الخميس 28 مارس 2024
سياسة

حكم لطخ سمعة القضاء المغربي وسمعة والي القنيطرة

حكم لطخ سمعة القضاء المغربي وسمعة والي القنيطرة

سواء صح خبر تنازل الوالية زينب العدوي عن متابعة خادمتها في المرحلة الاستئنافية أم لم يصح، فإن الحكم الصادر ضد هذه الخادمة بستة أشهر حبسا نافذة بتهمة سرقة قطعة لحم هو فضيحة مدوية بكل المقاييس تلطخ جبين العدالة في المغرب وكل من تورطوا في هذه المهزلة القضائية، بدءا من الوالية العدوي، مرورا بالأمن، وصولا إلى القاضي الذي نطق بهذا الحكم الغريب في واقعة غريبة.

الإدانة بالسجن بسبب سرقة قطعة لحم حادثة تذكرنا بإدانة «جان فالجان» في رواية «البؤساء» لفيكتور هيغو بسبب سرقته رغيف خبز كان يريد أن يطفئ به نار الجوع التي تقطع أمعاءه.. نعم، إن اعتقال وحبس خادمة بئيسة ومغلوبة على أمرها فقط لأنها سرقت قطعة لحم مجمدة لإعالة عائلتها كان من الأولى أن يدفع إلى الاستماع إلى السيدة الوالية ومساءلتها عن سبب اضطرار خادمتها إلى القيام بهذا العمل، فإن لم يكن جوعها وفقر أسرتها سببا مباشرا وراء هذا العمل فما هو السبب الذي سيدفعها إلى ذلك؟

هذه الإدانة الجائرة عار جديد يلحق بالمسؤولين عن توفير ظروف العمل الإنسانية واللائقة لآلاف الفتيات اللواتي يضطررن إلى العمل في بيوت بعض علية القوم من أجل إعالة أسرهن وعائلاتهن. وفي هذا الإطار سيكون من المفيد معرفة الأجر الذي كانت تحصل عليه هذه الخادمة المدانة من قبل المحكمة الابتدائية في القنيطرة، حتى تضطر إلى سرقة قطعة لحم. هذه الإدانة السريعة، التي تعرضت لها الخادمة من أجل ممتلكات تافهة، لم يتعرض لها ولو واحد من الذين تورطوا في سرقة الملايير من المال العام وثبت عنهم ذلك بالوثائق والتقارير الرسمية ولايزالون يتربعون على عرش المسؤولية ومقاعد المناصب التي يتقلدونها ويظهرون على الشاشات بربطات عنقهم وبذلاتهم الأنيقة ويتبجحون بالحديث عن الديمقراطية والشفافية.

نتمنى أن تنتهي هذه المهزلة، والبحث في أقرب وقت عن مخرج للإفراج عن هذه الخادمة لأن حبسها سيكرس هذه الصورة القاتمة: في بلدنا لا نزال ندين سارق البيضة ونكرم سارق البقرة.