الاثنين 25 نوفمبر 2024
اقتصاد

أنس الصفريوي: من العلاقة مع البصري إلى المصاهرة مع  أخنوش.. العلاقات التي تنمو في الظل!

أنس الصفريوي: من العلاقة مع البصري إلى المصاهرة مع  أخنوش.. العلاقات التي تنمو في الظل! الصفريوي وأخنوش
يبدو‭ ‬أن‭ ‬المال‭ ‬خادم‭ ‬ممتاز‭ ‬يضمن‭ ‬لصاحبه‭ ‬امتلاك‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يريده،‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المال‭ ‬متوارثا،‭ ‬ابنا‭ ‬عن‭ ‬أب‭.  ‬هذا،‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬ما‭ ‬يترجمه‭ ‬مقال‭ ‬نشرته‭ ‬مجلة‭ ‬"جون‭ ‬أفريك"،‭ ‬قبل‭ ‬سنوات (2014)،‭ ‬حول‭ ‬تنصيب‭ ‬مالك‭ ‬الصفريوي،‭ ‬نجل‭ ‬أنس‭ ‬الصفريوي‭ ‬ملياردير‭ ‬العقارات‭ ‬بالمغرب‭ ‬والرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمجموعة‭ ‬الضحى،‭ ‬نائبا‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬"إسمنت‭ ‬الأطلس‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الثالثة‭ ‬والعشرين،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬بالكاد‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال؛‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يترجمه‭ ‬أيضا‭ ‬خبر‭ ‬اقتناء‭ ‬الشاب‭ ‬مالك‭ ‬نفسه‭ ‬(يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬الآن‭ ‬33‭ ‬سنة)‭ ‬لفيلا‭ ‬بميامي‭ ‬الأمريكية‭ ‬بمبلغ‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬مليار‭ ‬سنتيم‭ ‬بالتمام‭ ‬والكمال،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬الصعود‭ ‬الصاروخي‭ ‬لوريث‭ ‬«مول‭ ‬الغاسول‭ ‬والبوصلانة»‭ ‬وصهر‭ ‬«مول‭ ‬الحكومة‭ ‬والمازوط" (عبد‭ ‬العزيز‭ ‬أخنوش)،‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬المال‭ ‬هو‭ ‬أعلى‭ ‬مراتب‭ ‬الحقيقة‭ ‬لدى‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأثرياء‭.‬

لم‭ ‬يقف‭ ‬مالك‭ ‬الصفريوي‭ ‬على‭ ‬أطراف‭ ‬أصابعه،‭ ‬كبقية‭ ‬الخلق،‭ ‬ليتكاثر‭ ‬المال‭ ‬في‭ ‬جيوبه؛‭ ‬ولم‭ ‬يراهن‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هبّ‭ ‬والده‭ ‬«أنس‭ ‬الصفريوي»‭  ‬لإدراكه‭ ‬بعدما‭ ‬تقيّد‭ ‬جملة‭ ‬وتفصيلا‭ ‬بالاستجابة‭ ‬لنداء‭ ‬«الإنعاش‭ ‬العقاري»‭ ‬القابع‭ ‬في‭ ‬الظل،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تجاوزت‭ ‬ثروته‭ ‬حاجز‭ ‬الـمليار‭ ‬دولار،‭ ‬مما‭ ‬يجعله‭ ‬يقدم‭ ‬كواحد‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬أثرياء‭ ‬المغرب‭ ‬«الرتبة‭ ‬الثالثة»‭. ‬بل‭ ‬تعززت‭ ‬هذه‭ ‬الثروة‭ ‬بالمصاهرة‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2024‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬ثري‭ ‬آخر‭ ‬التي‭ ‬تناهز‭ ‬ثروته‭ ‬الملياري‭ ‬دولار‭ ‬وتضعه‭ ‬في‭ ‬الرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬مغربيا،‭ ‬بعد‭ ‬زواج‭ ‬مالك‭ ‬الصفريوي‭ ‬بكنزة‭ ‬أخنوش‭ ‬«27‭ ‬سنة»‭ ‬أصغر‭ ‬بنات‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية،‭ ‬وأحد‭ ‬أعمدة‭ ‬التسويق‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬«أكوا»،‭ ‬والمالكة‭ ‬لتطبيق‭  ‬Hany،‭ ‬التطبيق‭ ‬المغربي‭ ‬المخصص‭ ‬للخدمات‭ ‬المنزلية‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬الأثرياء‭ ‬لا‭ ‬يحرثون‭ ‬الماء‭ ‬ليراكموا‭ ‬الثروة،‭  ‬فإن‭ ‬أنس‭ ‬الصفريوي‭ ‬سلك‭ ‬طرقا‭ ‬متعددة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الريع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الصلبة‭ ‬ليحصل‭ ‬على‭ ‬الثروة‭. ‬فقد‭ ‬ولد‭ ‬بمدينة‭ ‬فاس‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬مايي‭ ‬1957،‭ ‬ثم‭ ‬التحق،‭ ‬بعد‭ ‬مغادرته‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الثانوي،‭ ‬بمشروع‭ ‬والده‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬الغاسول‭. ‬وقد‭ ‬انتظر‭ ‬طويلا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتجه‭ ‬نحو‭ ‬عالم‭ ‬العقار‭ ‬سنة‭ ‬1988،‭ ‬«بعد‭ ‬أن‭ ‬عبدت‭ ‬الدولة‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الطريق‭ ‬عبر‭ ‬تبني‭ ‬برنامج‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬سكن‭ ‬اقتصادي»‭ ‬ويحظى،‭ ‬بقدرة‭ ‬قادر،‭ ‬بعقود‭ ‬مهمة‭ ‬لإنشاء‭ ‬آلاف‭ ‬الوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬منخفضة‭ ‬التكلفة،‭ ‬والمدعومة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الدولة،‭ ‬إذ‭ ‬حاز‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1995‭ ‬لبناء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2000‭ ‬سكن‭ ‬اقتصادي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ذلل‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬كل‭ ‬الصعاب‭ ‬تحت‭ ‬حذائه‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬الامتيازات‭ ‬العمومية،‭ ‬هي‭ ‬الحصان‭ ‬الرابح‭ ‬الذي‭ ‬امتطاه‭ ‬ليوسع‭ ‬أعماله‭ ‬إلى‭ ‬مجالات‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬والأسمنت‭ ‬والسياحة،‭ ‬داخل‭ ‬المغرب‭ ‬وخارجه،‭ ‬وخاصة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإفريقي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أهله‭ ‬ليكون‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬المستثمرين‭ ‬الذين‭ ‬توظفهم‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إتمام‭ ‬سياساتها‭ ‬الاستثمارية‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭.‬

لقد‭ ‬راكم‭ ‬أنس‭ ‬الصفريوي،‭ ‬بعد‭ ‬اقترابه‭ ‬من‭ ‬مدفأة‭ ‬السلطة،‭ ‬وأيضا‭ ‬بعد‭ ‬نجاحه‭ ‬في‭ ‬اختراق‭ ‬الدائرة‭ ‬المغلقة‭ ‬لأثرياء‭ ‬المغرب،‭ ‬تجارب‭ ‬ومعارف‭ ‬ومهارات‭ ‬أخرى‭ ‬لإنشاء‭ ‬مشاريع‭ ‬ضخمة،‭ ‬حيث‭ ‬تمكن‭ ‬سنة‭ ‬2005‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬صفقة‭ ‬بمليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬لبناء‭ ‬وحدات‭ ‬سكنية‭ ‬عامة،‭ ‬كما‭ ‬أصبحت‭ ‬المساكن‭ ‬التي‭ ‬تنشأها‭ ‬«مجموعة‭ ‬الضحى»،‭ ‬رغم‭ ‬الانتقادات‭ ‬الموجهة‭ ‬إليها‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬اجتماعية‭ ‬وعمرانية،‭ ‬مؤشرا‭ ‬للتنمية‭ ‬العقارية‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬معضلة‭ ‬الدور‭ ‬الناقصة‭ ‬التجهيز،‭ ‬أو‭ ‬السكن‭ ‬غير‭ ‬اللائق‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬!!

ولم‭ ‬يقف‭ ‬الصفريوي،‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬الثروة،‭ ‬عند‭ ‬حدود‭ ‬الإنعاش‭ ‬العقاري‭ ‬أو‭ ‬بناء‭ ‬السكن‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬بل‭ ‬سار‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬أخرى‭ ‬لتتسع‭ ‬له‭ ‬الهيمنة‭ ‬بمحيط‭ ‬المال‭ ‬والأعمال،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬انشائه‭ ‬لمصنعين‭ ‬للإسمنت‭ ‬بسعة‭ ‬1.6‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬في‭ ‬مدينتي‭ ‬سطات‭ ‬وبني‭ ‬ملال،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ساهم‭ ‬بإطلاق‭ ‬«شركة‭  ‬أسمنت‭ ‬الأطلس»،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأسيسه‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬مصانع‭ ‬الإسمنت‭ ‬بسعة‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الكاميرون‭ ‬وغابون‭ ‬وغينيا‭ ‬وساحل‭ ‬العاج‭.‬

لقد‭ ‬ساهم‭  ‬توسيع‭ ‬أنشطة‭ ‬أنس‭ ‬الصفريوي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إزاحة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المنافسين‭ ‬الكبار‭ ‬«عقد‭ ‬التسويات،‭ ‬اقتسام‭ ‬الغنائم،‭ ‬إعادة‭ ‬التوزيع‭ ‬والانتشار،‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تفاهمات‭ ‬سرية‭..‬»،‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬قيمة‭ ‬أسهم‭ ‬«مجموعة‭ ‬الضحى»،‭ ‬رغم‭  ‬الانسداد‭ ‬الذي‭ ‬عرفته‭ ‬حين‭ ‬حاول‭ ‬صاحبها‭ ‬الانزلاق‭ ‬خارج‭ ‬الدائرة‭ ‬التي‭ ‬فتحت‭ ‬له‭ ‬الأبواب،‭ ‬ورتبت‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬الظل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬صعود‭ ‬امبراطوريته،‭ ‬لكنها‭ ‬غضبت‭ ‬منه‭ ‬حين‭ ‬«تجرأ»‭ ‬على‭ ‬توظيف‭ ‬اسم‭ ‬المؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬في‭ ‬مشاريعه‭ ‬الخاصة‭ ‬!‭ ‬

لقد‭ ‬بدأت‭ ‬حكاية‭ ‬أنس‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الأسبق‭ ‬الراحل‭ ‬إدريس‭ ‬البصري،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬تصل‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬المصاهرة‭ ‬مع‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬أخنوش،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬السر‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬«بيزنيس‭ ‬الصفريوي»‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلى‭ ‬زواج‭ ‬المال‭ ‬والسلطة،‭ ‬وتلك‭ ‬العلاقات‭ ‬الربحية‭ ‬والمصلحية‭ ‬التي‭ ‬تنمو‭ ‬في‭ ‬الظل،‭ ‬لتجعل‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬«شركة‭ ‬الضحى»‭ ‬يتزوج‭ ‬نائبة‭ ‬رئيس‭ ‬«شركة‭ ‬أكوا»‭.. ‬وكفى‭ ‬الله‭ ‬‭‬المؤمنين‭ ‬شر‭ ‬القتال!.