Wednesday 18 June 2025
خارج الحدود

فوردو تحت المجهر: هل تفتح منشأة إيران النووية الطريق إلى مواجهة أميركية–إيرانية مفتوحة؟

فوردو تحت المجهر: هل تفتح منشأة إيران النووية الطريق إلى مواجهة أميركية–إيرانية مفتوحة؟ القاذفة الشبحية B-2. القوات الجوية الأمريكية
تتجه الأنظار مجددًا إلى قلب إيران، وتحديدًا إلى منشأة "فوردو" النووية شديدة التحصين، وسط تقارير متصاعدة عن استعدادات عسكرية إسرائيلية–أميركية لشنّ ضربة محتملة قد تغيّر قواعد الاشتباك في المنطقة.

المنشأة الواقعة تحت جبل صلب قرب مدينة قم، على عمق يتراوح بين 80 و90 مترًا، تُعدّ من أكثر المرافق النووية تحصينًا في العالم. لا يمكن اختراقها بسهولة عبر القنابل التقليدية أو الهجمات السيبرانية، ما يجعلها محورًا حساسًا في أي تصعيد نووي مستقبلي.

منذ الكشف عن وجودها عام 2009، شكّلت منشأة فوردو عقدة أساسية في المفاوضات الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني. فقدرة المنشأة على تخصيب اليورانيوم بنسبة مرتفعة جعلت منها ورقة ضغط استراتيجية لطهران، ومصدر قلق بالغ للولايات المتحدة وحلفائها، وعلى رأسهم إسرائيل.

لكن في هذه المرحلة، لا تملك تل أبيب وحدها الوسائل اللازمة لتوجيه ضربة فعالة إلى فوردو، ما يدفع الملف نحو واشنطن. فالقنبلة الوحيدة القادرة على اختراق التحصينات الهائلة هي القنبلة الأميركية الضخمة GBU-57/B MOP، التي لا يمكن إطلاقها إلا عبر القاذفة الشبحية B-2 Spirit، وهي سلاح استراتيجي لا تملكه إسرائيل ولا يمكن تصديره.

بحسب تقارير إعلامية ، يُرتقب أن يعقد الرئيس السابق دونالد ترامب، اجتماعًا حاسمًا في البيت الأبيض مع مجلس الأمن القومي، للبت في مسألة التدخل العسكري المباشر ضد منشآت إيران النووية. مصادر من داخل إدارته أفادت لموقع Axios بوجود "ميل قوي" نحو خيار الضربة.

التحضيرات اللوجستية التي ترصدها الأقمار الصناعية، بما في ذلك تحركات عبر المحيط الأطلسي، تشبه في نمطها التحضيرات المسبقة لعمليات عسكرية بعيدة المدى، مما يعزز المخاوف من اقتراب ساعة الصفر.

استهداف "فوردو" لن يكون مجرد عملية تكتيكية، بل كسرًا لواحدة من أهم ركائز المشروع النووي الإيراني. لكن هذا السيناريو يحمل مخاطر كبيرة، على رأسها رد فعل إيراني قد يشمل استهداف منشآت في الخليج، ضربات تجاه إسرائيل، وربما هجمات ضد قواعد أميركية في العراق وسوريا.

فمنذ سنوات، كانت المواجهة بين واشنطن وطهران تدار ضمن ما يُعرف بـ"حرب الظل"، عبر هجمات سيبرانية وعمليات استخباراتية وتصفية علماء نوويين. لكن أي تدخل مباشر ضد منشأة نووية سيجعل هذه الحرب تخرج من الظلال إلى ضوء المواجهة المباشرة.

حتى الآن، لا يزال القرار النهائي معلّقًا. لكن المؤشرات السياسية والعسكرية توحي بأن المرحلة المقبلة قد تشهد تطورًا غير مسبوق في مسار الصراع الأميركي–الإيراني. وإذا ما أعطى ترامب الضوء الأخضر، فسيكون هذا أول تدخل مباشر للولايات المتحدة في العمق النووي الإيراني – تطور قد يعيد رسم خارطة ميزان القوة في الشرق الأوسط لعقود قادمة.