الأحد 17 نوفمبر 2024
فن وثقافة

شعيب حليفي وإبراهيم أزوغ بقصبة دار الشافعي 

شعيب حليفي وإبراهيم أزوغ بقصبة دار الشافعي  شعيب حليفي وإبراهيم أزوغ (يمينا)
شارك شعيب حليفي وإبراهيم أزوغ في لقاءين بقصبة دار الشافعي ببني مسكين، وذلك ضمن فعاليات المهرجان الوطني للطفل المتميز في دروته التاسعة الذي نظمته جمعية محترف الطفل والثانوية التأهيلية شوقي بدار الشافعي، يوم السبت 16 نونبر 2024 . وقد عرف اللقاءان حضور تلاميذ وأطر المؤسسات التعليمية بالقصبة، بالإضافة إلى المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية وعدد من المثقفين والفعاليات المحلية. 

كان اللقاء الأول لتقديم الكتاب الجديد لشعيب حليفي، بعد كلمات مدير المؤسسة والمدير الإقليمي ورئيس الجماعة، تحدث عبد الله آميدي في تقديمه للقاء عن أهمية الكتابة عن الأعلام المغاربة والتاريخ الاجتماعي للمجتمع السفلي بما يتضمنه من عوالم ظلت بعيدة عن أقلام المؤرخين.

أما كلمة شعيب حليفي فقد بسط فيها الحديث عن البيوغرافيا والبحث الثقافي عن الشخصية المغربية التي خلقت معرفة من المعارف، وتوقف عند كتابه " الشيخ والجبل'' الذي هو بحث بيوغرافي  تناول شخصية أبي يعزى يلنور الشهير لدى عامة المغاربة بمولاي بوعزة، معتبرا إياها شخصية استثنائية يطبعها ذكاء فطري في مرحلة تحول عميق في مغرب القرن الثاني عشر الميلادي، وأشار شعيب حليفي أنه سعى إلى التخلص مما علق بهذه الشخصية من أحكام و"خرافات"، مستعيدا صورته الأصلية في سياقها الثقافي، مع من عاصروه وكتبوا عنه أو من بحثوا في التصوف الشعبي والتواريخ الجزئية، وفي السياق التاريخي والاجتماعي، متوقفا عند  شهادات علماء عاصروه من أمثال  ابن عربي وأبو مدين شعيب وعدد من علماء فاس وسبتة والمشرق في عصره ولاحقا مع إخباريين وأدباء ومؤرخين مثل الحسن الوزان؛ كما توقف الكاتب عند ملمح من استثنائية هذه الشخصية ولماذا ما تزال حاضرة في الذاكرة الشعبية منذ ثمانية قرون ونصف، تحجُّ إليه القبائل سنويا في طقس ثقافي سياحي يسمى بحج المسكين. هذا الملمح هو وعيه البيئي المبكر وتجليه في أهمية الطبيعة والحيوان لديه من جهة، وقيمة الإطعام والتكافل الاجتماعي من جهة ثانية، ثم دوره في علاقات التوادد بين القبائل وتواشجها.

 واختتم اللقاء بنقاش وتوقيع للكتاب، وتقديم مجموعة من المؤلفات والإصدارات المتنوعة هدية، من كلية الآداب بنمسيك ومختبر السرديات، للمكتبة الجماعية لقصبة الشافعي، إسهاما في دعم وتشجيع القراءة بالوسط القروي .
 
وفي ورشة جانبية موازية أكد إبراهيم أزوغ مرفوقا بطلبة مسلك الدارسات العربية بجامعة الحسن الأول بسطات، للمتعلمين أن الاجتهاد في دراستهم وتحصيل مجموع المواد المعرفية؛ العلمية والأدبية التي يدرسونها في الأقسام التعلمية، هي المفتاح الذي يفتح أبواب النجاح. فكل إنجاز عظيم في المعرفة يبدأ بخطوات بسيطة من العمل الدؤوب. لبناء أساس قوي لتحقيق الأحلام والطموحات. وأن النجاح لا يأتي بيسر وسهولة، إنما يكون نتيجة إصرار على مواجهة التحديات لتحقيق الهدف المنشود. 

والقراءة وسيلة المتعلم للنجاح واكتشاف عوالم جديدة، وتوسيع مداركه، وتنمية مهاراته وامتلاك رؤية أوضح للأمور من زوايا مختلفة وفهم العالم من حولك بشكل أعمق. عندما تقرأ، فإنك تفتح لنفسك آفاقاً واسعة من المعرفة والثقافة التي تسهم في تطوير مسار الشخصي والمهني. لذلك، لا بد للمتعلم من أن يجعل من القراءة جزءاً مهما من برنامجه يومه، لأنها عادة الناجحين والمبدعين.

وفي السياق نفسه أشار أزوغ إلى أن أهمية القراءة كذلك، تتمثل في قدرتها على أن تزيل الكثير من الحجب والأوهام التي تشوش على أفكار الفرد وتصوراته وتسيجها، ممثلا لذلك بأهمية قراءة كتاب؛ مثل الكتاب الأخير لشعيب حليفي "الشيخ والجبل" الذي خصصه لسيرة رجل صالح عاش في مغرب القرن الثاني عشر، مؤكدا على أن الكتاب يكشف على أن الرجل له مكانة عظيمة بين المغاربة بم اتصف به من حكمة وبصيرة وصلاح، لا بما ينسب إليه من خرفات وتخيلات.  
 
وأجمع الطلبة: أنس جنان، أيوب بن حمو، فاطمة الزهراء فتاش، سكينة عادل، في كلماتهم عن القراءة أنها  الأساس الذي يبني عليه المتعلمون شخصياتهم ومعارفهم. فهي ليست مجرد مهارة دراسية، بل وسيلة لتوسيع آفاقهم وتنمية قدراتهم الفكرية، المعرفية والتعبيرية.