الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

من الكذاب في قضية رادارات مراقبة السرعة نجيب بوليف أم عزيز الرباح؟

من الكذاب في قضية رادارات مراقبة السرعة نجيب بوليف أم عزيز الرباح؟

يقال إن ذاكرة السياسي ضعيفة، ويقال أيضا "اكذب اكذب حتى يصدقك الناس". قد يكون كذب بعض السياسيين عاديا أو بالأحرى طبيعيا، لكن أن تتناقض أقوال سياسيين ينتميان لحزب سياسي واحد ويجلسان على كرسي واحد لوزارة برأسين، فهذا ما لا يفهمه العقل.

مناسبة هذا الكلام، هي التصريحات الأخيرة لنجيب بوليف الوزير المنتدب في النقل، خلال اللقاء التواصلي الذي نظمته اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، إذ أكد نجيب بوليف على أن جميع رادارات مراقبة السرعة مشغلة عكس ما يروج له من أسماهم بـ "المشوشين". مشددا، حسب ما نقلته يومية "التجديد"، على أن رادارات مراقبة السرعة قامت بجزء كبير من تحصين عملية السلامة الطرقية، كما أنها سبب رئيسي في انخفاض حوادث السير.

فهل يقصد نجيب بوليف بالمشوشين زميله في حزب العدالة والتنمية والحقيبة الوزارية عزيز الرباح؟ خصوصا وأن هذا الأخير كان قد صرح في أحد الاستجوابات بتاريخ 29 شتنبر 2014، أن صفقة الرادارات كانت فيها اختلالات، إذ قال الرباح ".... وجدنا أن نسبة كبيرة من الرادارات لم يتم ربطها بالتيار الكهربائي، وبالتالي لم يكن بالإمكان القيام بالصيانة ولا بربط تلك الرادارات غير الموصولة بالكهرباء، دون إنجاز افتحاص لهذه الصفقة لمعرفة الخلل. بعد ذلك، أطلقنا صفقات الصيانة، وبدأنا في الاشتغال على عدد منها، وقمنا بنقل مجموعة من الرادارات من أماكن يستحيل أن يكون فيها ربط بالكهرباء إلى أماكن أخرى" انتهى كلام الرباح.

الكلام نفسه سيتردد على لسان نجيب بوليف الذي نجده اليوم يطبل للرادارات ويشيد بكفاءتها، حيث نشرت صحيفة "أخبار اليوم" في عدد الخميس 25 شتنبر 2014، حوارا مع محمد نجيب بوليف الوزير المنتدب المكلف بالنقل حول صفقة الرادارات الثابتة على الطرق، لمراقبة سرعة السيارات التي تمت في عهد الحكومة السابقة. فجوابا عن سؤال:هل الرادارات المبثوثة بالطرق الوطنية خارج المدار الحضري لم يتم تشغيلها منذ تثبيتها سنة 2006؟ أجاب بوليف قائلا "وجدنا أن 80 رادارا، المثبتة في الطرق الوطنية خارج المدار الحضري، لا يمكن تشغيلها لأنها لم تكن موصولة بالكهرباء والاتصالات. ولتخطي هذه الإشكالية تم تنقيل 28 وحدة منها إلى الطرق السيارة، و2 إلى الطريق الوطنية رقم 13، حيث استطاعت الوزارة تشغيلها، أما الرادارات المتبقية (وعددها 50 رادارا)، فسيتم تشغيلها في الأيام المقبلة".

فهل نفهم من هذا الكلام أن الرباح وبوليف يكذبان على المواطنين؟ أم أن المدة الزمنية بين التصريحين للوزير بوليف، الأول في 25 شتنبر 2014 والثاني في 29 شتنبر، كانت كافية لتنسخ كل ما قيل عن الاختلالات التي تعاني منها الرادارات؟ وحتى وإن كان ذلك صحيحا وتمكنت الوزارة خلال هذه الفترة من إعادة تشغيل جميع الرادارات وربطها بالكهرباء، فهل يمكن أن نقول "إن الرادارات كانت سببا رئيسيا في انخفاض حوادث السير"؟

رجاء، كفى كذبا على الشعب راه عباد الله تقهرات"...