الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الأكثر سخرية في تاريخ وزراء المغرب

رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الأكثر سخرية في تاريخ  وزراء المغرب

لم يستطع عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية أن يحطم أرقاما قياسية في الزيادة في ثمن الكازوال والمواد الأساسية والتلويح بالرفع من سن التقاعد، بل استطاع أن يحطم الرقم القياسي في درجة السخرية من رئيس الحكومة، سواء في مواقع المنتديات الاجتماعية كـ "الفايسبوك" و"تويتر" والعديد من المواقع في الشبكة العنكبوتية.

فإذا كانت الصحافة الوطنية تعاملت بقدر من الاحترام والرزانة مع وزراء أولين من بداية الاستقلال إلى حدود حكومة إدريس جطو، إلا أننا نجدها الآن، خاصة الإلكترونية منها، وقد دفعها أسلوب بنكيران الشعبوي في التعامل مع الرأي العام ومع الملفات الحساسة، إلى نهج أسلوب السخرية في الكثير من الأحيان من خلال أعمال كاريكاتورية لفنانين معروفين أو الاعتماد على صور مركبة لعبد الإله بنكيران وهو يردد بعض الأقوال والعبارات التي اشتهر بها مثلا "فهمتني ولا".

إلا أن منتديات التواصل الاجتماعي منحت حيزا أكثر للتعبير والسخرية من رئيس الحكومة من خلال تصرفاته وانفعالاته ورصد أقواله وتناقضاته وسياسته في الرفع من المحروقات، حيث نقف عند أحد الصور المركبة المنشورة في الـ "فايسبوك" لعبد الإله بنكيران وهو يفكر وأضيفت جملة فوق رأسه "وقيلا غادي نزيد في الفاخر" في إشارة إلا أنه رفع من ثمن كل شيء ولم يبقى له إلا الفاخر.

وفي صورة مركبة أخرى منشورة في الفايسبوك معلق يقارن بين المناضل الهندي غاندي ويبرز صورة لبنكيران ويعلق عليها "غاندير". وفي كاريكاتير آخر يظهر بنكيران وهو يركب على السلحفاة في إشارة إلى البطء في نسبة النمو المسجلة في التنمية الاقتصادية التي تحققها الحكومة.

والأمثلة كثيرة على الصور والتعليقات والأعمال الكاريكاتيرية التي تسخر من رئيس الحكومة وهي تبدع وتتفنن في التعليقات.

ويفسر أحد أساتذة السوسيولوجيا ظاهرة السخرية من عبد الإله بنكيران بأنها ناتجة عن تطور في وسائل التواصل الاجتماعي التي تنتشر بسرعة، وهي نتيجة لأسلوب رئيس الحكومة في خطابه الإعلامي والمتميز باستعمال الدارجة والعامية والأمثال الشعبية وترديد عبارات معينة، واستعماله أيضا قاموس الحيوانات مثل التماسيح والعفاريت لوصف وانتقاد خصومه السياسيين والمعارضين لسياسته.

والسبب الأخر في انتشار السخرية من رئيس الحكومة في منتديات التواصل الاجتماعي يرجع أيضا إلى كون عبد الإله بنكيران يعتمد في خطابه على الفكاهة إلى درجة أن طالب بعض الشباب المغاربة خلال رمضان الماضي باستبدال البرامج الفكاهية التي تبثها قنوات التلفزيون المغربي في موعد الإفطار بـ "قفشات رئيس الحكومة"، ونشر العديد من رواد الفايسبوك صورة مركبة لبنكيران والشخصية الكوميدية الشهيرة "مستر بين".

ويفسر أحد الإعلاميين على أن بنكيران يعتمد على الفكاهة في حواراته السياسية وفي تدخلاته في الاجتماعات واللقاءات سواء الحكومية أو الحزبية من أجل الإثارة ولفت الانتباه، وذلك بهدف رفع درجة شعبيته المتدنية بسبب القرارات اللاشعبية التي يتخذها في عدد من المجالات.

وكان عبد الوهاب الرامي، الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، قد علق على هذا الوضع لأحد المواقع الإلكترونية معتبرا أن "الكثير من رجالات الدولة في العالم يجنحون لمثل هذه الأساليب في التعامل مع العموم، لكن هذا الأسلوب غير معهود في المغرب. اليوم نلاحظ أن بعض السياسيين من المعارضة أصبحوا بدورهم يلجأون لعنصر السخرية، في محاولة لرسم صورة لهم مشابهة لرئيس الحكومة. لقد بدأنا نلاحظ انفتاحا في الخطاب السياسي".

لكن ذ عبد الوهاب الرامي دعا إلى "التمييز بين السخرية والكوميديا، فالكوميديا تجعل السياسي موضوعا للفرجة، أما السخرية فهي عبارة عن أسلوب يستعمله السياسي لتوجيه النقد اللاذع لخصومه".