الجمعة 17 يناير 2025
كتاب الرأي

موسى مريد: الجانب المظلم "للنهضة"

موسى مريد: الجانب المظلم "للنهضة" موسى مريد
يعيش فريق نهضة الزمامرة لكرة القدم أزهى فتراته في القسم الممتاز بالبطولة الوطنية،  فلأول مرة في تاريخه، يتواجد الفريق في المرتبة الثانية في الترتيب العام على بعد دورات قليلة من نهاية النصف الأول من البطولة. وقد أشاد المتتبعون بأداء الفريق في مختلف المباريات، واعتبر الكثيرون أن لهذا الفريق فرصة لتحقيق رتبة مشرفة تسمح له بالمشاركة في المناسبات القارية القادمة، سيما أمام المشاكل التي تعيشها الفرق الكبرى..

وكان من الطبيعي لدى مسؤولي النهضة أن يتم استثمار هذا الحدث اعلاميا، فظهر بعض أنصار الفريق على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع اعلامية تعرف متابعة كبيرة، يعبرون فيها عن فخرهم وفرحهم وانتشائهم بهذا الإنجاز، وعن ترتيبهم المشرف في هذه المسابقة، بالإضافة الى مواد إعلامية حول هذه الانتصارات وعن أحلام جمهور الفريق وادارته في لعب أدوار طلائعية في القادم من الأيام والمسابقات.

وطبيعي أيضا أن تتم الإشارة خلال هذه "الحيحة" الإعلامية ولو ضمنيا، الى المشرف الحقيقي على الفريق كصانع لهذه الطفرة ومهندسها، ولا يتعلق الأمر هنا سوى برئيس الفريق السابق ومسير شركته الرياضية الحالي ورئيس العصبة الاحترافية عبد السلام بلقشور، الذي يعلم الجميع أنه المسير الفعلي لنهضة الزمامرة..

لكن الفصل الآخر في الحكاية، والمسكوت عنه، والذي لا يعرف تفاصيله الرأي العام الوطني والصحافة الوطنية، هو هذا الجانب المظلم في تسيير وتمويل واستغلال الفريق سياسيا ولمآرب بعيدة عما هو رياضي، وهو ما يهمنا في هذا المقال..  

فقد وجب التذكير بداية بالكلفة الثقيلة لهذا الفريق على حساب تنمية المدينة، حيث يستفيد من قرابة مليار سنتيم سنويا من مالية جماعة الزمامرة، وذلك على شكل منح وشراكات وتحويلات في الميزانية السنوية للجماعة، هذا إضافة الى استفادته من الوعاء العقاري الجماعي ومن اللوجستيك الخاص بالجماعة، وهذا ليس خافيا على أحد! وقد علق أحد قادة المجتمع المدني بالمدينة على هذه المفارقة قائلا: "لقد صعدت النهضة الى القسم الممتاز، ونزلت الزمامرة تنمويا الى مصاف المدن المهمشة!".

الجانب الآخر المظلم في حكاية "النهضة" التي لا يريد أن يتحدث عنها أحد من أنصار الفريق ومسيريه، هو هذا السيل الغريب العجيب من الشكايات والقضايا المعروضة على القضاء، والتي يوجد فيها كأطراف مشتكية  أفراد من الطاقم الإداري أو الفني لفريق النهضة!  ويتابع فيها شباب من مدينة الزمامرة، معروف أن لهم خلافات ما أو حسابات أو ما شابه ذلك، ونحن إذ نقر هنا بحق كل مواطن أو هيئة أن تلتجئ للقضاء، ونحترم قرارات وأحكام مؤسسة القضاء، ولا نعلق عليها، فإننا نستغرب كيف يتم الزج بالنادي في أمور بعيدة عما هو رياضي، ويقل نظيرها في الفرق الأخرى!.

فقبل أسابيع تقدم مدرب الفريق بشكاية ضد أحد الأشخاص المعروفين بحبهم وتشجيعهم الدائم للفريق، بدعوى السب والشتم في ملعب الفريق خلال مباراة رسمية للفريق. وقد استمعت له الشرطة على اثرها  في محضر رسمي وتم تقديم الشخص المعني الى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بسيدي بنور، ولا نتوفر لحد كتابة هذه السطور على معطيات مؤكدة حول مآل القضية. 

كما يتابع حاليا ناشط فيسبوكي محلي أمام محكمة الاستئناف بالجديدة بتهمة التشهير على خلفية شكاية من المديرة الإدارية للفريق! ويمثل أيضا خلال الاسبوع المقبل رضى السايسي رئيس فريق المجد الرياضي بالزمامرة أمام المحكمة الابتدائية بسيدي بنور على خلفية شكاية تقدم بها رئيس نادي نهضة الزمامرة بصفته هذه، ويتهمه فيها بالتشهير بفريقه!!.

كما أسلفنا، فإن اللجوء الى القانون حق من حقوق أي مواطن ومواطنة، لكن غالبية المتتبعين وما يتهامس به الرأي العام المحلي هنا، يشير الى أن هؤلاء المتضررين المفترضين الذين يمارسون مهامهم في النادي، كان بإمكانهم التغاضي أو قبول اعتذار أو وساطة جهات متعددة للصلح، لكنهم يتهمون جهة سياسية نافذة بكونها ربما هي التي تضغط أو تأمر باتجاه متابعة هؤلاء الأشخاص، لدوافع سباسوية او انتقامية محضة،  وأن الزج بالنادي و طاقمه في هذه الدعاوي القضائية، له أهداف بعيدة كل البعد عما هو رياضي!.

لقد رفع رئيس جماعة الزمامرة عبد السلام بلقشور دائما شعاره الأثير "الرياضة قاطرة للتنمية"، لتبرير منحه قرابة ثلث الميزانية السنوية للجماعة الى نادي النهضة، وقلنا الى جانب الكثيرين، أن هذا الشعار زائف وغير مؤسس على برنامج حقيقي للتنمية الشاملة المستدامة، وهي إحدى أولويات المجالس الترابية كما حددها دستور المملكة وفصل فيها القانون التنظيمي للجماعات التربية.. ويؤسف كل غيور على الزمامرة اليوم، أن يرى صعودا لفريق الرئيس في بطولة كرة القدم، فيما تعاني المدينة من التهميش وتعاني ساكنتها وشبابها تحديدا من البطالة والفقر، بل ويقبع البعض منهم بالسجن!.

ونهمس هنا مرة أخرى في أذن رئيس الجماعة، بأن يعيد النظر في ممارساته التي أصبحت حديث الجميع في الزمامرة، فالانتقام لا يزرع غير الأحقاد المتبادلة والاحتقان، وندعوه الى الكف عن استغلال منصبه وأتباعه في صراعاته السياسية. 

فإن لم يستطع تقديم شيء لهؤلاء الشباب، وإن أخلف وعودهم معهم في جلب التنمية، فأضعف الإيمان أن يتركهم لحال سبيلهم، لا أن يحاول الزج بهم في غياهب السجون! 
 

موسى مريد /فاعل حقوقي من الزمامرة