الاثنين 10 فبراير 2025
مجتمع

أريري: وفاء لشهداء المغرب في معركة واويزغت بجبال الأطلس

أريري: وفاء لشهداء المغرب في معركة واويزغت بجبال الأطلس الزميل عبد الرحيم أريري في دوار إيعمومن بواويزغت( إقليم أزيلال)
في هذا الموقع، حيث أقف مساء الأحد 5 يناير 2025، قصفت طائرات الاستعمار الفرنسي منذ 103 سن، مقاومي قبائل أيت عطا نومالو، قصفا شديدا بالقنابل لاحتلال منطقة واويزغت( إقليم أزيلال).

هذا الموقع يسمى إيعمومن، وهو دوار يقع في ربوة تطل على مدينة واويزغت يوجد على الطريق المؤدية إلى إسكسي وتاكلفت.

الفرنسيون وبعد أن اشتد الحصار ضد زحف قواتهم العسكرية القادمة من بني ملال للتغلغل نحو الأطلس الكبير عبر أزيلال وتوالي هزائمهم عند الموقع الجبلي "تيزي غنيم" قرب بلدة تيموليلت، اضطروا في خريف 1922، إلى استخدام فيالق الجيش الفرنسي القادمة من مكناس بقيادة الكولونيل الدموي henry freydenberg، الذي اشتهر بسحق والتنكيل بقبائل زيان في خنيفرة عام 1921، وكذا استخدامهم للفيالق العسكرية القادمة من مراكش عبر تاراست( بين الويدان)، معززين بالطيران الحربي.

ويوم 20 شتنبر 1922، أعلنت جيوش الاستعمار الفرنسي، عن احتلال واويزغت، وهو الاحتلال الذي مهد للاستعمار التحكم في محور فاس مراكش عبر بني ملال من جهة، والتوغل نحو الحوض الجبلي مكون M'Goun من جهة ثانية.

لكن قبضة الفرنسيين لم تدم طويلا، إذ ما أن استجمعت قبائل "أيت عطا نومالو" و"أيت بوزيد" و"أيت سخمان" و"زيان"، وغيرها من قبائل الأطلس، قواها حتى طورت تحالفاتها وخططها لشن الغارات ضد الاستعمار الذي أنهكته هذه العمليات الفدائية.

وأنا أستحضر هذه الأمجاد، تمنيت لو أن الأجهزة العمومية (خاصة المندوبية السامية للمقاومة وولاية جهة بني ملال خنيفرة أزيلال)، تبادر وتعلن عن فتح مباراة بين المهندسين المعماريين والنحاتة les sculpteurs، لاختيار أحسن مجسم لإنجاز نصب تذكاري يوضع بمدخل مدينة واويزغت، ترحما على شهداء المغرب من أبناء "أيت عطا نومالو" الذين ماتوا في معركة 1922 من جهة، ولجعل ذاكرة المغاربة يقظة حتى لا ننسى فظاعات ووحشية الاستعمار الفرنسي من جهة ثانية، ثم وهذا هو المهم، جعل هذا النصب التذكاري رافعة تنموية لإعادة تهيئة واويزغت و"تهوية" مجالها الحضري بأوراش ومرافق تلبي انتظارات الساكنة.

ملحوظة:
هناك قبائل أيت عطا التي تستوطن واويزغت، ويسمون "أيت عطا نومالو"( أي الظل)، وهناك قبائل أيت عطا الذين يستوطنون الجنوب الشرقي، خاصة في تنغير والراشيدية وجزء من مجال زاكورة، وهؤلاء يسمون "أيت عطا نتافويت"(أي الشمس).