حذر الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي من تنامي ظاهرتين خطيرتين، ولامبالاة المشرع بشأنهما: الأولى تتجلى في تخصص صفحات لنهش أعراض الناس والمؤسسات بحثا عن البوز، والظاهرة الثانية تتمثل في انتشار السعاية الالكترونية.
"أنفاس بريس"، تنشر وجهة نظر عمر الشرقاوي:
"أنفاس بريس"، تنشر وجهة نظر عمر الشرقاوي:
ظاهرتان خطيرتان اصبحا يهيمنان على مواقع التواصل الاجتماعي أمام عجز كبير للقانون لكي يقول كلمته.
الأولى هي ظاهرة ما يسمى البيتبولات الافتراضية، حيث انتشرت مؤخرا ظاهرة الصفحات الفيسبوكية واليوتوبية وتيكتوكية والحسابات الوهمية والمجهولة الهوية، التي أصبحت تلعب دور كلاب شرسة لشن هجومات قذرة مليئة بالاتهامات والتهديدات والتحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد أي شخص يقف في وجهها أو يخالف مواقفها. إنها صفحات مدربة عنيفة تعمل وفق منطق تجارة الأدسنس أو أجندة حالمة وعدائية هدفها تشويه سمعة المؤسسات والأشخاص، إلى جانب ترويج الإشاعات والأكاذيب وخلق البلبلة لأغراض مادية قذرة.
أما الظاهرة الثانية فهي ظاهرة "السعاية" الالكترونية، حيث باتت مواقع التواصل الاجتماعي وجهة مفضلة للتسول ومنصة كبيرة ونشطة لجمع التبرعات والصدقات دون رد فعل من السلطات ودون تحريك القانون في مواجهة هاته الجريمة. حيث شعر المتسولون بالأمان لأنهم ابتعدوا عن أعين السلطات في الشوارع واختبأوا خلف شاشات هواتفهم ليمارسوا مهنة بلا تعب بكل ذكاء وحرفية، مرة متسلحين تارة بتقارير طبية مزورة لاستجداء للعواطف، وتارة أخرى بفواتير الكراء والماء والكهرباء وبيوت آيلة للسقوط لجمع المال، واستجداء المتتبعين لجمع الأموال بطريقة سرد القصص المحزنة ومواقف العوز والحاجة، لكن الأخطر هو استغلال أطفال أبرياء وبشكل بشع ولا يراعي حقوقهم في مخططات السعاية بأي طريقة.
إنه لأمر خطير على قيم ومؤسسات وقانون البلد أن تتحول صفحات الى ما يشبه ميلشيات افتراضية وجيوش إلكترونية لتصفية حساباتهم واطلاق أنياب "بيتبولات" الكترونية لكي تنهش في سمعة خصومهم أمام أنظار القانون الذي يقف عاجزًا عن التحرك لقطع رؤوس هذه الكائنات العاشقة لأكل لحوم البشر والتلذذ بالاعتداء على حياتهم الخاصة والتشهير. وفي نفس الوقت فإن ترك الآلاف من الأطفال عرضة للاستغلال والتشهير بهم من لدن أوليائهم سيقودنا لا محالة للخراب القيمي."