حظيت القضية الفلسطينية ولازالت تحظى باهتمام كبير لدى المغاربة على مختلف المستويات والأصعدة. وإذا كان التضامن الشعبي لا يكاد يتوقف منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، حيث يشارك المغاربة بشكل شبه يومي في وقفات ومسيرات وفعاليات تضامنية مع غزة عنوانها الرئيس دعم ومساندة الفلسطينيين والإشادة بالمقاومة والمطالبة بإسقاط التطبيع، فإن ما يجري يجد له كذلك صدى واهتمام بالغ لدى المجالس المنتخبة بكل ربوع البلاد.
نعرض في هذا المقال لاهتمام مجلس جهة سوس ماسة بما يجري حاليا من حرب إبادة على غزة وتضامن مكوناته أغلبية ومعارضة مع الفلسطينيين وتنديدها بجرائم الاحتلال الصهيوني.
تضامن مع المقاومة ومطالبة بوقف التطبيع مع الاحتلال الصهيوني
في كلمته باسم مجموعة العدالة والتنمية بمجلس جهة سوس ماسة خلال الدورة العادية لمجلس الجهة المنعقدة بداية شهر يوليوز الماضي، ندد السيد محمد أوريش بالإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني المجرم في حق الشعب الفلسطيني عموما، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص والمأساة الإنسانية التي وصلت إلى أقصى درجات ما يمكن أن يتصوره الإنسان في هذا العصر. كما أشاد بمبادرة الملك محمد السادس بإرسال مساعدات طبية لقطاع غزة وبالتفاعل الكبير للشعب المغربي مع ما يجري من أحداث من خلال التضامن والتنديد من طرف الفعاليات الشعبية الكبيرة التي تمثل استثناء وتميزا خاصا للشعب المغربي تضامنا مع هذه القضية التي يعتبرها المغاربة قضيتهم جميعا.
في المقابل أدان رئيس مجموعة العدالة والتنمية بمجلس جهة سوس ماسة رسو سفينة حربية صهيونية اسرائيلية تحمل المؤن والامدادات في ميناء طنجة، وهي متوجهة لقتل الفلسطينيين إخواننا الأبرياء هناك، معبرا عن كامل الأسى والحزن لسماعه الأخبار الواردة في هذا الإطار.
التنديد برسو السفينة الصهيونية بميناء طنجة المتوسط الذي أغضب المغاربة ومنتخبيهم يعيد الى الذاكرة موقف الملك الراحل محمد الخامس سنة 1948 والمغرب لازال تحت الحماية الفرنسية، حين احتجَّ “على رُسُوّ باخرة إسرائيلية في ميناء الدار البيضاء، معتبِراً إياها باخرة عَدو، لقد كان الاستعمار الفرنسي بالنسبة له أهون من الصهيونية وقيام إسرائيل” على حد قول الدكتور عبد الصمد بلكبير في مجلة الملتقى.
تثمين للروابط العميقة التي تجمع المغرب بفلسطين وتنديد بجرائم الاحتلال
أما السيد عبد الحفيظ بوسيف رئيس الفريق التجمعي بمجلس جهة سوس ماسة فأعرب في كلمته خلال الدورة العادية لمجلس الجهة لشهر يوليوز، عن تثمينه عاليا للروابط القوية والعميقة التي تجمع المغرب بفلسطين تاريخا وحضارة، كما جدد استنكاره الكامل لكل ما يحدث في غزة من مأساة حقيقية مع استمرار الحصار المطبق من طرف سلطات الاحتلال الصهيوني.
كما أكد اعتزازه بالمبادرة الإنسانية لجلالة الملك محمد السادس والتي تهم توجيه مساعدات طبية عاجلة لسكان غزة المحاصرة وهو ما يشكل تفعيلا ملموسا لالتزامات المغرب بالقضية الفلسطينية مطالبا بتحرك دولي عاجل لضمان وصول المساعدات الإنسانية بدون قيود لساكنة غزة من جميع المنافذ . كما جدد التنويه والإشادة بكل المبادرات الرامية إلى فك الحصار ووقف التجويع ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.
يعكس تضامن مجلس جهة سوس بمختلف مكوناته مع الشعب الفلسطيني وتنديده بجرائم الاحتلال الصهيوني في غزة وفي كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، المكانة التي تحظى بها هذه القضية في قلوب المغاربة على اختلاف مواقعهم وأطيافهم وانتماءاتهم. كما يشكل رسالة قوية مفادها أن هاته القضية تبقى في صدارة الاهتمام وأنه ما زال لها نفس الوهج في وجدان الشعب المغربي إن لم نقل أكثر وأن التطبيع مع كيان مجرم منبوذ يشن حرب إبادة جماعية وحشية ضد الفلسطينيين لا مستقبل له.
محمد لعبوبي،عضو مجلس جهة سوس ماسة