تشتكي الجالية المغربية من غلاء تذاكر الطيران خاصة في العطل الصيفية وعطل رأس السنة الميلادية، التي ليست بمقدور المهاجر المغربي، خاصة أن أسرة مغربية مهاجرة مقيمة بالخارج مكونة من أربعة أشخاص إلى خمسة تصل كلفتها ما بين 3500 إلى 4000 أورو للرحلة ، دون إغفال مصاريف أخرى يتحملها المهاجر خلال قضاء العطلة بالمغرب، ناهيك عن أنّ الأسعار الغالية والمرتفعة في المغرب، وفق الإفادات التي تلقتها "أنفاس بريس".
ويرى عمر رواد، عضو الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن، في تصريح لـ"أنفاس بريس"، "أن تزايد الأسعار بشكل ملتهب بعد فترة كورونا، وبعد التدخل الملكي إثر انخفاض أسعار الطيران حيث عاد عدد كبير من المهاجرين المغاربة إلى بلادهم، وهو ما مكن حينها من ضخّ العملة الصعبة في بلدهم الأصل".
وزاد عمر رواد موضحا: اليوم لم نجد من نشكي له ونتشكّى إليهم من غلاء هاته الأسعار، وهو ما يحرم الجالية المغربية من زيارة أهلهم وأحبابهم لصلة الرحم في موطنهم المغرب. فلو كانت الأسعار معقولة لتوافد آلاف المغاربة المهاجرين بالخارج بكثرة على بلدهم الأصل. فمثلا في الوقت الذي يمكن أن تعود إلى المغرب 40 ألف أسرة، ستتمكن 90 ألف أسرة من العودة وضخّ العملة الصعبة في إيرادات بلدنا لو كانت الأسعار معقولة وكلفة التنقل والنقل بالنسبة للطيران مناسبة".
وبخصوص الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين، أكد محاورنا أن العديد من مغاربة العالم "يصعب عليهم العودة إلى بلادهم سنويا،في ظل هاته الوضعية المتسمة بالغلاء الفاحش، إذ لا يتمكنون من ذلك إلا بمعدل يتراوح ما بين سنتين إلى ثلاثة، خاصة إذا استحضرنا شبح غلاء المعيشة ومصاريف الكراء، إذ يضطر المهاجرون المغاربة لتأمين قسط قليل من المال للعودة إلى موطنهم الأصلي بالمغرب خلال العطلة الصّيفية".
وكشف المتحدث، أن عددا من المهاجرين المغاربة في إيطاليا، يضطرون إلى التوجه نحو بلدان مجاورة من قبيل إسبانيا، لقضاء عطلتهم لقلة كلفتها مقارنة مع المغرب، وبمدد تصل من أسبوع إلى أسبوعين.
وبخصوص الحلول المقترحة لتجاوز هذه المعضلة، يشرح، عضو المغربي الإيطالي للتضامن، أنّ دولا من قبيل مصر يمنحون سعرا تفضيليا للتنقل عبر رحلات الطيران لفائدة مهاجريهم في رحلات الطيران، شأنهم شأن البضائع التي يحملونها من بلدان المهجر صوب بلدانهم الأصل، مما يشجع على خلق رواج وحركية وارتباط بالبلد الأم وضخ العملية الصعبة في خزينة البلاد.
وهذا ماقاد عمر رواد، إلى مطالبة السلطة العمومية باستحضار هاجس أساسي يتمثل في أن مغاربة العالم بصفة عامة والجالية المغربية المقيمة بإيطاليا بصفة خاصة، يتطلعون إلى تقعيد أسس شركة طيران مواطنة تراعي الطاقة الشرائية للعائلات المغربية بالمهجر، وتحفز مغاربة العالم على زيارة وطنهم، وبالتالي تجسير العلاقة مع بلدهم الأم من جهة والمساهمة في إنعاش الإقتصاد الوطني طيلة السنة وليس فقط في موسم الصيف من جهة ثانية.