الأربعاء 19 فبراير 2025
مجتمع

عبد العزيز رجاء: التخفيض الضريبي عمّق "الحكرة" في صفوف المتقاعدين

عبد العزيز رجاء: التخفيض الضريبي عمّق "الحكرة" في صفوف المتقاعدين عبد العزيز رجاء، رئيس هيئة المتقاعدين المدنيين بالمغرب
في هذا الحوار، يتحدث عبد العزيز رجاء، رئيس هيئة المتقاعدين المغاربة، عن التخفيض الضريبي الذي أقرّته الحكومة لفائدة المتقاعدين، مؤكدًا أن فئة قليلة فقط هي التي تستفيد منه. كما شدّد على أن الزيادة في معاشات المتقاعدين الدنيا هي المطلب الأساسي.
 
ما هي الأسباب التي دفعت هيئة المتقاعدين المدنيين بالمغرب إلى اتخاذ قرار بخوض وقفة احتجاجية جديدة يوم 5 يناير 2025، علما أن الحكومة استجابت إلى مطلب تخفيض الضريبة للمتقاعدين؟
إن مطلب التخفيض الضريبي للمتقاعدين  يدخل ضمن العديد من المطالب التي ترافع عنها هيئة المتقاعدين المدنيين بالمغرب، بمعية مجموعة من الأطراف، دون أي رد من قبل الجهات المعنية. ويمكن القول إن الاستجابة لمطلب التخفيض الضريبي من قبل الحكومة مسألة إيجابية، لكنها تخص فقط شريحة من الميسورين من المتقاعدين، وهي فئة لا تتجاوز 4 في المائة. بعضهم سيستفيد فقط من زيادات تتراوح بين 100 و200 درهم، في حين أن هناك من سيستفيد من تخفيض قد يفوق 7000 درهم شهريًا.

يعني أن التخفيض الضريبي للمتقاعدين الذي أقرّته الحكومة لم يلبِّ بالنسبة إليكم تطلعات هيئة المتقاعدين المدنيين بالمغرب؟
لو كانت الحكومة استغلت المبالغ المحصّلة من قرار التخفيض الضريبي للزيادة فمعاشات بعض المتقاعدين الهزيلة، لكان الأمر أفضل. لأنه لا يُعقل، في مغرب اليوم، أن يبقى الكثير من المتقاعدين أو ذوي الحقوق يتقاضون معاشات تتراوح بين 500 و600 درهم شهريًا.

ولكن هناك من يقول إن التخفيض الضريبي للمتقاعدين خطوة في طريق الإصلاح، ستعقبها زيادات مستقبلية في المعاشات. كما أن هذا القرار سيزيد ولو نسبيًا من معاشات بعض المتقاعدين. ما رأيك؟
أكثر من 96 في المائة من المتقاعدين لن يستفيدوا من هذا التخفيض الضريبي، والسبب بسيط: هم معفيون أصلًا من هذه الضريبة. علما أننا نحيي الحكومة على هذا القرار، لكننا نؤكد أنه ليس مطلبًا أساسيًا بالنسبة إلينا. نحن نترافع من أجل زيادات مهمة في معاشات المتقاعدين، خاصة الفئات الدنيا منها.

هناك من يقول إنه من الخطأ أثناء الترافع عن الزيادة في المعاشات وضع جميع المتقاعدين في سلة واحدة، سيما أن هناك من يحصل على معاشات مهمة. ما رأيك في هذا الطرح؟
أتفق مع هذا الطرح. داخل هيئة المتقاعدين المدنيين بالمغرب، نؤكد دومًا على ضرورة الزيادة في معاشات المتقاعدين المدنيين الدنيا، والتي من العيب ذكر قيمتها، خاصة في ظل الظروف الحالية والشعارات التي ترفعها الحكومة بخصوص الدولة الاجتماعية. هذه الشعارات تتطلب إعادة النظر في معاشات العديد من المتقاعدين الذين قدموا الكثير في مجالاتهم وساهموا في نهوض البلاد. التخفيض الضريبي الأخير جعل هذه الفئة تشعر بـ"الحكرة"، لأن المستفيد منه كما قلت سابقًا هم قلة من المتقاعدين الذين تفوق معاشاتهم 20 ألف درهم.

الهرم السكاني في المغرب يتجه نحو الشيخوخة، ما يجعل العديد من المراقبين يؤكدون على ضرورة التفكير في حلول ناجعة لملف التقاعد. كيف يمكن في رأيك التعامل مع هذا الملف؟
أتساءل، كما العديد من المواطنين، عن وجود استراتيجية من قبل الحكومة للتعامل مع قضية الشيخوخة في المغرب مستقبلًا. فالعديد من الدول تهتم بهذه الفئة. يجب أن تكون هناك إرادة سياسية للاهتمام بالمتقاعدين، خاصة أن أعدادهم في تزايد مستمر. توفير بيئة جيدة يشعر فيها المتقاعد بكامل مواطنته يتطلب قرارات سياسية جريئة. من المؤسف أنه حاليًا في مراكش توجد إقامة لاستقبال المتقاعدين الأجانب، بينما لا توجد إقامات مشابهة للمتقاعدين المغاربة. إضافة إلى ذلك، يجب تخفيض تكاليف التطبيب والفنادق ووسائل النقل لهذه الفئة.

كم يصل عدد المتقاعدين المدنيين بالمغرب حاليًا؟
هناك حاليًا حوالي 2 مليون متقاعد. وهو رقم مهم، لكنهم يحصلون على معاشات متفاوتة. المؤسف أنه بعد وفاة المتقاعد، لا تحصل الأرملة سوى على نصف المعاش، ما يسبب مشاكل اجتماعية كثيرة. كما أن بعض المتقاعدين لا يزالون مطالبين بتأدية مصاريف أبنائهم، بسبب تأخر سن الزواج.

كيف تنظر حاليًا إلى النقاش المحتدم حول إصلاح صناديق التقاعد بالمغرب؟
حسب ما يروج، فإن الإصلاح الذي يتم الحديث عنه ليس في صالح الموظفين أو المستخدمين. هذا الإصلاح سيكون على حساب هذه الفئة وجيوبها، بالإضافة إلى الزيادة في سن التقاعد وطريقة احتساب المعاشات. نتمنى أن تتدخل الدولة لدعم صناديق التقاعد.

هل تعتقد أن الحكومة الحالية قادرة على إصلاح صناديق التقاعد، علمًا أن هذا الملف "يتجرجر" منذ سنوات؟
إذا كانت لدى الحكومة إرادة سياسية، فيمكنها الحسم في هذا الملف. ولكن يجب إشراك المتقاعدين إلى جانب النقابات التي تدافع عن الفئات النشيطة. وأي محطة نضالية تخص المتقاعدين تهم جميع الفئات.