من المقرر أن تستضيف توريديمبارا (بلدة إسبانية في مقاطعة تاراغونا، في منطقة كاتالونيا المتمتعة بالحكم الذاتي) المؤتمر الإسلامي الوطني في 13 و14 و15 شتنبر 2024.
إعلان هذا المؤتمر خلق جدلا داخل الجالية المسلمة وداخل السلطات الإسبانية كذلك، خصوصا فيما يتعلق ببعض السلفيين المتشددين الذين سيشاركون في هذا المؤتمر ببحوثهم وكلماتهم، والذين كانو قد أدلوا سابقا بتصريحات مثيرة للجدل للغاية، مثل مالك بن عيسى، و عيسى غارسيا، أو يوسف سولدادو.
اكتسب بن عيسى شهرة غير مرغوب فيها بفضل محاضرة غير عادية في مسجد ابن رشد في بلدة بنزو، بثها التلفزيون العمومي في المدينة، والتي أكد فيها، من بين اعتبارات أخرى، أنه لا ينبغي للمرأة المسلمة أن تخرج إلى الشارع إلا بأيديها و الوجه مغطيان. وانتقد هذا الأخير استخدام الجينز أو الكعب العالي أو العطور. وأكد أنهن بهذه الطريقة يعتبرن "زناة" !
واكتسبت مداخلة بن عيسى المتلفزة سمعة سيئة بسبب فجاجة تلميحاتها إلى حالة المرأة. واعتذر السلفي بأن رسائله موجهة للنساء المسلمات فقط.
وأدت كلمات بن عيسى إلى تقديم شكوى إلى النيابة العامة من قبل ممثل الحكومة الاسبانية في المنطقة.
أما في حالة يوسف سولدادو، (كان اسمه كارلوس سولدادو)، ولكن بعد اعتناقه للإسلام عن طريق دعاة من التيار السلفي في اسبانيا، اتخذ اسم يوسف، وهو كان مقربا سابقا من الشرطة حسب مانشرته جريدة المندو.
وكان كارلوس سولدادو قد نشر رسالة إلى متابعيه على فيسبوك بمناسبة احتفالات Les Santes de Mataró (برشلونة)، في يوليو 2015 قال فيه : «أيها الإخوة والأخوات، هذه المهرجانات يرعاها الشيطان وهي حرام علينا. فكيف سيسمحون بحفلات تتعرى فيها النساء وتنتشر الزنا بين الشباب بالموسيقى التي تسمع في كل المدينة والناس سكارى ومخدرون؟ "المسلمون الذين يأتون يفعلون شيئًا لا يليق بالمسلم الصالح".
ومن بين المتحدثين الآخرين في المؤتمر سيكون الأرجنتيني، عيسى غارسيا. وهو من السلفيين المتشددين في دول امريكا اللاتينية وينشر الإسلام عن طريق السلفية الوهابية، واتهم أكثر من مرة بالتطرف والتنطع، لكن في السنوات الأخيرة بدأ يخفف تشدده ويعرف نفسه بأنه سني. ويؤكد أيضًا أنه "ناشط بين الأديان" ولا يتدخل "في السياسة أو الدول". ويقول أيضًا أن "الإيمان بالإسلام ليس إيمانًا أعمى، بل هو إيمان عقلاني".
لكن هذا التوجه الجديد لعيسى غارسيا ليس صحيحا أو نابعا من قناعاته، وإنما هو تقية يستعملها للهروب من تهمة الإرهاب والتطرف في الأرجنتين، علما أن الكثير من المغاربة في اسبانيا ومدينة سبتة، غرر بهم وجلبهم الى السلفية الجهادية، ومنهم من ذهب الى الجهاد في سوريا؛ بحيث يزور سبتة بين الحين والآخر لتعبئة الشباب السلفي المغربي في هذه المدينة المحتلة من قبل اسبانيا.