الأربعاء 24 إبريل 2024
سياسة

استقالة مندوب الأوقاف بطنجة: تنبيه لحماية التدين المغربي من كيد الخوارج

استقالة مندوب الأوقاف بطنجة: تنبيه لحماية التدين المغربي من كيد الخوارج

مازالت استقالة محمد لمرابط، المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بجهة طنجة، تثير التساؤلات وتسيل مداد المحللين. في هذا السياق كتب الزميل حكيم بلمداحي في يومية "الأحداث المغربية" مقالا استأذنته "أنفاس بريس" في نشره ، وهو كالتالي:

استقالة محمد لمرابط من منصبه كمندوب لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ليست عادية ولا يجب التعامل معها وكأن شخصا قدم استقالته من مهمة والسلام.

لقد ذيل الرجل طلب استقالته بكلام أجمل فيه القول بأن الرهان المعقود على الحقل الديني في المغرب، محليا وقاريا وقطريا، لا يتماشى مع واقع الحال.

محمد لمرابط ولسنوات كان يحذر من اختراق الأصولية الوهابية للحقل الديني المغربي، وخاض في هذا الأمر معارك مريرة شظاياها أصابت أيضا حياته الشخصية.

محمد لمرابط دافع عن إسلام مغربي متأصل في هذه البلاد منذ قرون، قوامه الوسطية والتسامح، وأيضا الإجتهاد والإنفتاح والتنوير. كما أن الرجل كان من أشد المدافعين على مؤسسة إمارة المؤمنين، ودافع بشراسة على ضرورة تحصينها من كيد الخوارج ومرجعياتهم المناقضة تماما لتوجه هيكلة الحقل الديني في المغرب كما جاء في الخطاب الملكي في 2004.

المغرب دخل في رهان خلق نموذج مغربي متفرد. هذا النموذج المغربي في الحقل الديني راهنت عليه أيضا بلدان إفريقية ومغاربية. لكن هذا النموذج المغربي يستلزم توجها، ليس فقط على مستوى التأصيل، ولكن أيضا على مستوى الرجالات الذين بإمكانهم إعطاء هذا النموذج مكانته اللائقة، في تحصين عن الإستعمال السياسوي الذي تقوده الحركات الإسلاموية.

حينما نتحدث عن رجالات النموذج المغربي للحقل الديني لا يمكن عزل لمرابط عن هؤلاء لما له من مكانة فكرية وتأصيل ووطنية وتشبع بالقيم المغربية الضاربة في عمق التاريخ.

محمد لمرابط هو أحد القلائل من الفقهاء المتنورين الموجودين اليوم في المغرب، الذين يصارعون في سبيل نموذج مغربي متفرد له أصوله الفقهية المغربية التي تحتاج فقط للحفر فيها، وهذا ما يقوم به الرجل منذ سنوات.

لمرابط دق ناقوس الخطر ونبه إلى الخلل. فهل يكون لتنبيهه صدى ؟