في تحد للتعبئة الأمنية غير المسبوقة التي تعرفها مدينة الفنيدق والمعبر الحدودي، حاول حشد غفير يضم مئات الشباب، والقاصرين، يومي الجمعة، والسبت 14. 15 شتنبر 2024 تنفيذ محاولات اقتحام السياج الحدودي، فيما اختار البعض التسلل إلى المنطقة الحدودية عبر السباحة، وذلك بعد حملات بموقع التواصل الاجتماعي الفايس البوك لـ"الهروب" الجماعي نحو إسبانيا.
وفي تعليق لجريدة "أنفاس بريس" أكدت فاطمة عاريف، رئيسة جمعية صوت الطفل على أن مشاهد الصور، والفيديوهات المتداولة لمئات الأطفال القاصرين الذين يغامرون بحياتهم شمال المغرب، بغية التسلل سرا إلى الديار الأوروبية، "مشاهد موجعة"، كشفت عن واقع مرير يعيشه أطفالنا، واقع تشكل في غفلة منا جميعا، رغم كل تلك البنيات التي نعتقد أننا وفرناها لأطفالنا قصد إدماجهم في مجتمع يحترم كرامة الطفل ويؤمن بأن للقاصر وضعية اعتبارية خاصة، سواء في ما يتعلق بحقوقه المدنية أو التربوية".
وزادت فاطمة عاريف قائلة: " لكن الواقع المعيش يؤكد أنه ينقصنا الكثير... والذي يحز في النفس أكثر هو كيف لهؤلاء الأطفال أن يتحملوا كل هذه الأعباء ويخوضوا هذه المغامرة غير محسوبة العواقب للهجرة سرا إلى أوروبا؟ من أقنع هؤلاء الأطفال بأن شروط الحياة الكريمة منعدمة في بلدهم المغرب؟".
وأضافت:" أسئلة كثيرة تسائل منظومتنا التربوية والقانونية، وتسائل ضمائرنا، وبدورنا في جمعية "صوت الطفل" نضم صوتنا إلى أصوات كل الفعاليات الحقوقية، والمدنية التي ناشدت كل المسؤولين، من رئيس الحكومة، ووزراء الحكومة، والبرلمانيين وكل النخبة السياسية، ودقت ناقوس الخطر للنظر باستعجال في الوضع الحالي في مدن الشمال، حيث يتدفق عدد كبير من القاصرين الراغبين في الهجرة غير الشرعية، وهو ما يستدعي منا جميعا، كل من موقعه، أخذ المسؤولية بجدية وإتخاذ خطوات عاجلة".
وشددت المتحدثة ذاتها قائلة:" من غير المقبول أن نعيش في صمت بينما يتعرض القاصرون والمغرر بهم لمخاطر كبيرة، ونحن اليوم بحاجة ماسة إلى تحرك فوري ومنسجم من جميع الجهات المعنية...، لذلك، دعت جمعية "صوت الطفل"، كل الأطراف المعنية بهذا الملف إلى الجلوس إلى طاولة حوار صريح بغية إيجاد حلول آنية وناجعة لظاهرة هجرة القاصرين، حلول ترضي جميع الأطراف، خصوصا الأطفال الذين يعتقدون أنهم يفرون من جحيم وطنهم إلى الفردوس الأوروبي من أجل الحصول على حياة أفضل".
وأكدت على أن هذه الظاهرة، التي استفحلت بشكل غير مسبوق، تحتاج عملا تشاركيا، كل من موقعه، للقيام بحملات توعوية في أوساط الأسر والمؤسسات التعليمية، للتحسيس بأهمية الدور الذي تلعبه الأسرة والمدرسة في تكوين وعي الطفل، إضافة إلى محاربة الهدر المدرسي، وزرع قيم حب الوطن لدى هذه الفئة من الأطفال، وإعادة النظر في المنظومة التربوية ومدى تلبيتها لمتطلبات وحاجيات الأطفال والمراهقين.