السبت 23 نوفمبر 2024
خارج الحدود

صحف إيطالية: إيران نسجت شبكة إرهابية عالمية ضد الغرب وضد المغرب

صحف إيطالية: إيران نسجت شبكة إرهابية عالمية ضد الغرب وضد المغرب علي خامنئي المرشد الأعلى لإيران (يسارا) وحسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني
تلقت صحف إيطالية معلومات من أجهزة مخابرات غربية وفي مقدمتها الألمانية، التي تحدثت بإسهاب عن وجود شبكة تمتد حتى مخيمات تندوف، عبارة عن ميليشيا ضد إسرائيل في المنطقة العربية. وتظهر خططا رهيبة من خلال التنصت على قياداتها.
 
فمنذ بدأ العدوان في غزة، تنافس "أعداء إسرائيل" في تهديد الدولة العبرية بإبادتها، وتدخل بعضهم بنشاط لدعم حماس حيث يطلق حزب الله، المصنف كمنظمة إرهابية من قبل العديد من الدول الغربية والعربية، الصواريخ على إسرائيل بشكل شبه يومي من لبنان ويحاول التسلل إلى البلاد عبر الحدود. ومن المفترض أيضاً أن المقاتلين السوريين انضموا إلى القتال ضد إسرائيل، وأعلن الحوثيون في اليمن الحرب علناً على تل أبيب واستهدفوا جنوب البلاد بصواريخ بعيدة المدى وطائرات بدون طيار، اعترضتها القوات الأميركية. وفي العراق، هاجمت الميليشيات الشيعية القواعد العسكرية الأمريكية، وصوت البرلمان الجزائري بشكل جماعي لصالح الحرب ضد إسرائيل. وحتى الميليشيات القادمة من المناطق النائية في أفريقيا ترحب بالهجمات على الدولة اليهودية وتقدم الدعم لأعدائها. وإيران متهمة بالوقوف وراء كل هذه الأنشطة-حسب صحيفة لابريسي- حيث رصدت المخابرات الغربية قيام النظام الشيعي بنسج شبكة عالمية من الميليشيات التي يدعمها بالسلاح والمال والتدريب ويستخدمها في المقابل في استراتيجيتها  ضد الغرب بشكل عام وضد الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل خاص. 
 
ومن خلال التقارير الاستخباراتية التي تمكنت "فيلت" الالمانية من التشاور معها بشكل حصري، فإن طهران قامت بتوسيع شبكتها لعدة سنوات ولم تعد تدعم فقط المنظمات الشيعية، بل انتقلت لدعم الميليشيات المسلحة التي تعادي حلفاء أميركا، وفي مقدمتهم ميليشيا البوليساريو جنوب الجزائر.
 
وتضيف الصحيفة-دائما حسب تقارير المخابرات الألمانية  الجديدة- التي اطلعت عليها بل وتمتلك الصحيفة الألمانية تسجيلات ونصوص لمحادثات هاتفية بين ممثلي جبهة البوليساريو وعميل يقدم نفسه على أنه جهة اتصال لحزب الله في ساحل العاج. مصطفى محمد الأمين الكتاب هو ضابط اتصال البوليساريو في سوريا والمسؤول عن منطقة الشرق الأوسط. وفي محادثة مسجلة بتاريخ 23 أكتوبر 2024، أي بعد حوالي أسبوعين من هجوم حماس على إسرائيل، سأل العميل أمينة الكتاب عن الوضع. فرد عليه ممثل البوليساريو : “الحمد لله. الشباب يتشجعون بانتصار المقاومة والأعمال ضد اليهود والانتصار عليهم في كل مكان”، “أرى أن المقاومة تشتعل في كل مكان. لقد اندلعت في غزة، ويمكن أن تندلع في الجولان» وجنوب لبنان، و«سوف تندلع أيضًا في "الصحراء الغربية" وستكون هناك مقاومة موحدة». الجميع سيطلقون النار من مكان مختلف” على إسرائيل.
 
وخلال اللقاء، ناقش ممثل حزب الله ومبعوث البوليساريو إمكانية شن هجمات مشتركة ضد إسرائيل مع حماس وحزب الله والجزائر وإيران. وتشير لمين الكتاب إلى أن موارد جبهة البوليساريو ليست كافية بعد للهجوم، على سبيل المثال على السفارة الإسرائيلية في المغرب، وتعول على دعم أكبر من حزب الله وإيران.
 
وكانت صحيفة "فيلت" قد كشفت في وقت سابق من العام الجاري عن وجود شبكة حوالات تعمل من إسبانيا ومخيمات تندوف في الجزائر وتقيم اتصالات وثيقة مع البوليساريو وإيران ولبنان وحزب الله، لتحويل الأموال دون المرور عبر القنوات الرسمية للبنوك. على سبيل المثال، يدفع شخص مبلغا إلى "حوالة" في بيروت، ويبلغ ضابط اتصاله في الجزائر، الذي يدفع المبلغ إلى المستفيد المحلي، دون تحويل الأموال. إن الإمدادات النقدية لـ "الحوالات" في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط متوازنة أو، إذا لزم الأمر، يتم تهريبها نقدًا أو مجوهرات أو ساعات فاخرة.
 
وتخفي إيران مساعداتها المالية لحزب الله وحماس و كذلك أيضًا لجبهة البوليساريو باستخدام شبكات الحوالة التي يصعب السيطرة على تدفقاتها المالية.
 
لقد هاجمت إيران دائمًا الدول العربية التي تعتبرها "غربية جدًا" والتي تقترب من إسرائيل. وأصبحت الميليشيا التي تقاتل ضد المغرب أكثر فائدة لطهران منذ أن وقع المغرب على اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل. وفي المقابل، اعترفت الولايات المتحدة بالمطالبات المغربية بالصحراء المغربية. وهكذا أصبحت الدولة الواقعة في شمال إفريقيا نقطة ارتكاز للمحاولات الإيرانية لزعزعة استقرار المنطقة. ويبدو أن جبهة البوليساريو تتسلح في قتالها ضد المغرب. إذ تم إطلاق صواريخ على المناطق السكنية في مدينة السمارة، في الأقاليم الجنوبية، قُتل فيها رجل وأصيب ثلاثة آخرون. وقد تبنى مصطفى محمد لمين الكتاب، مبعوث البوليساريو إلى الشرق الأوسط، خطاب حماس: "إن هذه الحرب هي حرب جهاد ومقاومة ضد الاحتلال وضد المشروع الصهيوني"، حسبما صرح في محادثة هاتفية تم التنصت عليها يوم 13 أكتوبر 2024 “المقاومة تأتي بثمن من حيث الخسائر. نحن نعلم أن هذه الحرية سيكون لها ثمن باهظ، وسنقدم التضحيات والشهداء، ولكننا في النهاية سننتصر".
 
أما صحيفة "لابريسي" فقد أوضحت أن تحرشات النظام الإيراني بالمملكة المغربية ليست وليد اليوم، لكن زادت حدتها بعد انضمام المغرب لإتفاقية أبراهام مع إسرائيل وواشنطن، حيث هاجمت الخارجية الإيرانية علنا الدول العربية التي تعتبرها "غربية جدًا"،  وأصبحت الميليشيا التي تهاجم  المغرب أكثر فائدة لطهران.
 
و تعتبر هذه التقارير الإستخباراتية و الإعلامية فرصة للدبلوماسية المغربية لفضح تحالفات مرتزقة البوليساريو أمام داعميهم من بعض المنظمات والأحزاب الأوروبية التي ستجد نفسها في حرج كبير بعد هذه الحجج والبراهين الصادرة عن جهات محايدة و موثوقة، تستغلها الدبلوماسية المغربية بايطاليا و بقية الدول الأوروبية لكشف الوجه الحقيقي لهذا الكيان الوهمي، أنشأ للإنتقام من المملكة المغربية.