قام موسى بن نصير، خلال الفتوحات الإسلامية، بتعيين طارق بن زياد عاملا على إقليم طنجة. بعد ذلك قام موسى بن نصير بزيارة إستطلاعية الى قبائل غمارة بإقليم شفشاون وبصحبة عدد كبير من قواد جيشه من بينهم: القائد عبدالملك بن محمد وعينه بمدشر الخزانة حيث نصب له خزانة ريثما يتم بناء مقر القيادة العسكرية، ولذلك سميت بالخزانة ولا زالت تحمل هذا الإسم إلى يومنا هذا.
بمدشر ألكتان بقبيلة بني جبارة، عين القائد غازي ريان والقائد تيفو، وكلاهما أتوا من الشرق العربي. وعين كذلك قائدين آخرين.
وقام بتقسيم القبيلة الى خمسة أعلام، وجعل لكل علم لون وشعار خاص به يستعملونهم خلال إجتماعات أعيانهم.
تم الإتفاق على اجتماعات القيادة العامة سواء خلال الحرب أو السلم بالدردارة، وكنقطة إنطلاقة القبيلة لزيارة ضريح مولاي عبدالسلام بن مشيش.
الأعلام الخمسة هي:
1)علم بني جبارة وبني ثليد لسيدي يوسف الثليدي.
2)علم بني زرويل لسيدي بنسعادة.
3)علم بني جافن لمولاي إدريس.
4)علم بني صالح وبني دركول وبني فلواط لسيدي أحمد العالم.
5)علم لسبع قبائل لسيدي الحاج أحمد العسلاني.
بعد ذلك تم تقسيم القبيلة الى كل من الأخماس السفلى والأخماس العليا، وجعلوا لكل منهما سوقا هما الأحد السفلي والأحد الفوقي.
لقد قام طارق بن زياد بزيارة استطلاعية إلى هذه المنطقة، وقرر بناء مسجد بأشرفات. بعد ذلك أمر القائد يلصو بأن ينتقل من الخزانة إلى مكان قرب الدردارة، حيث عزل القائد تيفو نظرا لتصرفاته السيئة ومعاملته للسكان. أما القائد يلصو فقد بقي هناك إلى أن توفي وبني له ضريح، مازال السكان يزورنه وهو بالقرب من الدردارة بالحدود الفاصلة بين القبيلتين. وإلى هذه القبيلة ينتسب المجاهد الصوفي الإمام أبي الحسن الشاذلي والقطب الشيخ سيدي يوسف الثليدي وسيدي بنسعادة والمولى إدريس والعلامة سيدي محمد بن حيون والعلامة أبو الحسن علي مصباح والعلامة الحاج محمد ريان والعلامة عبدالسلام أحمد ريان والعلامة أبي الحسن الصبيحي والعلامة عبدالله زيطان والعلامة محمد علي الخراز والقاضي عبدالرحمن زيطان والفقيه محمد بنطاهر والفقيه الحشلاف والفقيه عبدالسلام العياشي والفقيه محمد بنخجو والفقيه ولد اعليو. هؤلاء عملوا على نشر العلم وحث الساكنة على الجهاد الوطني منذ أوائل القرن العاشر الهجري، حيث قام القطب الصوفي يوسف الثليدي على جمع العلماء والشرفاء والأعيان وإنتدب مجموعة منهم للمشاركة في معركة وادي المخازن. كما قام بتكوين مجلس يعتني بشؤون الجهاد، إلى جانب القيادة العسكرية من أجل الدفاع عن الوطن ومقدساته وتراثه. ولذلك تعتبر من أهم القبائل المجاورة لمدينة شفشاون وسكانها ينحدرون من المجاهدين والعلماء والسلفيين الذين وقفوا في وجه الإستعمار وأظهروا مقاومة شديدة جعلته لايستطيع الوصول الى هذه القبيلة، إن لم نقل كانت آخر نقطة الإحتلال بالمنطقة حيث وقعت عدة معارك، نذكر منها: معركة تلامسة سنة 1914، ومعركة الدردارة سنة 1915، ومعركة تفراون وبني جبارة.
أما خارج القبيلة فلقد شارك سكانها الى جانب المجاهدين سواء في بني حسان أو في دار بن قريش-جبانة- أو في دار أقوبع أو في عقبة القلة. وكل هذه المعارك خلف فيها العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
لقد خرج من بين صفوف هذه القبيلة أبطال قادوا هذه المعارك بكل بسالة وصمود حيث استولوا على أحد المدافع وقتلوا أحد الجنيرالات.
تعتبر قبيلة الأخماس من القبائل العريقة في الحضارة والعلم، حيث ساهم أبناؤها مساهمة فعالة من أجل الحرية والوحدة الوطنية. وخلال أوقات الشدة والحرب كانت القيادة العامة لقواة الثورة والجهاد تتكون من قادة مناضلين عملوا بكل إخلاص وتفان ولما علم المستعمر الإسباني بأن مدشر تارية ببني جبارة توجد به القيادة العامة لقبيلة الأخماس السفلى إلى جانب مدشر أكراط بي زرويل تقرر القبض على مجموعة من المجاهدين الذين كانوا أعضاء في القيادة العامة وهم:
1)عبدالسلام محمد الحاج المهدي ريان.
2)عبدالله محمد ريان.
3)أحمد الحاج المهدي ريان.
4)محمد أحمد عبدالسلام ريان
من بين هؤلاء أعمامي وهم من مدشر تارية ببني جبارة بالأخماس السفلى.
أما من مدشر أكراط فرقة بني زرويل فهم:
1)عبدالله محمد اعزاير.
2)الحسن محمد المودن.
3)محمد الحسين اعزاير.
4)العياشي محمد اعزاير.
5)الحسين محمد اعزاير.
6)محمد أحمد السلاوي.
هؤلاء المجاهدين قام المستعمر الإسباني بإلقاء القبض عليهم وتم إعدامهم رميا بالرصاص سنة 1929 بمدشر غروزيم قرب مدينة شفشاون حيث استشهدوا دفاعا عن الوطن.
فهل سيتم رد الإعتبار لهؤلاء الشهداء من خلال الإعتراف بذلك من طرف الدولة المغربية وإقامة نصب تذكاري بمكان إعدامهم حتى لاننسى؟!