقي بفيدرالية جمعيات المهاجرين FABI، ثم الانتقال بعد ذلك للقاء والي المدينة Andrea POLICHETTI وكذلك والي الأمن Andrea POLICHETTI رفقة وفد من ممثلي جميع الأقليات التي تعيش بالإقليم.
وقد حذّر النائب البرلماني عن جهة لومبارديا من تنامي ظاهرة العنصرية والتعصّب بالمدينة، خاصة عبر الإنترنت، بشكل خطير بسبب بعض التصرفات التي يقوم بها مراهقون من أصول أجنبية. وأضاف أبو بكر أن الفاشيين الجدد يستغلون أوقات الأزمات للبحث عن حاضنة شعبية، وبالتالي إلصاق كل الإخفاقات والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية بـ"كبش فداء" وهو الغريب، والمهاجر، والمختلف، والمسلم، والغجري، وهذه الظاهرة ليست جديدة. وحثّ المسؤولين المحليين على الوقوف في وجه هؤلاء ووضع حد للعنصرية على شبكة الإنترنت وضرب منتديات الكراهية بالمدينة.
مسؤول الهجرة بنقابة CGIL إدريس النية لام رؤساء الجمعيات وقال لهم: "هل رأيتم كيف استقبلت السلطات المحلية نائباً برلمانياً؟ وكيف تعاملت معنا خلال المظاهرات السابقة خارج هذا المبنى؟ هل استوعبتم الدرس؟ من يريد التغيير يجب أن يشارك في الانتخابات البرلمانية والحياة السياسية عموماً، فقد كان بمقدورنا أن نصوّت لمرشح من أصول أجنبية، وكان لنا العدد الكافي والمريح لفعل ذلك، لكننا لم نفعل!" وأضاف إدريس أنه "من الضروري منذ اليوم أن نعمل على دعم مرشحين من أصول أجنبية في الانتخابات البرلمانية، فلن يخدم مصالحنا غير مرشح من بيننا".
ودعا كذلك عبد الرزاق سعي، رئيس فيدرالية جمعيات المهاجرين ببريشيا، عموم المواطنين من أصول أجنبية للمشاركة الكثيفة في الحياة الثقافية والفنية والرياضية والاجتماعية بالمدينة لـ"سد الطريق على المتطرفين"، وقال إنه "من غير المعقول أن ترصد الدولة الإيطالية ميزانيات ضخمة لإدماج المهاجرين في جميع المجالات، وأن تمر بعض التظاهرات خالية من الحضور".
بدوره تساءل زمان كوسر، نائب رئيس FABI، عن مسؤولية الأسرة فيما نراه اليوم من مجموعات المراهقين الذين يحملون كراهية كبيرة تجاه المجتمع، وقال: "أليسوا هؤلاء أبناءنا؟ لكل مراهق مشاغب والدان يجب أن يتحملا مسؤولية تربية ابنهما، وللأسف الشديد فئة عريضة من المهاجرين يجرون وراء الأموال، ولا يقومون بواجبهم التربوي".
وفي ختام اللقاء، اتفق الحاضرون على ضرورة إيجاد "خارطة طريق"، قصد وصول عدد أكبر من أبناء المهاجرين إلى البرلمان الإيطالي، باعتباره السبيل الوحيد لإيصال صوت الأقليات إلى السلطات، سواء المحلية أو على الصعيد الوطني، مع القيام بحملة توعوية قصد تحفيز المشاركة السياسية الكثيفة للمواطنين ذوي الأصول الأجنبية لقطع الطريق على صعود متطرفين من الفاشيين الجدد الذين يحاولون اختراق المؤسسات العمومية بالبلاد.