الاثنين 25 نوفمبر 2024
مجتمع

سواد في سواد.. رسالة طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان من وقفتهم الاحتجاجية بالدار البيضاء

سواد في سواد.. رسالة طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان من وقفتهم الاحتجاجية بالدار البيضاء جانب من الاحتجاج
مع كل شعار، كانت زغاريد أمهات طلبة وطالبات كليتي الطب والصيدلة وطب الأسنان بالدار البيضاء ترتفع خلال الوقفة الاحتجاجية التي دعت لها اللجنة الوطنية، الخميس 11 يوليوز 2024، بساحة الأمم المتحدة، وذلك ضمن ما سموه أسبوع الغضب، في فصل جديد من فصول المعركة الاحتجاجية التي يخوضها الطلبة منذ أزيد من 7 أشهر خلال الموسم الجامعي الحالي، من مقاطعة الدروس النظرية والتداريب الاستشفائية.
 
 
سواد في سواد، كان هو اللون الغالب على طلبة وطالبات في العشرينيات من أعمارهم، منهم من جاء وحيدا، ومنهم من جاء رفقة والدتها أو والدته..
 
 
السواد تعبير عن الغضب والاحتجاج، ولكنه بتعبير طالبة محتجة هو لون القوة، ويثير الانتباه، كما أنه يضفي قوة إلى رسالتنا، تقول هذه الطالبة في تصريح مع جريدة "أنفاس بريس"، مضيفة أن علماء النفس يعتبرون مرتدو اللون الأسود يتميزون باليقين والثقة أكثر من غيرهم، "ونحن على يقين تام وثقة كبيرة وإيمان قوي بمعركتنا النضالية في مواجهة الحكومة".
 
وفي الوقت الذي اختار فيه الطلاب تبليغ رسالتهم، ممر ساحة الكرة الأرضية بمركز المدينة، فإن جنباتها غصت بعناصر أمنية بزيها الرسمي، من مختلف الرتب، مكتفين بمراقبة الأوضاع، في حين كانت عناصر أمنية أخرى في مركباتها، وهو ما جعل عددا من الآباء والأمهات يرافقون أبناءهم وبناتهم، من بداية الوقفة إلى نهايتها..
 
كان التنظيم محكما في هذه الوقفة، ويظهر أن هناك ترتيبات تنظيمية تم اتخاذها من اللجنة التمثيلية للطلاب، بين الإدلاء بالتصريحات الإعلامية التي كانت متناسقة من حيث رسائلها، وبين تنظيم التظاهرة التي حضرها حوالي 1500 من الطلاب، في حين كان طلاب وطالبات مهمتهم هي رفع الشعارات وتحفيز زملائهم وزميلاتهم، مع استحضار المطالب في هذه الشعارات..
 
"يُراد سوقنا نحو سنة بيضاء، وهذا نرفضه جملة وتفصيلا، وسبعة أشهر من الصمود، لن تثنينا عن الاستمرار في نهج الاحتجاج"، يقول طالب في السنة الخامسة من كلية الطب، رافضا كل تصريحات الوزارة المعنية فيما يخص تحميل الطلاب مسؤولية تأزيم الأوضاع في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان.. مؤكدا أن احتجاجهم ذو طابع أكاديمي حضاري ومستقل عن أي توجه سياسي، مستحضرا بصفة أسمى مصلحة الوطن عامة، وقطاع التكوين الطبي والصيدلي خاصة.
 
 
وكانت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان قد أعلنت تشبثها بهيئاتها التمثيلية وبحقها في المطالبة بإصلاح أفضل لمنظومتهم عبر مسلسل نضالي حضاري وسلمي، تعبيرا منهم عن عدم الرضا بالواقع المرير الذي تعيشه الكليات العمومية منذ قرابة السبعة أشهر.
 
مجددين النداء لكافة المسؤولين إلى تحضير العقل والحكمة في التعامل مع ملفنا المطلبي، الذي لايحمل في طياته سوى مطالب تصب في مصلحة جودة تكوين طبيب وصيدلي الغد.
 
وكذا اعتبار أي تهديد عبر تصريحات على مستوى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مجرد شعلة أخرى تزيد من لهيب نضالهم وتقوي عزيمتهم، ولا تكاد تخدش جسدهم الطلابي.
 
وضمن ما اعتبروه أسبوع الغضب، سطرت اللجنة الطلابية برنامجا نضاليا على صعيد جميع كليات الطب والصيدلة بكافة أرجاء الوطن، حيث نظمت يوم الخميس 11 يوليوز 2024، مسيرة محلية بطنجة بالموازاة مع إنزال محلي بالدار البيضاء، وسيستكمل الاحتجاج يوم الجمعة 12 يوليوز الجاري بإنزال محلي بفاس، ومسيرة محلية بوجدة، مرفوقَيْنِ بإنزال محلي ٱخر بمراكش، ويوم الثلاثاء 16 يوليوز، مسيرة وطنية حاشدة تحت عنوان "مسيرة الغضب" بالرباط أمام قبة البرلمان.
 
على أن يتم تتويج هذا الاحتجاج بتنظيم ندوة حقوقية يوم السبت 13 يوليوز بغية تسليط الضوء على مختلف الخروقات والتجاوزات الحقوقية التي طالت مجمل العقوبات المنزلة عليهم والمضيقة لنضالهم.