الخميس 28 مارس 2024
سياسة

لماذا تم اختيار المغرب في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب؟

لماذا تم اختيار المغرب في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب؟

لقد أصبح من المسلم به أن المغرب نموذج في مكافحة الإرهاب، وضرب خلاياه في المهد قبل الخروج من القوة إلى الفعل، ووضع استراتيجية واضحة أتت أكلها، وجنبت المغرب كوارث كثيرة، وعزز يقظة الأجهزة الأمنية والقضائية بترسانة قانونية قوية، تقطع الطريق على الإرهاب وتحمي حقوق الإنسان، حتى لا يختلط عمل طيب بآخر خبيث.

لكن اليوم لم يعد المغرب رائدا في محاربة الإرهاب على المستوى الوطني أو الإقليمي، ولكن أصبح من رواد مكافحة الإرهاب على الصعيد العالمي. فقد نوه جون كيري وزير الخارجية الأمريكية، ب"الجهود الطلائعية" للمغرب في مجال مكافحة الإرهاب.

ووصف رئيس الدبلوماسية الأمريكية، كلا من المغرب وهولندا، بأنهما في "طليعة الجهود" التي يبذلها المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، في أفق الإعداد للإطار الدولي لأفضل الممارسات التي سيتم اعتمادها لمواجهة تدفق المقاتلين الأجانب.

فالمغرب لم يعد بلدا تابعا للاستراتيجيات الدولية، في مجال مكافحة الإرهاب، ولكنه عضو مشارك ومؤسس للمنتدى العالمي، الصيغة التي يمكن أن تكون ناجعة في تدفق المقاتلين الأجانب، الصيغة التي يمكن أن تكون ناجعة في تدفق المقاتلين الأجانب، الخطر الذي يؤرق العالم اليوم، والذي يمكن أن يعطل مسارات التنمية والديمقراطية في مختلف مناطق العالم.

لم يتم اختيار المغرب لسواد عيونه، ولكن لأن لديه ما يقدم للعالم، لديه خطط متعددة التوجهات، للقضاء على الإرهاب أو التخفيف من غلوائه، وسبق للمغرب أن نبه العالم في أوقات سابقة إلى خطورة انتقال الإرهابيين عبر العالم.

ويوم كان المغرب يشدد الخناق على المجموعات الإرهابية وانتقالها من مكان إلى آخر، كانت توجه إليه سهام النقد، ويتم اتهامه بخرق حقوق الإنسان، ومرت الأيام ليكتشف العالم أن المغرب كان على صواب في هذا المجال.

فالمغرب، الذي تأثر بشكل مباشر من ارتفاع حدة التهديد الإرهابي الجديد، يواصل نشر وتكييف ترسانته الوطنية لمكافحة ظاهرة المقاتلين الإٍرهابيين الأجانب، التي تستند على أسس الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب.

والمغرب ليس بلد كلام وترديد الشعارات، ولا بلد البيانات التي لا يتبعها فعل، ولكنه قوة اقتراحية في مجال مكافحة الإرهاب العالمي، حيث قدم خلال الاجتماع الخامس للجنة التنسيق للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، والذي عقد في الرباط في أبريل الماضي، والرامي لإطلاق مبادرة تتعلق بأمن الحدود، انطلاقا من قناعة المملكة بالحاجة إلى التشاور والتعاون على مستويات متعددة من أجل أمن "الحدود المفتوحة".

المغرب لا يؤمن بالمثاليات ولكنه بلد واقعي، إذ لا يمكن مكافحة الإرهاب بشكل منفرد، ولكن لا بد من تعاون أمني بين البلدان المتحاورة، من خلال مراقبة مشتركة للحدود، والتعاون حتى بين البلدان البعيدة من خلال تبادل المعلومات، ووضع خطة عمل مشترك.

الإرهاب وباء خطير، يمكن أن تقضي عليه في بلد ما لكنه ينتقل كالعدوى من بلد آخر ليست له رغبة في معالجة المرض من جذوره.

إن المغرب ليس في باب إعطاء الدروس لأحد ولكن يدق ناقوس الخطر، من أجل حرب شاملة وكاملة على الإرهاب، في أفق ضمان الاستقرار للمناطق التي يعيش فيها الإرهاب أو يهددها في المستقبل القريب جدا.